زمن ” البوديوم”
جريدة الشمال – الزهرة حمودان (‹‹فضيحة›› )
الخميس 03 مارس 2016 – 10:33:43
بينَما برمَجَت النّدوَة الثـــانية في فقرة ” أسماء فوق البوديوم ” صباح الأربعاء 17 فبراير، و كانت حول الفائزين ” بجائزة الملك عبد الله بن عبد العزيز للترجمة 2015″. و يتعلق الأمر بكل من الباحث المغربي الدكتورمحمد ابطوي ، أستاذ تاريخ و فلسفة العلوم بجامعة محمد الخامس بالرباط ، و كبير الباحثين سابقا بمؤسسة العلوم و التكنولوجيا و الحضارة بمانشستر الانجليزية ، و الباحث العراقي سليم الحسني ، لتفوقهما في ترجمة كتاب ” متن المظفر الاسفزاري في علمي الأثقال و الحيل” لأبي حاتم المظفر بن إسماعيل الاسفزاري. وهو مجهود ـ حسب ما ورد في تقديم وزارة الثقافة في كتيبها المشار إليه سابقاـ «….كبير في ترجمة و تحقيق كتاب هام يعنى بعلم الميكانيكا العربية و القيام بدراسة تاريخية لنصوص نادرة ترجع للفيلسوف و الفلكي و المهندس و العالم الرياضي ابوحاتم الاسفزازي الذي عاش في القرن الحادي عشر الميلادي”
و مصطلح ” البوديوم” ، الذي وظفته وزارة الثقافة ، في تسمية إحدى فقرات المعرض الدولي للنشر والكتاب لهذه السنة ، مقتبس من عبارة (podium) الانجليزية ، و تعني ـ حسب ويكيبيديا ـ المنصة أو كل ما يمكن أن يستعمل لرفع الناس. و بهذا يمكن أن نعتبر ضيوف هذه الفقرة عناصر اعتلت منصات التتويج في ميداني الأدب و العلوم.
و سأحاولُ أن أنقلَ في مَقـــالتي هذه ، ما جاء في الندوة الأولى بخصوص الفائزين بجائزة ” كتارا للإبداع الروائي”.
من المعلوم أن جائزة ” كتارا للإبداع الروائي”، تشرف عليها المؤسسة العامة لمشروع ثقافي ضخم، و طموح ، يسمى بالحي الثقافي لدولة قطر. تشرف عليها لجنة مختصة تم تعيينها لهذا الغرض. و تسعى الجائزة إلى تشجيع الروائيين العرب ، و ترسيخ حضورا لمتميزين منهم عربيا و عالميا .
غــابَ الفائــزُ زكريا أبو مارية مؤلف رواية “مزامير الرّحيل و العودة ” ، الفائزة بالجائزة، و حضر الفائز الثاني عبد الجليل التهامي الوزاني . بينما قامت بتسيير الجلسة الأديبة و القاصة ، لطيفة باقا ،التي عبرت عن تجربتها في كتابة القصةـ ذات حوار ـ ” القصة كانت قدمي الحافيتين اللتين ركضت بهما بعيدا عن القدر الذي وجدته ينتظرني باعتباري فتاة مغربية ، ولدت و لم تجد ملعقة ذهب في فمها”. فكان أن قامت بتنسيق حوارات الندوة ، و تدخلات الحضور ، يقودها إيمانها بمسؤولية المثقف العضوي المؤثر والمتفاعل .
استهلت السيّدة المَسيرة كَلمتها بتقديم تعريف حول الجائزة ، و دور الجوائز في نشر و إنعاش الإبداع الأدبي. و هي عملية لها تاريخ ـ حسب تعبيرها ـ عرفت بأعمال و أسماء لها بصمتها في عالم الأدب و الإبداع.و جائزة ” كتارا” ، هي جائزة قطرية ، ولدت كبيرة. تتميز بالنزاهة . فالأسماء الفائزة ليست مكرسة ، ولا علاقة لها بسلطة الثقافة العربية. و الرواية الفائزة ، محور هذا اللقاء ، هي للروائي المغربي ، عبد الجليل التهامي الوزاني ، تحمل عنوان ” امرأة في الظل”.
أما كلمة عبد الجليل الوزاني، صاحب الرواية الفائزة ، فقد استهلها بالتعريف بالجائزة التي أنشئت سنة 2014 . و هي جزء من مشروع ثقافي ضخم ، تبنته دولة قطر. شكلا بصفته عبا رة عن حي مجهز بمرافق و مباني و مسارح ، و معاهد بتخصصات فنية مختلفة،و هي ملتقى لجميع المثقفين و الفنانين ، و مركزا للمهرجانات و الندوات و المعارض . و مضمونا يعمل المشرفون عليه من أجل نشر الوعي الثقافي، و تشجيع الإبداع بكل أشكاله الفنية.و قد أطلقت عليه اسم ” الحي الثقافي كتارا” ، نسبة إلى الاسم القديم لدولة قطر كما ورد في الخرائط اليونانية القديمة. و المشروع برمته يعمل من أجل أن تكون الدوحة هي عاصمة الثقافة العربية سنة 2030 . فالدوحة ـ حسب تصريحات المسؤولين ـ يعاد بناؤها من جديد.
أما الجائزة ـ يضيف مؤلف رواية ” امرأة في الظل”ـ فمشاركتي في المسابقة لم يكن من أجل قيمتها المالية ، بقدر ما كان من أجل النشر . فنحن لا نراهن على الجوائز، بقدر ما نراهن على أن نكون قادرين على الكتابة.
و قبل أن تفتح المسيرة الاديبة لطيفة باقة ، باب الحوار، سألت ضيفها عن الإقبال و التهافت على كتابة الرواية من قبل الشعراء ، حيث أجابها أن الجائزة لا تصيغ إبداعا.
و عن سؤال تقدم به أحد الحضور حول المخاطرة بفوز الرواية قبل طبعها ـ لأن رواية ” امرأة في الظل” ، ما زالت تحت الطبع لدى الجهة المانحة للجائزة ـ أجاب السيد عبد الجليل التهامي الوزاني ، أن المشرفين على الجائزة يشتغلون باستراتيجيه ، وهم من سيقومون بتسويق الرواية . و هذه فرصة للكتاب الذين لا يجدون من يدعم كتبهم. الجوائز قدرنا…فهناك من يقول بلعنة الجوائز.
أفرخت أسئلة الحضور، داخل القاعة الصغيرة ، الحاملة لاسم الراحلة فاطمة المرنيسي …انشغالات القراء/الحضور ، حول ماذا تمثل المرأة لدى الكاتب ؟ خصوصا أن عنوان الرواية الفائزة هو ” امرأة في الظل” و ماذا تمثل الجائزة في نشاط الكاتب الإبداعي؟
و مما أجاب به الكاتب في هذا الباب :” إن بطلة رواية ” امرأة في الظل ” ، هي امتداد لشخصية زينب ، في رواية “الاحتراق في زمن الصقيع ” . وأنا لا أكتب من أجل الجوائز..فكل ما في الأمر أنني لا أستطيع العيش بدون كتابة…سأظل أكتب إلى آخر رمق في حياتي…كما أن الرواية التي أود كتابتها، ما زلت لم أكتبها بعد..