الأسماء المرتمية في حضن الشعر كثيرة.. بعض شعراء وشاعرات لهم (ن) تجارب أصيلة ومتميزة.. وقليل ما هم (ن)..
لكن جمهرة غالبة مقذوف بهم (ن) في محيطات الكتابة الشعرية بتأثير نوازع غريزية ومنازع مَرَضية وانقيادات تخلجن وارتماءات تمردن..
عرض علي أحد الأصفياء إبداء رأي في نموذج قولي من صنف الجمهرة المذكورة.. فاعتذرت له، لكنه لم يقتنع باعتذاري عن الخوض في ذلك المعمعان.. وبعد انصرام مدة اتصل بي مجددا ليؤكد لي أن الشاعر (ة) الذي كان (ت ) موضوع النظر المقترح.. ليس هو (ي) صاحب (ة) المُبْدَعات بل يؤدي (ت) مقابلا ماديا لشخص يمتهن هذا الضرب من تموين الكتابة تحت الطلب (تحرير نص أو كتابة بورتريه..).
في ذات مناسبة ثقافية كنت في بيروت فسألني أحد النقاد المرموقين عن رأيي في ظاهرة شعراء آخر زمان !؟ فقلت له باختصار: إن ما يتحصل عندي هو أنه لا يمكن لأحد أن يأتي بشعر ذي جودة إلا وهو عارف ماهر؛ عارف بقوانين العربية، قاريء نهم للمدونات الشعرية؛ لكون الكتابة هي محصول القراءة.. ولا عبرة في (شعر ) يجهل صاحبه (ته) جهات وكيفيات ونُظُم تصريف القول.. فرد علي صديقي الناقد اللبناني ردا شعريا جميلا استقاه من ديوان “مدار الشمس” لأحمد منصور :
” يستعرضون
أزياء ما يتناسخون
أشكال ما يتماسخون
أوتار ما يتواترون
وكأن صارخهم هو الصوت اليقين
يختار كالطاووس تكسفه العيون
مثل الديوك يكنفشون
ويعرمون
من يدعون الشعر في الزمن الهجين
من يصدرون حق الإقامة في الكتابة :
أن تكون أو لا تكون..!؟ ”
عبد اللطيف شهبون