طيلة هذه الأيام، كان الرأي العام يرجح إمكانية تحالف حزب التجمع الوطني للأحرار مع حزبي الاستقلال والاتحاد الاشتراكي من أجل إخراج حكومة قوية وأغلبية مريحة، بهدف مساندتها في تنزيل برنامجها.بينما اعتبرالمكان الطبيعي لحزب الأصالة والمعاصرة هوالمعارضة بسبب الصراع بين الحزبين ولاسيما الخرجات المتتابعة لزعيم الأصالة والمعاصرة إبان الحملة الانتخابية التي لطخ خلالها سمعة رئيس التجمع الوطني للأحرار، متهما إياه باستعمال أساليب غيرمقبولة وغيرمشروعة لاصطياد الناخبين من جهة واستعداده للتحالف مع العدالة والتنمية من جهة ثانية.
كما أن البعض رجح عزيز اخنوش، رئيس الحكومة المعين الذي استقبله جلالة الملك محمد السادس، مباشرة بعد ظهورنتائج الانتخابات ، أن يسعى إلى تشكيلها في أقرب الآجال وهي التشكيلة التي قد تجمع بين تحالف التجمع الوطني للأحراروحزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إلا أن التحالف الذي قد يجمع بين حزبي التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة، فمن شأنه أن يكون ضعيفا، قابلا للتفكك عند أول منعطف، بسبب صراعات الحزبين حول قيادة القطب الليبرالي، خاصة وأن عزيز أخنوش سبق أن صرح قائلا إنه يريد وضع يده مع من يتقاسمون معه نفس البرامج والرؤى وعلى خيارالتحالف الثلاثي الذي سيكون مريحا بأغلبية قوية تصل إلى 218 مقعدا نيابيا بما قد يسهل عمليات التفاوض حول الحقائب الوزارية والقطاعات التي ستؤول لكل حليف في التشكيلة الحكومية التي يسعى عزيزأخنوش إلى تشكيلها في أقرب الآجال، بعيدا عن توسيع دائرة المتحالفين وذلك بسبب الظرفية العصيبة التي يتزامن فيها تشكيل الحكومة والدخول البرلماني الذي يدق على الأبواب مستعجلا العمل على تحضير البرنامج الحكومي وبالتالي الاستعداد لوضع معالم القانون المالي للسنة المقبلة.
بالمقابل، تتساءل شريحة واسعة من المواطنين عن جدوى هذه القراءات حول التشكيل المرتقب للحكومة المقبلة، علما أن هذه التخمينات أوالتحليلات تتكررفي كل فترة انتخابية، ثم ماذا بعدها، عند تشكيل كل حكومة والشروع في عملها، غيرصراعات وتطاحنات بين أحزاب التحالف نفسها أو”بلوكاجات” أو أداء حكومي لايخدم مصالح الشعب، يل يجعلها معطلة في كل المجالات أوالقطاعات ولاسيما الحيوي منها.ذلك أن لنا في المعيش اليومي ما يفضح كل شيء ويكشف بالواضح عن أمور وشؤون الشعب التي تتعقد في جوانب كثيرة، هي الكل في الكل: المعيشة، الشغل، الإدارة، التعليم، الصحة…نعم تتعقد من فترة إلى أخرى، طيلة الولايات المتعاقبة للحكومات !؟
محمد إمغران