تقديم النسخة الإسبانية من كتاب «محمد السادس ملك الاستقرار»
الجمعة 28 يوليوز 2017 – 18:48:39
بالعاصمة الإسبانیة مدرید تم صباح الأربعاء 14 يوليوز الجاري تقدیم النسخة الإسبانیة من كتاب ”محمد السادس، ملك الاستقرار“ لكاتبه الفرنسي ”جون كلود مارتینیز“، وذلك بحضور عدد من رجال الإعلام والسیاسیین والأكادیمیین والأساتذة الجامعیین الإسبان. الكاتب وعضو البرلمان الأوروبي السابق استعرض في اللقاء الذي نظمته «مؤسسة الثقافة العربیة بإسبانیا»، المعطیات الموضوعیة التي دفعته إلى تألیف هذا الكتاب الذي یبرز الدور الاستراتیجي الذي یلعبه الملك محمد السادس لیس فقط في استقرار المغرب وإنما كذلك إسهامه في استقرار المنطقة الأورو-متوسطیة برمتها. الكتاب الذي صدر عن دار النشر الإسبانیة «لاكري»، یبرز الدور الحاسم للملكیة في المغرب في إرساء استقرار البلاد وتنمیتها في مجالات مختلفة رغم التفاعلات الداخلیة والخارجیة، والخلافات مع الجارة الجزائر والانتقادات الموجهة للمملكة من طرف أعداء الوطن.
وخلال هذا اللقاء أبرز «جون كلود مارتینیز» أن المغرب هو البلد الوحید المستقر في العالم العربي، بینما تعیش جل الدول العربیة حالة من عدم الاستقرار السیاسي والأمني، موضحا الحكمة التي یعالج بها العاهل المغربي مختلف القضایا وعبقرتیه التي نجحت في التوفیق بین ما هو دنیوي وروحي، بصفته أمیر المؤمنین والقائد الذي یحظى بشرعیة لا جدال فیها. الكاتب أوضح كذلك أن المغرب یلعب دورا محوریا في الاقتصاد الدبلوماسي لمجموعة شمال غرب إفریقیا، مبرزا الدور الهام الذي یلعبه العضو ال29 في أوربا والأول في اتحاد غرب إفریقیا في صراعات القارة السمراء.
الكاتب أشار إلى أن المغرب بمقدوره أن یجد حلا للتطرف الحاصل في بعض مناطق إفریقیا وكذا في بعض الدول الأوروبیة، وذلك بتوجهه نحو القارة السمراء ونشر دینه المعتدل المبني على التسامح والاعتدال والمخالف لما یتم تصدیره إلى سوریا انطلاقا من دول الخلیج المعروفة. الكاتب أشار إلى الشراكات الاقتصادیة المتقدمة مع الإتحاد الأوروبي التي حولت المغرب إلى عضو 29 في الإتحاد بفضل اتفاقیات التبادل الحر المتكامل والعمیق (ألیكا Aleca (التي فتحت أمامه منطقة اقتصادیة في إفریقیا الغربیة، مستدلا بالاتفاقیات التي وقعها الملك محمد السادس في فبرایر من سنة 2014 ،والتي بلغت 27 اتفاقیة في باماكو و26 في أبیدجان. لكن ”جون كلود مارتینیز“ اعتبر أن العلاقة بین المغرب والاتحاد الأوروبي یجب أن تتخطى مرحلة التعاون لتصل إلى مرحلة اندماج حقیقي مبني على المصیر المشترك ولیس فقط المصالح المشتركة. الكتاب قال إن المغرب مؤهل أكثر لیصبح عضوا في الاتحاد الأوروبي أكثر من تركیا ودول أخرى، معتبرا أن المملكة هي عضو فعلي في هذا الاتحاد بالنظر إلى حجم الصادرات المغربیة لأوروبا التي تدخل بدون حقوق جمركیة وبالنظر إلى العلاقات الاستراتیجیة التي تجمعه بعدد من الدول الأوروبیة.
وأكَّدَ الكاتب أن المغرب بإمكانه أن یخلق محیطا آمنا ویوفر شروط قیام الاتحاد الاقتصادي المغاربي وذلك بفضل موقعه الجغرافي وسلطته الدینیة، مبرزا أنه یمكن للملك أن یساهم في استعادة الحوض المتوسط لأعمدته، و ذاك مع ما یرافق من جرأة في تشیید مجموعة متوسطیة ذات قدر مشترك، مختلفة عن الاتحاد من أجل المتوسط الضائع، الواقع تحت الهیمنة الألمانیة والبلدان غیر المتوسطیة وعن مسلسل برشلونة، الذي اختزلته بروكسیل في مجرد تنویع باللون الأزرق للواقع الرمادي في أوروبا.