أنشطة ثقافية بثانوية سيدي أحمد بن عجيبة بملوسة
الخميس 24 مارس 2016 – 10:20:11
في إطار احتفال ثانوية سيدي أحمد بن عجيبة بملوسة باليوم العالمي للمرأة، نظم نادي التربية على المواطنة وحقوق الإنسان نشاطا ثقافيا متنوعا. أشرف على تأطيره الأساتذة : محمد الزواق،محمد أبزعد،العزيزي مصطفى ورضوان المشوط. وقبل إلقاء العرض، تم توزيع استمارة على عينة تتكون من سبعين تلميذة وتلميذ تتوخى أجوبة على أسئلة هادفة حول الهدر المدرسي بالنسبة للتلميذات ، والسؤال المحوري كان يهدف معرفة حجم زواج القاصرات.
بعد تفريغ الاستمارة في حينه، اتضح أن نسبة الهدر المدرسي لدى الفتاة في المنطقة لا زالت مرتفعة، على مستوى عدم الالتحاق أو الانقطاع، رغم جهود الوزارة الوصية: مليون محفظة، الإطعام ، القسم الداخلي والنقل المدرسي، وايضا ، رغم مختلف التدخلات التي قامت بها إدارة المؤسسة ، وجمعية آباء وأمهات التلاميذ للحد من هذه الظاهرة الخطيرة ،فلا زال هناك عمل كبير أمام كل المتدخلين وبذل الكثير من الجهد خلال الموسم الدراسي المقبل لوقف هذا النزيف. وبصدد زواج القاصرات فقد أدلى التلاميذ بأجوبة صادمة ،فأغلب المستجوبين يعرفون تلميذة تزوجت في سن مبكرة. ولكن الفقرة التي أثارت انتباه التلاميذ هي : في فقرة أخرى، تضمنت قراءة لحوار صحفي مع مهاجرة سرية نشرته جريدة الشمال في عددها الأسبوعي من 02 إلى 08 أكتوبر 2001 ، لخصت فيه تجربة ربيعة الرنكونية – من مدينة المضيق- ، بعد انتقالها إلى الضفة الأخرى للبحر الأبيض المتوسط ،وبالضبط إلى حقول إسبانيا . الحوار استعرض معاناة ربيعة منذ أن وطأت أقدامها أرض الغربة، واشتغالها في حقول توت الأرض والبرتقال في مختلف مدن الأندلس.
في لحظات جد مؤثرة قامت تلميذ من مستوى الثالثة إعدادي ، بتمثيل دور الصحفي في حين قامت تلميذة بتمثيل دور المهاجرة السرية وذلك بقراءة الحوار على زملائهم وقد عاش التلاميذ لحظة جميلة ومؤثرة وهم يستمعون للقصة، لربيعة وهي تحكي بعض تفاصيل سنوات التيه، قصتها مع الحريك ووصولها إلى أرض اسبانيا، وتعرضها للتحرش الجنسي من طرف أبناء بلدتها أثناء لجوئها إليهم لإيوائها قبل التعرف على المجال. وكان التلاميذ ينصتون باستغراب وهي – ربيعة –وهي تتحدث عن الأشغال الشاقة في الضيعات، تقوم بجني توت الأرض والبرتقال.. بعد ذلك فتح باب النقاش مع التلاميذ والأستاذ المؤطر لهذه الفقرة ، وخرج أغلب التلاميذ الحاضرين، بخلاصة، تؤكد أن التفكير من طرف الشباب في الهجرة إلى الضفة الأخرى، أمر غير واقعي ولم يعد ذا جدوى ولا تخلو من خطورة، وخاصة في ظروف الأزمة الاقتصادية الحالية التي تعرفها اسبانيا. قراءة الحوار الصحفي والنقاشات جعلت أغلب التلاميذ يعدلون عن فكرة” الحريك “وترسخت لديهم قناعة بأن المستقبل، هنا ، في المغرب .
فقرة أخرى، من اليوم الثقافي ، بالإعدادية ، وجسدت حرارة التواصل بين تلاميذ مختلف الدواوير والمستويات الدراسية هي عرض مجموعة من الصور بواسطة جهاز داطشاو تبرز اختراق المرأة لمختلف المهن والوظائف التي ظلت من احتكار الرجل وقد وقف من خلالها أيضا التلاميذ على الأعمال الشاقة التي تقوم بها المرأة في العالم القروي. وكان يصاحب مشاهدة كل صورة مجموعة من التعليقات والملاحظات .
في الحقيقة، تشكل الأنشطة التربوية ، تجربة وفرصة جميلة للتلاميذ للاستفادة و للتواصل والإبداع وتكسير روتين الدروس الصفية.