ونحن نعيش في عزأيام فصل الصيف، المعروفة بالاستجمام وقضاء أجمل الأوقات بالشواطئ والمسابح، يخلد العالم اليوم العالمي للوقاية من الغرق والذي يصادف 25 يوليوزمن كل سنة وهي مناسبة للتحسيس بمخاطرالبحروالسباحة في مياهه وتسليط الضوء على التأثيرالسلبي للغرق على نفسية العديد من الأسرالتي فقدت ذويها الذين كان بعضهم طعاما لحيتان البحروالبعض الآخر رمتهم أمواجه جثثا هامدة، مازالت تشكل جروحا لم تندمل لهم بعد وآلاما نفسية لم تبرحهم.. وبالتالي دعوة المسؤولين إلى التفكيرفي تحديث إجراءات عاجلة، منسقة ومتعددة التدخلات، لمعالجة ظاهرة الغرق أوعلى الأقل التخفيف منها، خاصة أنها تحصد مئات الأرواح سنويا على المستوى الوطني.أما على المستوى العالمي، فإن حصيلة الغرقى، فتبلغ مئات الآلاف، حيث يعتبرالغرق ثالث سبب رئيس للوفيات، الناجمة عن الإصابات غيرالمقصودة ويمثل ما مجموعه 7 في المائة من جميع الوفيات المرتبطة بالإصابات، مما يهدد الصحة العامة في الوقت الذي توجد تقاريرمنظمة الصحة العالمية حول هذا الخصوص، غيرأنها لم يتعامل معها ببذل جهود وقائية كافية، ذات خطة عالمية، حسب مصادرإعلامية..
وفي هذا الصدد ووفق معطيات رسمية، فإن جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة تأتي غالبا على رأس الجهات التي شهدت وتشهد تسجيل أكبرعدد من حالات الغرق تعد بالمئات، تليها جهة الدارالبيضاء-سطات، جهة الرباط ـ سلا ـ القنيطرة، جهة الشرق، العيون الساقية الحمراء، كلميم ـ واد نون، سوس ـ ماسة، مراكش ـ أسفي والداخلة ـ واد الذهب..
وللتحسيس بخطورة الوضع، تقوم المديرية العامة للوقاية المدنية بحملة تحسيسية، خلال كل فصل صيف، تدعومن خلالها المصطافين ومرتادي الشواطئ إلى تجنب السباحة في الشواطئ غير المحروسة والممنوعة واحترام المناطق المخصصة للسباحة وتجنب السباحة بمفردهم وكذا احترام تعليمات السلامة التي تشير إليها أعلام السباحة، مع اتباع إرشادات السباحين المنقذين..
كما تقوم المديرية العامة ذاتها بإجراء مباريات كل سنة من أجل توظيف منقذين موسميين وهؤلاء المنقذون يخضعون لتكوين حول الإنقاذ البحري والإسعافات الأولية، تحت تأطير منقذين مهنيين وأطباء تابعين للوقاية المدنية، إضافة إلى تكوين حول تقنيات التواصل، يتم تحت إشراف الوكالة الوطنية لإنعاش الشغل، إذ تتعاون في ذلك مع السلطات المعنية بتأمين حراسة بعض الشواطئ التي تعرف اكتظاظا، قبل بداية موسم الاصطياف، فلماذا ترتفع حصيلة الغرقى، رغم كل هذه الجهود المبذولة ؟
ـ هذا هو السؤال ..
محمد إمغران