في يومهم العالمي الذي يصادف الثالث دجنبر من كل سنة، يعاني “ذوو الاحتياجات الخاصة” من صعوبات جمة تعيق مُشاركتهم الكاملة والفعّالة في المُجتمع بالشّكل الذي يضعهم على قَدَم المُساواة مع الآخرين.
أشخاص يتم احتقارهم لكونهم عاجزون عن القيام، بما يقوم به إنسان عادي، فئة يتم نبذها في المغرب عامة وطنجة بالخصوص، نظرة مجتمعية دونية لهؤلاء الأشخاص، يقابلها عدم توفرهم على حقوقهم الكاملة في العيش الهنيء كباقي المواطنين وحتى إن وجدت تبقى حبرا على ورق.
هذه الفئة، التي تقدر بمليوني شخص، تعاني من إعاقات جمة تختلف بين الجسدية، الحسية، إلخ. فبالإضافة إلى إعاقتهم يجدون موانع أخرى، كانعدام الولوجيات الخاصة بهم، عدم إدراجهم في سوق الشغل رغم وجود قوانين تدرج ذوي الاحتياجات الخاصة فيه والأهم من ذلك النظرة الدونية لهؤلاء الأشخاص ونعتهم ‘بالمعاقين’.
أينما وليت وجهك في شوارع مدينة طنجة، إلا ويستوقفك شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة، يسير وسط الشارع، وسط السيارات والشاحنات، معرضا حياته للخطر، نظرا لانعدام المساحة المخصصة لهؤلاء الاشخاص وحتى إن وجدت تكون في وضعية غير ملائمة لهم.
نفس الشيء نجده في المتاجر والمحلات الكبرى لمدينة البوغاز، إذ لا يوجد في أغلبيتها، المساعد الحديدي أو الخشبي، الذي يسهل من مأموريتهم، دون الإغفال عن الحافلات ووسائل النقل التي تفتقر بتاتا لوسائل تسهيل صعود الأشخاص في وضعية إعاقة، فهؤلاء الأشخاص ينتظرون متطوعين يقلونهم عبر الحافلات.
فإذا كان قانون 03ــ10 الخاص بتوفير الولوجيات والذي ينص على مجموعة من الحقوق التي يجب توفيرها للأشخاص في وضعية إعاقة، إلا أن الملاحظ فتفعيل ما جاء به القانون غير موجود على أرض الواقع.
في سياق مرتبط؛ كشفت دراسة “التحالف من أجل النهوض بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة”، صورة قاتمة عن الأشخاص ذوي إعاقة في المغرب، مؤكدة أن نسبة كبيرة من هؤلاء يتعرضون لشتى أنواع التمييز والسخرية.
وبينت الدراسة أن84.4 في المائة من ذوي الإعاقة في المغرب عاطلون عن العمل، في حين أن 57.8 في المائة منهم لا يتمكنون من دخول المدرسة، ما يرفع نسبة الأمية في صفوفهم والتي قدرتها الدراسة بنحو 67 في المائة.
العديد من الاشخاص، في تصريحات متفرقة ل “جريدة الشمال”، أكدوا على ضرورة توفر الأشخاص في وضعية إعاقة للوظيفة والولوجيات في المدارس والجامعات، المستشفيات، الإدارات ووسائل النقل، مع ضرورة تحسين وضعيتهم الاجتماعية.
خالد واحد ممن يعانون من إعاقة جسدية قال: “نعاني من العنصرية في أي شيء، نريد حقوقنا كأي إنسان، أقل حاجة “يعملولنا فاش نطلعو فالطرامبيا” و” كتحرافلنا نطلعوا فالدروج “، فعدم توفر الولوجيات “يشعرني أنني فعلا معاق”، يضيف خالد.
سهيلة أضريف