تعد المقبرة مكاناً خاصاً تجري فيه طقوس دفن الأموات، وكما هو متعارف عليه، لكل دين رمزيات خاصة ترافق عملية دفن كل ميت، فالمسلمون لهم مقابرهم الخاصة المخصصة للدفن دون غيرهم من الموتى.
يقول الله سبحانه وتعالى في سورة عبس: ” ثم أماته فأقبره”، النص القرآني له دلالة لا غبار عليها؛ أي بعد الموت تكون هناك عمليه الدفن، وهذا الأخير يجوز شرعاً وقانوناً، فكل من غادر هذه الحياة إلى دار البقاء يكون له مكان خاص يدفن فيه، وذلك وفق طقوس وشعائر خاصة يتم إتباعها.
لكن الغريب في الأمر، والمخالف لما تمت الإشارة إليه سابقا، هو ما شهدته مدينة طنجة من واقعة غريبة نوعا ما، إذ أن شيخ الطريقة الدلالية الهوارية محمد الهواري الدلالي الذي وافته المنية، أصر مريديه وأفراد من عائلته أن يدفن في قلب بيته بدلا من مقابر المسلمين بدعوى أن الشيخ الهواري أوصى بذلك قبل وفاته.
هذا الموضوع دفعنا إلى طرح أكثر من سؤال: هل مقابر المسلمين في مدينة طنجة لا تليق بمقام الشيخ الدلالي الهواري؟ ما الفرق بين باقي أموات المسلمين والشيخ الهواري؟ وماهي الميزة التي حضي بها الشيخ الهواري ولم يحظى بها باقي أموات المسلمين؟ هي أسئلة من ضمن العشرات التي تطرح من قبل الرأي العام المحلي والوطني.
وحول هذا الموضوع، أكد محمد الفيزازي رئيس الجمعية المغربية للسلام والبلاغ في تصريح لجريدة الشمال: “المسلم يدفن في مقبرة المسلمين وليس لأحد الحق في أن يوصي بأن يدفن في منزله”، وأضاف الفيزازي “هذا الشيخ إما أنه منحرف في عقيدته أو في إيمانه، فهذا الأمر كما أشرت لا يجوز جملة وتفصيلا وهذه الوصية لا يجب أن تنفد بالمرة”.
وأشار محمد الفيزازي في معرض حديثه: إلى ان ” هذا الشيخ من واجبه ان يترك وصية على ثروته، أو ان يوصي لفلان أو فلانة، لكن الوصايا المخالفة للشرع غير ممكنة إطلاقا”.
وأردف قائلا: ” هناك بعض الطوائف تعتمد على مثل هذه الطريقة، “كايضحكوا على الناس”، ويستغلونهم ويبتزونهم باسم الدين الحنيف”.
فإذا كانت مقبرة البقيع وهي مقبرة دُفِن فيها كل زوجات الرسول الأعظم صلى عليه وسلم، ودُفِن بها كبار الصحابة من أمثال عثمان بن عفان، وأبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب وغيرهم، ولم يوصي أحد منهم قط بأن يدفن في بيته كما طالب الشيخ الدلالي الهواري.