أنا من أنا يا ترى في السياحة؟! وما هو شأني وما هو موضعي؟!
الخميس 24 مارس 2016 – 15:45:25
أنا محمد العربي الفتوح شاعر وأديب وكاتب ورائد من رواد المسرح في تطوان وأول من قدم المسرح الفردي في المملكة وباحث في التراث ومرشد سياحي محاضر (guide conférencier) أصحح أخطاء بعض المؤرخين وصاحب كتاب (في رحاب عرافة تطوان) قدمت للوطن خدمات جلى منها دراسة في الصحراء في موضوع: الوجود المغربي في صحرائه المسترجعة يزيد عن ألف سنة وموضوع عبقرية الجهاد التطواني ضد الاستعمار البرتغالي في سبتة وموضوع معلمة سجن المطامير تستغيث وموضوع الأنا عند أستاذ الجيل محمد بن تاويت التطواني، وشاركت في مناقشات ندوات عيد الكتاب كلها أفبعد هذا تقول لي وزارة السياحة: ارحل عنا لسبب واحد وهو أني بلغت من العمر 60 سنة ولتذهب إلى الجحيم الخدمات الجليلة التي قدمتها إلى قطاع السياحة والتي من بينها مرافقتي لأفواج الدولة والشخصيات التي كانت تزور تطوان وكان ينادى علي لمرافقتها، لقد طلعت علينا وزارة السياحة في السنوات الأخيرة بقانون إحالة كل مرشد وصل عمره إلى ستين 60 سنة إلى الضياع لا على المعاش بدون تقاعد يذهب مباشرة إلى مزبلة وزارة السياحة بدون حياء، والغريب في الأمر أن البرلمان قد وافق على هذه السخرية وهذه المهزلة التي لا تمت بصلة لجميع قوانين البشرية منذ آدم إلى يومنا هذا.
أربعون سنة من العطاء المثابر الذي قدمت فيه الغالي والنفيس في ميدان الارشاد السياحي وفي الدفاع عن وطني ، نذهب سدى صفافة وقلة ذوق، كان على الوزارة أن تخرج لنا هذا القانون في اليوم الأول الذي رخصت لنا فيه الدخول إلى هذه المهنة وأن تقول لنا: احذروا إذا بلغتم سن 60 سنة فمصيركم يكون الخروج من هذه المهنة …. بدون مقابل ولكن الوزارة لم تقل لنا وقتها شيئا إلا في السنوات القليلة الماضية بعد أن قضينا في هذه المهنة أكثر من 40 سنة بعد أن تزوجنا وأصبحنا أباء وعندنا أولاد لتقول لنا في النهاية ارحلوا عن هذه المهنة فقد بلغتم 60 سنة. كيف نخرج من مهنة الارشاد السياحي؟! هل ستدفع لنا الوزارة تقاعدا أم أنها ستطرح بنا إلى الشارع نصارع سخرية القدر؟
وأحيط القارئ اللبيب علما بأن هذه الصرخة لا تعد دفاعا عن جميع المرشدين السياحيين أنا أدافع عن نفسي فقط زد على ذلك أن المودة لا وجود لها بين المرشدين ولأن أغلبهم يستعمل أسلوب الفتوة في العمل ويستعملون أسلوب السطو على بعضهم فالقوي يأكل الضعيف ومن هو مرخص باللغة الانجليزية يشتغل مع الفرنسيين ومن يملك الإسبانية يشتغل مع الأمريكان ومن يملك الفرنسية يشتغل مع الألمان زد على ذلك انعدام المحبة بين المرشدين ، أما أنا فلا توجد بيني وبينهم صداقة متينة لهذا السبب أنا أدافع عن نفسي فقط فلست محاميا لأحد.
وأقدم بين يديك أخي القارئ نموذجا لبعض المشاركات الثقافية التي شاركت فيها وتتعلق بندوة الانحباس الحراري وما تتعرض له الأرض من مشاكل مناخية، ففي مناقشتي لهذه الندوة قلت: أحقا أن الذي نفس البرية فيه؟ حيوان مستحدث من جماد؟ أصابيع الاتهام تشير إلى الانسان تصفه بمرتكب الكبيرة وبأن سوء تصرفه هو الذي تسبب في الانحباس الحراري وارتفاع منسوب مياه البحار الذي سبب في ابتلاع بعض الجزر الصغيرة، ولقد تطرق القرآن إلى جهل الانسان وظلمه عندما قال: ( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ) صدق الله العظيم.
وتدخل عميد كلية العرائش فقال: إن مشكلة المناخ تسببت في هجرة القروي من القرية إلى المدينة بسبب الانحباس الحراري والجفاف وتطرق أيضا إلى الهزات الأرضية التي عرفتها الحسيمة وتدخلت أنا لأقول: من سوء حظ تطوان أنها توجد في خط الزلازل كمدينة الرباط وفاس وأكادير والحسيمة.
كما أن للأرض هزات خفيفة لا نحس بها وهذه الهزات الخفيفة من شأنها أن تساهم في تصدع بعض القواديس التي تمر فيها المياه المعدنية التي تعرف عندنا في تطوان بمياه السكوندو وتعرف في مدينة فاس بمياه (الطالع) وللإشارة فإن هذه المياه المعدنية الباطنية لا توجد إلا في تطوان وفاس، ومن باب الشيء بالشيء يذكر فقد حضرت ندوة حول التراث التطواني كانت تتعلق بدراسة القواديس التي تمر فيها مياه السكوندو وكان يدير هذه الجلسة الدكتور امحمد بن عبود وكان يناصر القواديس المصنوعة من القش لأنها من التراث في حين كنت أنا ممن يناصر القواديس المصنوعة من البلاستيك السميك الغليظ. لكن لماذا عارضت فكرة الدكتور بن عبود.؟
الجواب لأن الصانع التقليدي الذي كان يصنع تلك القواديس منذ ثلاثة قرون، ليس هو الصانع التقليدي الموجود الآن. ذلك أن الصانع أيام زمان كان يخشى الله فيما يصنع وكان لا يعرف للغش في عمله سبيلا لهذا السبب لم تؤثر فيها عوامل التعرية إلا في السنوات الأخيرة حيث أصبحت هذه القواديس تنفلت من بعضها وتزيغ من مكانها فيذهب الماء في (الغايب) كما يقول التطوانيون. فهذه المياه أصبحت تمشي تائهة تتسبب في تصدع بعض المنازل في المدينة العتيقة. حيث يبلغ عدد المنازل الآيلة للسقوط بـ 4000 ألف منزل.
لهذا السبب ناديت أنا باستبدال القواديس القديمة بالبلاستيكية الحديثة. ويؤسفني أن الوزيرة شرافات الفيلالي لم تتطرق إلى هذه المياه المعدنية ومشاكلها خصوصا أن المدينة العتيقة تزينها بعض القنوات التي يسقط منها الماء المعدني ليصب في الأخير في قادوس الماء الحار. وكان على المسؤولين أن يستفيدوا من هذه المياه، وقال بعض المتدخلين في موضوع الانحباس الحراري أن بعض الدول التي تعيش من البترول تدفع رشاوي لعلماء المناخ لكي لا يجدوا حلولا لمشكلة المناخ كما أن إحدى الولايات الأمريكية التي تعيش هي الأخرى من البترول تدفع بسخاء رشاوي لكي لا يفعل العلماء شيئا في هذا الموضوع، أكتقي بهذا القدر. وإلى اللقاء يا معشر الأصدقاء.
جريدة الشمال