بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
إنا لله وإنا اليه راجعون
السيدة سميرة زيان أرملة المرحوم عمر البقالي:
أيها الحضور الكريم :
كان المرحوم عمر يتحاور يوميا مع الشكل واللون والكلمات..ويتقاسم حوارهما؛ حوار القلم والريشة..وكان المرحوم ثالثهما ؛ جسرا تواصليا بين هاته الأجناس الإبداعية
كان المرحوم عمر البقالي يجعل من كلماته أبياتا شعرية يخاطب بها الإنسان في أحواله اليومية.. بألوان نابضة بالحياة.. يحيلها فرجة للعين والروح.. وحوار أوهام وأحلام في أفق لا متناه..
اذا كان الإبداع بمختلف أجناسه منقسما الى مرحلتين ؛ مرحلة الحياة، ومرحلة ما بعد الحياة، ففي هذه الأخيرة تبقى الأعمال شاهدة على منجز.. وعلى ما كان يمكن أن ينجز أو يتحقق..
يغيب الجسد وتبقى بصماته خالدة أمام كل حي بشري بمختلف الثقافات وتنوع تأويلاتها وبالنظر الى خلفيات مؤطرة للمتلقى.. وفي هذا السياق يقول أب اللغة الإسبانية خوان رمون خيمينيث:
” عندما تنظر الى أي عمل فني فلا يكفي أن تهتم بمحتويات اللوحة فحسب، بل لا بد أن تعرف ما بداخلك ..”
وفي معني آخر نظير يقول المفكر المصري أحمد حسن الزيات :
” قد تكون الأشياء قبيحة في حقيقتها ..لكن حسن التعبير عنها ودقة التصوير لها يرفعها الى مقام الجمال..”
الرسم كان أول لغة بين بني البشر ..الرسم سبق الحرف ..والمرحوم عمر البقالي ظل يحاول جمعهما في فضاء واحد..
تعرفت الى المرحوم عمر عندما كان مقبلا على نشر ديوانه ” باقات بريــــــة ..ايقاعات
وألوان “حيث زارني في مدينة تطوان لإطلاعي على محتويات ديوانه ..فساهمت ببعض كلمات متواضعة ـ رفقة الدكتور نجيب العوفي ـ في حقه وفي انشغاله بالجمع بين الشعر والرسم أو فن التصوير..كان لقاؤنا بباب كنيسة تدعى ” نويسترا سنيورا دي لا بكطوريا وهي مقابلة لساحة مولاي المهدي.
رحم الله عمر البقالي وأسكنه فسيح جنانه وألهم ذويه صبرا وسلوانا وانا لله وانا اليه راجعون.