قال تعالى 🙁 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) سورة الحجرات .
التنمر شكل إيذائي عنفي واسع الانتشار، متفاقم في مجتمعات يسودها الجهل والانزياح عن منظومات الأخلاق..
والتنمر المدرسي شكل متفرع من التنمر العام. وقد نبهنا الحق سبحانه في سورة الحجرات على ضرورة التمنيع ضد هذه الآفة الخطرة؛ فالصورة المذكورة تضمنت قيما بانية للوجدان الإنساني المتحصن بالأدب الرفيع؛ أدب به الله المؤمنين من أجل:
- عدم سماع الإشاعات..
- التحقق من الأخبار..
- إصلاح بين المتخاصمين..
- دفع العدوان..
- التحذير من كل نمط سخري همزي أو لمزي..
- التنفير من كل سلوك يركب الغيبة والتجسس وسوء الظن بالناس..
لقيت ظاهرة التنمر اهتماما من طرف المهتمين بقضايا التنشئة التربوية السوية لكونها سببا في التعثر التربوي التعليمي بل والانقطاع عن الدراسة..
ومعروف أن التنمر يتطور بتطور العتاد التكنولوجي الذي يستعمل بعيدا عن مقاصد بناء الشخصية السوية.. وقد تعددت أشكال التنمر بانتشار مواقع التواصل الاجتماعي وانفتاح المجتمعات فأصبح من السهل انتشار الوباء التنمري..
وقد قسم التنمر إلى:
- تنمر لفظي: يشمل الإساءة بالكلام النابي والساخر ..
- تنمر اجتماعي : بنشر إشاعات تساهم في استبلاد الرأي العام وصرفه عن الحقيقة..
- تنمر جنسي : باستعمال قاموس ولغة التحرش..
- تنمر آلي إلكتروني : يوظف بطرق صورية غير مباشرة..
ومن التابث أن التنمر بأنماطه يحدث اضطرابات نفسية واجتماعية للفرد والجماعة (الأرق، الاكتئاب، الخوف، الانتحار..).
إن الأسرة بوصفها مؤسسة اجتماعية للتنشئة والتربية، والمدرسة ببرامجها ومناهجها يقع على عاتقهما ضمان الحماية من الأذى التنمري شريطة أن تتوفر في المجتمع رعاية شاملة تسهر عليها وتؤديها للمواطنين هياكل الدولة ومؤسساتها ..
إن عالمنا يعاني من تفشي هذه الظاهرة المقيتة ولا سبيل إلى التخلص منها أو الحد من مخاطرها سوى الاعتصام بنسق تخليقي système de moralisation .
إن المدرسة المغربية في مسيس الحاجة إلى تعميق مبادراتها في هذا المنحى، وهذا يقتضي أن تتوفر المؤسسات التربوية التعليمية بجميع أسلاكها على نظم المرافقة التربوية والتعليمية بهدف مواكبة الأجيال ووقايتهم وتمنيعهم.. كما يتطلب الأمر الالتزام بتنظيم حملات توعوية في الموضوع وتوسيعها لتشمل بنيات المجتمع كله.