… الاستمراء في الغيّ لازدراء الدين الإسلامي و الإساءة إلى رسوله صلعم ، وهو القائل : ما أوذي أحدٌ مثلي . منهجية منطوية على الطابع الدعائي بما يتلاءم مع الفكر الكنسي . إذ على لسان البابا بنيدكت السادس عشر عند إلقائه محاضرة بالحرم الجامعي الألماني في موضوع “الإيمان و العقل و الجامعة” ، تؤرّخُ و تزعمُ ، مناصرة من نسج الإمبراطور “العالم” مانويل الثاني سنة 1391للميلاد ، في حوار ثنائي بينه و بين مخاطب فارسي “مجهول الهوية” ، خلص من معنى جدالهما ، أنَّ رأي البابا لا يتأتى له الحوار إلا مع من يمتلك تصوُراً لإله العقل و المحبة في المسيحية ، استناداً إلى العقل و الكلمة . بيد أنَّ الحضارة الإسلامية عنفاً و جهاداً مقدساً و صراعاً للحضارات . و أنَّ إله الإسلام “مُتعسف” و “مُستعل” ، بحيث يتبنى قداسته نظرية الإمبراطور للفارسي ، قائلاً : أريني شيءً جديداً أتى به محمد صلعم . فلن تعثر إلا على ما هو “شرير” و “لا إنساني” ،مثل أمره بنشر الدين الذي كان يبشر به “بحدّ السيف” ، وهو منافي للعقل و يتعارض مع طبيعة العقل و الروح ..
- الإفك و الافتراء من الكنيسة التي تعمل بكل حرص منذ زمان بعيد ، كلما استشعرت و “استخبرت” بصحوة إسلامية على مستوى علماء الغرب إلا و تقدّمت حكومات البابوية على فترات بهدايا الإساءة لعقيدة محمد صلعم ، إلى اللوبي و المافيا و الصهيونية العالمية المعادية للإسلام على أطباق من “الفضة” . ثمَّ إيقاظ مُخيّلة ذاكرتها الصليبية لتصبَّ “البنزين” على النار ، لإشعال الفتنة من أجل تبرير المسلسلات و الأفلام المسيئة لخير الورى و نبيّ الرحمة صلعم . و الإيماء لبعض ” الانفعالات” المترتبة عن الاستفزازات التي تتغنى بها . ما مدى دور الكنيسة و مواقفها من الجرائم ، و إبادة الهنود الحمر ، السكان الأصليين لأمريكا ، و على غرارها ، “بورهاربور” و “نكازاكي” , “هيروشيما” (قنبلة الهيدروجين) . حديثا إبادة شعبيْ أفغانستان ، و العراق ثم الشام و اليمن و ليبيا ، متخذة النظرية الصهيونية لمصطلح “الإرهاب” العربي الإسلامي . بين ظهريْ ذلك “تتموَّهُ” الكنيسة بمبدإ “الصمت حكمة” ! بينما الغرب الكنسي يبارك كل أنواع الانحرافات ضدّ الفطرة البشرية ، من المثلية إلى الزواج الذكوري و الأنثوي و الشذوذ الجنسي . أما قتل الأجنة (الإجهاض) فحدث و لا حرج . حتى أصبح دين الكنيسة “الميكيافيلية” . – الابتلاء إحدى سنن الله في خلقه في كل شيء و بكل شيء . ابتليتْ عائشة رضي الله عنها في قصة الإفك ، ثمَّ جاء الوحي بعد أربعين يوماً لتبرئتها مما “نسب” إليها زوراً و بهتاناً . فأما رسول الله صلعم ، بعد موت عمه (سنده) و وفاة زوجته أمُّ المؤمنين خديجة رضي الله عنها و كانت بمثابة حصنه ، ذهب إلى الطائف (ثقيف) هادياً ، فلما جلس إلى نخبة القوم سخروا منه صلعم و أغروا سفهاءهم به ، و قد أمطروه ضرباً حتى دُميتْ قدماه الشريفتان ، فكان له هذا الخطاب : اللهمّ إليك أشكو ضعف قوتي ، و قلة حيلتي ، و هواني على الناس ، يا أرحم الراحمين ، أنت ربُّ المستضعفين و أنت ربّي ، إلى من تكلني …إلى أنْ قال : أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات و صلح عليه أمر الدنيا و الآخرة من أنْ تُنزل بي غضبك ، أو يحلَّ علي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، و لا حول و لا قوة إلا بك ..و بعد أنْ نزل جبريل يستشيره ، أنْ يُطبق عليهم الأخشبين . ليجيب رسول الرحمة المهداة صلعم : عسى ربُّك أنْ يُخرجَ من أصلابهم من يعبد الله (يخرج من أصلابهم علماء).. – البابا الجاحد يعلم جيّداً أنَّ لكل قوم نبيّ لزمانهم إلا إمام الأنبياء و رسول الهدى ، وهو الرسول الخاتم بُعث للناس كافة و لكلّ الأزمنة و الأمكنة . لذلك كانت الإذاية “مزمنة” ، بدْءاً من الطائف و ما قبل ذلك .. و يشهد شهود من أهلها ، وهم من سادة القوم و فلاسفة الغرب ، و من عليّهم الذين يملأون الأعين وقاراً ، و من بينهم “تولستوي” ، واصفاً محمداً صلعم بالخلق الحسن و الإيثار و الزهد . شاءت إرادة الله جلَّ في عُلاه ، وهو الأول ، ليس قبله شيء ، و الآخر ليس بعده شيء ، أنْ تكون المحبّة بينه و بين عباده (لإنْ تكون في خدمة الخلق شاهد على محبَّتك لله ) . لقول الله عزَّ و جل : إنَّ ربّي رحيم ودود ..صدق الله العظيم..(سورة هود ، الآية 90) . و قال أيضاً : إنَّ الذين آمنوا و عملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وُدّاً ..صدق الله العظيم ..(سورة مريم ، الآية 97) . فكيف يجرؤ “قداسة البابا” (و من والاه ) أن يصف مالك الملك و الملكوت ب”متعسّف” و “مُستعل” ! لا إله إلاَّ أنتَ سبحانك . يقول جلَّ و علا : ليس كمثله شيء وهو السميع البصير .. وهو أقرب إليكم (بعلمه) من حبل الوريد .وهو معكم (بعلمه) أينما كنتم . و لم يكن له كفواً أحد ..صدق الله العظيم..(سورة الإخلاص) . و أما محمد صلعم أنعم عليه ذو الجلال و الاكرام : و إنّك لعلى خلق عظيم ..صدق الله العظيم ،(س. القلم الآية4 ) ..و الله يعصمك من الناس ..صدق الله العظيم (س. المائدة ، الآية 67) . – العالم الفرنسي “كارديف” ، يعترف لمحمد صلعم بمبدإ نبذ العنصرية والمساواة بين الناس ، و الإخاء ، و الحرية وهي شعارات الدولة الفرنسية ، التي بعض مواطنيها و صحافييها ، يزعمون ممارسة “حرية الرأي” بازدراء الإسلام و رسول الإسلام و أمة الإسلام التي يفوق عدد مواطنيها ، المليار و نصف المليار نسمة . ليأتي رئيس دولة للدفاع باسم “حرية الرأي” مخالفا لمعايير كونية للحرية ، و باستخدام لغة اصطناعية ، وقد أتقنها بشكل ضعيف ، إذ لم تخرج صداها حتى عن القاعة التي أجرى فيها الندوة الصحافية . تلك هي حقوق الإنسان و حرية الرأي في بلاد “الكولوا” (الكاف فوقه ثلاثة نقط) . – في كتاب “طوماس كراديل” عن العظماء السبعة ، يفند فيه عن رسول الله صلعم ، صفتي الفخر و السلطة و يدحض عنه افتراءات الخصوم . بينما “لامارتين” ، الأديب الفرنسي يكشف عن القيمة الفكرية و العقلية لمحمد صلعم ، بتنويره للعقل البشري عند تحطيم الأصنام و الإقلاع عن عبادتها ، بكسب الحرية المطلقة عند عبادة الواحد الأحد (إياك نعبد و إياك نستعين) ..و لأمير الشعراء شوقي أبيات بنيتْ على التوحيد ، في حق الرحمة المهداة صلعم : – وُلد الهدى ، فالكائنات ضياءُ ~ و فمُ الزمان تبسَّمَ و ثناءُ بك يا ابن عبد الله قامتْ سمحة ~ بالحق من ملل الهوى غرَّاءُ