ندوة علمية دولية في طنجة حول موضوع: أبو بكر الصديق رضي الله عنه .. معالم هادية وآثار سامية
جريدة الشمال – ندوة ( أبو بكر الصديق )
الجمعة 05 فبراتير 2016 – أبو بكر الصديق
أبو بكر بن الصديق رضي الله عنه
معالم هادية وآثار سامية
شارك في هذه الندوة نخبة من الدارسين المتخصصين في العلوم الشرعية والتاريخ والفكر الإسلامي والأدب العربي، قدموا من جامعات ومعاهد علمية من المغرب والسعودية والإمارات والعراق.
استهلت الندوة بآيات بينات من الذكر الحكيم، تلاها المقرئ المُتقن المُجيد الأستاذ يونس السباح.
– بعد ذلك افتتح الندوة السيد أحمد عبادي الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، فهنأ مركز طنجة بتنظيمه لهذه الندوة العلمية، والاحتفاء بعلم شامخ من أعلام الصحابة الكرام وهو أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وحمد الله عز وجل الذي وفق هذا الجمع إلى الالتئام والاحتفاء بعلم أشم من الصحب الكرام، ودعا الأمين العام إلى تمثل اللحظة التي نزل فيها القرآن، فتبدلت الأرض والسماوات، وكيف أن الذات النبوية استقبلت هذا الوحي الذي لو أنزل على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله، هذه اللحظة تقاسمها عليه الصلاة والسلام مع خليله أبي بكر فوجده من المصدقين، ولذلك كان يقول صلى الله عليه وسلم (ما دعوت أحدا إلى هذا الأمر إلا أبا بكر). وقال السيد أحمد عبادي: لنتصور هذه اللحظة التي تقاسمها النبي مع أبي بكر، هذا الجبل النايف الذي تلقى اللحظة بالصدق، ولذلك نحت اسمه بالصديق رضي الله عنه، وشاطر نبينا المعاناة، فكان (ثاني اثنين إذ هما في الغار). هذه اللحظة يقول الدكتور أحمد عبادي تدل على أن أبا بكر رضي الله عنه خُلق لهذا المقام الشامخ السامق، وأنّ هذا الصحابي الجليل أُعِدّ في سابق علم الله ليكون رفيق الدرب في إرساء بنيان هذا الدين. ولمّا اشتدت الأزمات، وادلهمت الخطوب، ظل أبو بكر رضي الله عنه بجانب الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يكن ذلك من أجل مكاسب أو مغانم وإنما هو الوفاء والثقة والسر، ثم عدد جملة من فضائله الكثيرة التي لا تحصى.
وأكّد السيد أحمد عبادي الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء أنّ المؤتمر يلتئم في طنجة لكي يجلي أوجه التعامل مع هذه الآيات والعلامات في سيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، لأنه من أولئك الصحب الكرام الذين جاؤوا في سياق صعب، مليء بالمشاكل، ولكنهم عرفوا كيف يتعاملون معه، وبالتالي أنقذوا الأمة وقادوها نحو الاتجاه الصحيح، مؤكدا أن الصحبة الوثيقة والحميمة التي ربطت أبا بكر مع الرسول قد جعلت هذا العلم يحمل من آثار نبينا صلى الله عليه وسلم وهديه مسندا لم يتأتى لغيره، فالأحاديث التي رواها عنه لها خصوصية النفاذ للشخصية المحمدية، ولها قيمتها ونكهتها الخاصة، وفيها من الخيرات والبركات الشيء الكثير. و أشار الدكتور أحمد عبادي في ختام كلمته إلى أنّ أبا بكر رضي الله عنه كان رجلا كريما، تجلت الصديقية في طبيعته، فهو كان بعد انتقال رسول الله في الفترات العصيبة الجبل الذي يلوذ به الناس ويفزع إليه القوم في زمن الفتنة والردة، وكان هو الموئل والضمانة الأولى بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم.
– بعد ذلك تناول الكلمة الدكتور نور الدين الشملالي، مدير مدرسة فهد العليا للترجمة، فرحب بدوره بالأمين العام السيد أحمد عبادي، وبالسيد بدر العمراني رئيس مركز عقبة بن نافع، وبجميع المدعوين والحاضرين، ونوّه بدور الرابطة المحمدية للعلماء في الحفاظ على الثوابت الدينية للمغاربة، وشكر مركز عقبة بن نافع للدراسات والأبحاث حول الصحابة والتابعين بمدينة طنجة على تنظيمه لهذه الندوة، مؤكدا أنها ستقدم خلالها عدد من العروض القيمة التي تُعلي من قدر الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه وترفع من شأنه ومنزلته. وأبدى سروره باحتضان المدرسة لهذا اللقاء العلمي المميز، وذكّر بأن كلمة السيد أحمد عبادي الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء جاءت حافلة بالتقدير لشخص الخليفة الراشد أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
– ثم أخذ الكلمة بعد ذلك الدكتور بدر العمراني رئيس مركز عقبة بن نافع للدراسات والأبحاث حول الصحابة والتابعين، بطنجة، فرحّب بالسيد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء الدكتور أحمد عبادي، وبمُمَثّل والي صاحب الجلالة على جهة طنجة تطوان، وبمُمَثلي السلطة المحلية، وبرؤساء المجالس العلمية المحلية، وبرؤساء المراكز التابعة للرابطة المحمدية للعلماء، وبالسادة والسيدات الذين حضروا في هذه الندوة العلمية المتميزة.
وأكّد الدكتور بدر العمراني على أنّ هذه الندوة المباركة تأتي في سياق ما درج عليه المركز من تنظيم ندوات علمية للاحتفاء بالصحب الكرام، لِما للصحبة من مزايا وفضائل، نوّه بها الله عزّ وجل في محكم تنزيله، عبر آيات كثيرة، ومن بين هؤلاء الصحب المرضيين المنتجبين، خلفاء الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم، الذين أوصانا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بالتمسك بنهجهم في غير ما حديث من أحاديثه النبوية الشريفة، وخصّ بالذكر الخليفة الثاني: أبو بكر الصديق رضي الله عنه، الذي كان أوّل من أسلم من الرجال، وهو صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورفيقه في الهجرة إلى المدينة المنورة، وأحد العشرة المبشرين بالجنة. وصاحب الفضائل الجليلة والآثار الخالدة، المتمثلة في جمعه للقرآن الكريم حفظا له من الضياع، بعد أن استشهد أغلب قراء الصحابة في معركة اليمامة، ثم قتاله للمرتدين والمتنبئين الذين أشعلوا نار الفتنة في المجتمع الإسلامي.
وذكر الدكتور بدر العمراني أن الشانئين والمبغضين لأبي بكر الصديق رضي الله عنه كالوا له العديد من التهم والأباطيل، وألصقوا بسيرته الشبهات لاسيما ما يتعلق بجانب أهل البيت الطيبين رضوان الله عليهم، كإثارة مظلومية فاطمة الزهراء رضي الله عنها، وقد أعماهم الحقد حتى إنهم كادوا يسلبون عنه فضيلة مرافقته لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الهجرة، وكل ذلك للغض من قدره، والتعمية على جليل فضله، غير عابئين ولا مكترثين لفضائله ومناقبه، وذكر الدكتور بدر العمراني أنّ هذه الندوة التي يسهر على تنظيمها مركز عقبة بن نافع للدراسات والأبحاث حول الصحابة والتابعين بطنجة، التابع للرابطة المحمدية للعلماء، حول موضوع أبي بكر الصديق رضي الله عنه، تحاول إن شاء الله استيعاب الجوانب المضيئة من حياته، ودحض ما يثار حوله من شبه، وذلك من خلال عدد من عروض الأساتذة الباحثين المشاركين في هذا الملتقى العلمي.
وبعد استراحة قصيرة التئم الجمع من جديد في قاعة الندوات لمتابعة أطوار هذه الندوة العلمية التي امتدت عروض المتدخلين فيها إلى يوم الخميس 8 محرم 1437هـ/ الموافق لـ 22 أكتوبر 2015م.
وقد تناولت عروض الندوة المحاورالعلمية التالية:
• فضائل أبي بكر الصِّدِّيق رضي الله عنه، وأعماله.
• تنوُّع المعارف والعلوم عند أبي بكر الصِّدِّيق رضي الله عنه.
• مواقفُ أبي بكر الصِّدِّيق رضي الله عنه، ودحضُ الشُّبُهات المثارة حولها.
• سيرة أبي الصديق رضي الله عنه وتجلِّياتها في كتب التُّراث.
.