تدني المستوى الدراسي في العالم الإسلامي وأسبابه (1/2)
جريدة الشمال – محمد الشعري ( أسباب تَقهقُر المُستَـوى الدِّراسي )
إنَّنــا لا نتنـاول الآن شـرحَ جميع الأسبـاب المـُـؤدية لتَدَنـي المستــوى الدِّراسي في عـالمنـا الإسلامي، لأن ذلك ليسَ بوسعنا في هذا المقال القصير، إنَّمـا سنـُركـز على شرح ما نَراه مُهمــًا، ومن أهم هذه الأسباب يأتي السبب النفسي، والسبب التربـوي، و السبب الثَقـافـي .
1ـ السبب النفسي : وهــو من أهمِ أسبــاب تَدَنـي المستوى الدراسي وأكثرها مفعولا فيه، وهو عدم الاستعداد النفسي لدى معظم الطلاب ليكـونــوا طُـلاب علم لها وظائفها ومسؤولياتها، يعني أن الطالب رغما من انخـراطهِ مـع الطُـلاب الجـامعيين، حسب التسجيل في السجلات الجامعية، لَكِنَّه لم يُحدّد بُعد تصـوُريـا وفكريا موقعه الاجتماعي، فلم يتقبل نفسيا أن موقعه في مجتمعه موقع طالب علم عليه أداء بعض الواجبات العملية، والقيام ببعض المسؤوليات الدراسية، ولم يدرك أن عليه من يوم انخراطه في سلك الطلبة الجامعيين تنظيم حياته وتنسيق أموره وترتيب شؤونه من جديد، كذلك لم يدرك أن عليه التقليل من علاقاته والتحديد من زياراته، وأن عليه ترتيب ملابساته وتصنيف مناسباته، وأهم من ذلك التنظيم الدقيق لأوقاته وفق ظروفه الدراسية ومتطلبات حياته التعليمية.
كما أن الطالب لا يفكر في هذا،كذلك لا يرشده أحد من أساتذته وأقاربه وأبويه أيضا، فتمضي سنواته الـدّراسية واحدة تِلْـوَ الأخـــرى بدون أن يفهم أن موقعه في المجتمع هو موقع الطالب الذي ينبغي أن يكون منعزلا عن وسطه الذي يعيش فيه إلى درجة ما، وأن لا يهمه إلا دراسته. وأن تكون معظم مع نفسه وغيره متكونا ودائرا في هذا المحور وحسب.
و ينشـأ عدم الاستعداد النفسي لدى الطالب من خمسة أمور :
ـ قلّة التوجُه النفسي إلى العلم
ـ قلّة أو عدم اهتمام الطالب بخدمة شعبه وأمته (أي لم يتم فيه عزم كبار الرجال منذ صغره).
ـ حماية الدّولة الإسلامية من شر الكفار، وحقيقتها حماية العقيدة والمنهج، وكلما امتدَ الإسلام إلى أرض وأزال عنها أنظمة الشرك صارت في إطار الدولة الإسلامية.
وإن الهَدف السامي المُتضمن لإعلاء كلمة الله، وهي الإسلام، وإقامة سلطان الله في الأرض، وجعل كلمة الذين كفروا السفلى، وإخلاء العالم من الفساد الأكبر الذي هو الشرك، وما ينتج عنه، وإزالة الطواغيت الذين يجولون بين الناس وبين الإسلام ويعبدونهم لغير الله، هو ما يجب أن يسعى إليه المجاهدون في كل مكان وزمان، لا تأخذهم في الله لومة لائم.
ومن الأهداف التي تتبع هذا الهدف الرئيس:
ـ رد اعتداء المعتدين على المسلمين، قال الله تعالى : ( وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين).
وفي حديث عياض بن حمار المجاشعي ـ رضي الله عنه ـ أن الرسول ـ صلى ـ الله ـ عليه ـ وسلم ـ قال ذات يوم في خطبته : ( ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم… وقال إنَّما بَعثتك لأبتليك وأبتلي بكَ… وابعث جيشا نبعث خمسة مثله )...