بعض الجهات تتجه نحو تحقيق المناعة الجماعية..»
وزير الصحة آيت الطالب
أثارموضوع إجبارية التلقيح جدلا دستوريا وقانونيا وحقوقيا. وبالمناسبة، نخصص هذه الصفحة لما جاء من تداعيات حبرية وخرجات إعلامية تسلط الضوء على إلزامية هذا التطعيم بين مؤيدين ومعارضين…
وزيرالصحة أيت الطالب يرد على أسئلة أسئلة النواب البرلمانيين…
صرح وزير الصحة خالد آيت الطالب: «أن بعض الجهات تتجه نحو تحقيق المناعة الجماعية بفضل الإقبال الكبير لساكنتها على عملية التلقيح، منها جهة بني ملال-خنيفرة التي تم بها تطعيم أزيد من 95 في المائة من الساكنة المستهدفة بشكل كامل حتى الآن، أي ما يفوق 612 ألف شخص تم تلقيحهم بجرعتين، وهو ما يفسر التحسن الكبير للوضع الوبائي على صعيد هذه الجهة». وأوضح المسؤول الحكومي ـ حسب جريدة الأحداث المغربية في عددها ليوم الأربعاء 27 أكتوبرـ أن بلادنا تتوفر حاليا على 16 مليون جرعة، ولا يفصلنا سوى أقل من 6 ملايين ملقح على بلوغ المناعة الجماعية المنشودة، مبرزا أن كل الرهان اليوم معقود على تسريع عملية التلقيح قصد بلوغ نسبة 80 في المائة من الساكنة في الأسابيع القليلة المقبلة.. وأضاف الوزير : «أن أمرا كهذا يُسائلنا جميعا ويدفعنا إلى مزيد من تعبئة الجهود لرفع منسوب الثقة في نفوس المواطنات والمواطنين في سلامة عملية التطعيم المتواصلة حاليا ببلادنا، وفي نجاعة وسلامة اللقاحات التي اعتمدتها المملكة في هذه العملية، وحثهم على الإسراع بتلقي الجرعات الضرورية لحمايتهم من خطر الوفاة أو الإصابة».. وأكد أن «كل الإجراءات الطارئة والاستعجالية التي اتخذتها السلطات العمومية في سياق الاستجابة للوباء العالمي، كانت ترمي إلى حماية حياة الأشخاص وضمان سلامتهم مع الحفاظ على استمرارية المرافق العمومية الحيوية، وتأمين الخدمات التي تقدمها للمرتفقين، واضعة نصب عينيها ضمان احترام حقوق الإنسان في حربها المعلنة على الفيروس وفق ما يكفله القانون الدولي لحقوق الإنسان لكل شخص كحقه في أعلى مستوى من الصحة يمكن بلوغه، والذي يُلزِم الدول-تبعا لذلك-باتخاذ تدابير لمنع تهديد الصحة العامة، والعمل على تقديم الرعاية الطبية لمن يحتاجها».
«نتمنى أن يتحرك الذكاء المغربي..»
عبد السلام موساوي
نشرالكاتب والشاعر المغربي عبد السلام المساوي بجريدة الاتحاد الاشتراكي في عددها الصادر يوم الثلاثاء 26 أكتوبر مقالا حول التلقيح ضد جائحة «كورونا» ونظرا لقيمته العلمية والتوجيهية نعيد نشره :
«نتمنى أن يتحرك الذكاء المغربي الراغب في البقاء سليما معافى على قيد الحياة لكي يساعد بلدنا على اجتياز هذا المنعرج الخطير بسلام، أو على الأقل بأقل الأضرار الممكنة.
يهمنا هنا ان نشرح لبني وطننا، أن المعركة اليوم هي المعركة لأجل الحياة ولأجل الحفاظ على الحياة في مواجهة الفيروس اللعين .
المغرب بقيادة ملكه الحكيم واستنادا على تجربة القرون الماضية في الحكم، واستماعا لصوت العقل قرر أن يجعل هاته المعركة لأجل صحة وحياة شعبه أولوية الأولويات.
إن بيت المملكة المغربية متين بقيادتها وشعبها…سنجتاز جميعا هذه الأزمة أكثر قوة لأننا أكثر اتحادا اليوم، فخورين بهويتنا الوطنية وانتمائنا لشعب عظيم بقيادة ملك عظيم….
درس مغربي متواصل على امتداد الأزمنة والأمكنة يجدد نفسه دوما وأبدا ويمنح إمكانية الاستفادة منه لمن كان ذا عقل سليم .
وبدخول قرار إجبارية الإدلاء بجواز التلقيح الصحي يوم الخميس 25 أكتوبر2021، يقطع المغرب خطوة إضافية جديدة، ومهمة، وحاسمة في مجال حماية صحة مواطنيه وأبنائه، وتحقيق هدف الوصول إلى المناعة الجماعية.
هذه الخطوة الجديدة تندرج ضمن جدية حكمت مسار تعامل المغرب مع وباء كورونا منذ ابتلاء العالم كله به. يومها قرر بلدنا بقيادة الملك أن كل شيء يمكن أن ينتظرإلا صحة المغاربة .
لذلك سجل المغرب سبقا وتميزا كبيرين في تلقيح مواطنيه، وسجل تفردا كبيرا في توفير اللقاح بكميات وفيرة في الزمن الأول لظهور الوباء.
يومها كانت دول تعتبر نفسها أكبر وأفضل وأكثر تقدما تعاني من عثرات كثيرة في التعامل مع الوباء، وكانت تطرح السؤال بقلق عن الطريقة التي مكنت هذا البلد «النامي» من تحقيق هاته الإنجازات في ظرف عسير وخاص جدا هو ظرف كورونا الطارئ.
المغرب الذي خرج من امتحان الوباء مرفوع الرأس مثلما قال جلالة الملك في خطابه الأخير هو المغرب الذي فهم أن التعامل الذكي والحكيم والرصين مع امتحانات قاسية وطارئة مثل هاته هو الفارق بين الدول العريقة الموغلة في التحضر وفي « منطق الدولة « ، وبين الآخرين، كل الأخرين.
وطبعا هنا لا مفر من التنويه بالتعامل الحضاري لغالبية أبناء شعبنا الساحقة ، إذ فهمت المغربية وفهم المغربي أن نجاح المغرب في مقاومة الوباء ، لن يتم الا بانخراط مواطن ووطني من طرف الشعب كله في هذا المجهود الذي عاد علينا جميعا بالنفع العميم .
لذلك ننوه بخطوة إقرار إجبارية جواز التلقيح في كل مناحي الحياة، ونطالب بالمزيد من الجهد للوصول إلى هدفنا: مناعة جماعية تقي بلدنا شر هذا الوباء، وتعيد عجلة اقتصادنا إلى الدوران العادي، وتجعل محنة كورونا في نهاية المطاف مجرد ذكرى كانت درسا نفعنا للاستفادة في كل المجالات من قسوته.
علينا أن نتمتع بقدر قليل من الواقعية تجاه وباء لا يستقر على شكل ولا يسمح بمساحات لاتخاذ القرار الهادئ وفي كثير من الأحيان فرضت «دكتاتورية» الوباء سطوتها على قرارات عالمية فبالأحرى وطنية.
وفي اللحظة التي تناقش الجدوى من إلزامية الجواز الصحي هناك موجة جديدة للفيروس اللعين تجتاح بعض مناطق أوربا منذرة بإقامة طويلة للفيروس المتحور بيننا.
لذلك فالسياق الصحي الحالي يبرر تدابير استثنائية إذا بقيت محدودة في أجل مناسب، وتوازن بين مخاوف الصحة العامة والحرية الشخصية».