حوار مع ندى المويسي متعافية من فيروس “كورونا” بمدينة طنجة
على إثر الخبر المفرح الذي عم أجواء مدينة طنجة، ومختلف ربوع المملكة بتعاف سيدتين من وباء كورونا، ومغادرتهما لمستشفى “الدوق دي طوفار “، بادرت جريدة الشمال بالاتصال بالسيدة ندى المويسي إحدى المتعافيات من المرض وأجرت معها الحوار التالي :
ـ ما هي الظروف التي تمت فيها إصابتك بالفيروس، ومتى؟
ـ حصل ذلك خلال تواجدي انا وزوجي، وهو مغربى مقيم فى فرنسا، حصل بمدينة برشلونة الاسبانية حيث كنا نقضي عطلتنا بفندق بوسط المدينة، وحصل أن اختلطت بسياح آخرين في مطعم الفندق. و هناك أصبت بالعدوى.
ـ متى علمت بإصابتك بالفيروس؟
بعد دخولي الى أرض الوطن، وفي الأيام الأولى تم وضعي، من طرف وزارة الداخلية وإدارة المؤسسة التي اشتغل فيها، وكإجراء طبي احترازي، تم وضعي في حجر صحى مدته أربع عشرة يوما ببيتنا. وخلال أيام الحجر هده بدأت تنتابني بعض أعراض الإصابة، تم على إثرها نقلي الى المستشفى، وهناك أخضعت الى تحاليل تأكد من خلالها أنني حاملة للفيروس.
ـ ما هي الإجراءات الأولية التي اتخذت معك من قبل الجهات الطبية؟
في البداية تمت طمأنتي ودعمي نفسيا من قبل الأطباء بأن كل شىء سيكون على ما يرام في الأيام القادمة، وأنه ليس علي أن أقلق، وأنهم سيولونني كل الرعاية اللازمة لحمايتي من الفيروس. وبذلك أحسست بنوع من الاسقرار النفسي الذي ساعدني على التجاوب مع الأدوية التي كنت قد بدأت أتناولها.
ـ ما هي الأجواء التي تمت خلاله معالجتك فيها؟
هنا علي أن أعترف، وأظن أنني لست في حاجة إلى مجاملة أحد، بأن أجواء إقامتي بالمستشفى كانت جيدة جدا، وأنني كنت أتلقى عناية فائقة للغاية من قبل الطاقم الطبي، من أطباء وممرضين وممرضات ومساعدين ومساعدات، وأنهم كانوا على تواصل مستمر بي، وبباقي المرضى المصابين.
ـ كيف قضيت مدة الحجر الطبي، وما هي المدة الكاملة التي قضيتها به؟
في الواقع، وعلى الرغم من الظروف، الأكثر من رائعة التي كنت أقابل بها في المستشفى، والتي كانت تساعد على رفع معنوياتنا، إلا أنني أحيانا كنت أجتاز حالة نفسية سيئة جدا مصدرها شعوري المرير بتأنيب الضمير كوني نقلت العدوى الى أقرب الناس إلي، اختي وتوأم روحي. فقد كنت أشعر على الدوام أنني السبب فى آلامها و عذابها.
ـ كيف كان تضامن الأسرة معك؟
طبعا تضامن الأسرة شحنني بالعزيمة والإرادة القوية لمواجهة الفيروس والتغلب عليه، كما أنه أعطاني جرعة زائدة للشفاء. وطبعا كان يحصل ذلك من خلال التواصل المستمر معهم عبر وسائل التواصل الالكترونية والهاتف. وبذلك في الحقيقة كنت أشعر بأني لست معزولة عن العالم، وبأن هناك من يدعمني ويقف إلى جانبي ولو عن بعد، خصوصا بالدعاء المستمر والتوجه إلى الله ليرعاني ويشفيني، وهو ما كنت في حاجة إليه. فالرعاية الإلهية شملتني عن آخري.
ـ كيف تقيمين معاملة الأطباء والأطر الصحية معك؟
أظن أنني أجبت عن جزء من هذا السؤال خلالي حديثي سابقا، ولكن هذا لا يمنع من أن أجدد اعترافي بأن معاملتنا نحن جميع المصابين كانت معاملة أكتر من رائعة جعلتني أفتخر ببلادي وبما يتوفر عليه من كفاءات طبية في أعلى المستوى، علميا وإنسانيا.
ـ كيف تلقيت الخبر الأولي بمعافاتك؟
طبعا كان إحساسا لا يوصف أبدا. إنه الإحساس بالعودة من جديد إلى الحياة. إنه إحساس بالانتصار على الفاجعة، إنه نفس الإحساس الذي ينتابك عندما تحقق النجاح، كل أنواع النجاح. فما بالك بالنجاح في الانتصار على الموت.
ما هي ظروف الوقاية المتخذة الآن ببيتك؟
طبعا علي أن ألتزم بمدة العزل الصحي وهي أربع عشرة يوما، وخلالها علي أن أتجنب مطلقا مخالطة عائلتي، إضافة إلى أنني ينبغي أن ألتزم بارتداء الكمامة حتى و أنا في البيت.
ـ كلمة أخيرة في حق الأطباء؟
كل كلمات الشكر المنتشرة بالكون غير كافية في حقهم، إنهم حقا ملائكة الأرض. لنتصور فقط أنهم الآن متخلون عن عائلاتهم ومتفرغون لنا مع كل ما يحتمل ذلك من تعريض حياتهم للخطر.
ـ ما هي رسالتك لكل المغاربة؟
أود أولا أن أشكر كل من دعمني نفسيا و معنويا، وأن أشكر كل من تولانا بأدعيتهم بظهر الغيب.
تانيا، أود أن أقول لهم من أعماق قلبي…رجاء الزموا بيوتكم.. بذلك فقط ستحمون أنفسكم وعائلاتكم، وبذلك فقط ستساهمون في خذمة وطننا الحبيب بالحد في انتشار هذا الوباء…إذا ما التزمتم بالبقاء في البيت ستمر هذه الأزمة بسرعة، وبنفس السرعة سنعود للحياة.
وأولا وأخيرا أريد أن أشكر الله عز وجل على نعمته التي أنعمها علي وعلى والدي.
أوجه شكري إلى كل من دعمنى و سندنى نفسيا و معنويا.
أوجه شكري إلى جلالة الملك محمد السادس نصره الله و سدد خطاه على عطفه ودعمه ووقوفه إلى جانب شعبه.
أوجه شكري إلى السيد والي جهة طنجه تطوان، وإلى أعوان السلطة ، ومندوبية الصحة. أوجه شكري إلى زملائي في العمل وعلى رأسهم السيد المدير الجهوي.
و أخيراً أوجه شكري إلى الاتحاد المغربي للشغل الذي ساندني.