جمال أصيلة… تعتريه اختلالات صحية !؟
الخميس 06 مـاي 2016 – 20:32:29
لا يختلف إثنان حول جمال مدينة أصيلة المغربية، التي لا يتوانى عشاقها عن تسميتها بالجوهرة الأطلسية، فالزائر لأصيلة الآن، سيقف مذهولا أمام المرافق الجديدة، و الإصلاحات التي أحدثت بها مؤخرا، و التي أعطت لهذه المدينة المتميزة رونقا فريدا، تستفرد به عن باقي حواضر الشمال المغربي، بحيث أنه سيقف على أرض من أكمل و أجمل مدن المغرب الحديث، نظرا للائتلاف الذي يسود الجوهرة الأطلسية، وهو آئتلاف جمع بين جمالها الطبيعي، أولا، ثم بنيتها التحتية التي تضاهي المدن الكبرى، ثانيا. و قد أهلتها كل هذه المعطيات وغيرها لتستقطب أزيد من ثلاثة آلاف من المصطافين الصيف الماضي،الذين أتوا من كل حدب و صوب بحثا عن الراحة و الاستجمام اللذين توفرهما شطآن هذه المدينة الساحرة، بعدما كانت الأعباء اليومية و الحياة المتسارعة طوال شهور و شهور قد أثقلت كاهلهم. كما تعتبر السلسلة الشاطئية لأصيلة ملاذا طيبا للأدباء و المبدعين، على اختلاف جنسياتهم و ألوان بشرتهم، ليطلقوا العنان لمخيلتهم، فهناك من نظم القصائد الطوال، و هناك من خطط بريشته اللوحات الزيتية، تحت سطوع الشمس الأصيل لأصيلة، لنقف في الأخير على من أوحى له جمال هذه الشطآن الخلابة لينظم بأصابعه الماسية أجمل و أرقى المعزوفات الموسيقية ليغذي بها وجدانه و وجدان باقي المصطافين.
فعلاً مدينة أصيلة تستحــق كل هذه الجمل والعبارات السابقة وأكثر منها، التي قيلت في حقها و في جمالها، إلا أن الأمانة الأدبية، و الضمير المهني يحتم علينا الوقوف أيضا عند مكامن الخلل و الاعوجاج الذي يشوب جسد و هيكل المدينة ككل و ينتقص من رونقها و قيمتها الجمالية، خصوصا فيما يتعلق بالأماكن العمومية، كالمقاهي و المطاعم والفنادق و الحمامات والملاهي، التي يلجها زائرو المدينة و كذا القاطنون بها، والتي لا تحظى بأدنى شروط و معايير السلامة الصحية الضرورية، كالاستعانة بمواد النظافة الأساسية التي تستعمل في مثل هذه الأماكن لتفادي البكتيريات و الميكروبات، و كذا(محاربة les germes)،(charge microbieene a 30°-c/ coliforme totaux a 30°-c/ colifomrefecaux a 44)، التي قد يتسبب فيها مستخدمو المطابخ التي توجد بهذه الأماكن، والذين لوحظ على بعضهم في أكثر من مناسبة أنهم لا يهتمون بنظافتهم الشخصية على أكمل وجه، كأن يقوموا بغسل أيديهم وتنظيفها جيدا بالصابون، قبل الشروع في إعداد الوجبات اليومية المستهلكة من لدن الزبائن.
كما سجّلت عـدّة ملاحظات في هذا الجانب من طرف مرتادي هذه الأماكن الحيوية، كعدم توفرها على منتوج للتنظيف الذي قد يستعمله الزبناء في تنظيف أيديهم، هم أيضا، بعد الانتهاء من تناول وجبة ما في بعض المطاعم، كون أصحابها لا يعيرون أي اهتمام لمثل هذه الأمور الحساسة التي قد تكون السبب المباشر في جعل الزوار ينفرون من الولوج إليها. وسوء التدبير هذا الذي تعيشه هذه المرافق فيما يخص الجانب الصحي، مرجعه إلى أن المسؤولين عن الصحة العامة بالمدينة، يزورون المطاعم و المقاهي و الفنادق مرة في السنة بدلا من مرة في الأسبوع، و تكون زيارة خفيفة بدون أية عملية افتحاص لما تحتويه آلات التبريد الغذائية من أطعمة منتهية صلاحيتها، أو من بقايا طعام الأمس، التي تسخن و يعاد تقديمها للزبائن على أنها طازجة و حديثة الطهو، ناهيك عن الزيوت المحترقة التي تستعمل للقلي مرات متعددة دون تغييرها والتي تعتبر السبب الرئيسي في حالات التسمم التي يتعرض لها مستهلكو الوجبات الخفيفة في هذه الأماكن العمومية بين الفينة و الأخرى.
و من العـاهــات الأخرى التي تعتري مدينة أصيلة، شأنها في ذلك شأن العديد من المدن المغربية، الاستغلال العشوائي للملك الجماعي، الذي يمارسه مالكو المقاهي و المطاعم على الأرصفة المخصصة للراجلين، ما يجعلهم في محنة يومية مع السائقين دون حسيب ولا رقيب… و غيرها من الممارسات و السلوكات الغير القانونية… التي تشوه المنظر العام للمدينة و تنتقص من رونقها و جمالها المرغوب.