كما هو معلوم، بعد غياب دام أكثرمن سنة، تقررتنظيم المعرض الدولي للكتاب في نسخته 27 ما بين 02 و12 من شهريونيوالمقبل بمدينة الرباط، بدلا من مدينة الدارالبيضاء، لظروف أملتها بعض تداعيات الجائحة، حيث تحول مكان إقامة معرض الكتاب بالعاصمة الاقتصادية إلى مستشفى ميداني، تابع لوزارة الصحة، خاص للمصابين بفيروس “كوفيد 19”..وتقررتنظيمه بالرباط لضرب عصفورين بحجر واحد، أي اختيارالرباط عاصمة للكتاب، بعد أن تم اختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية والأفريقية وعاصمة للأنوار..
وكانت الحكومة أعلنت عن تخصيص مبلغ يقدر بأكثرمن مليارسنتيم لتنظيم هذا العرس الثقافي، أي بمعدل أكثر من مبلغ 100 مليون سنتيم في اليوم، الأمرالذي يسشتف منه مدى التبذيرالمهول في صرف المال العام على المعرض وبالتالي لابد من إعادة النظر في مسألة ترشيد نفقات هذا الأخير، لاسيما أن تنظيمه غالبا ما تعقبه مؤاخذات وانتقادات، سواء من طرف العارضين الذين يؤدون مبالغ مالية عن مشاركتهم، تثقل كاهلهم أومن طرف العديد من الزائرين، غيرالراضين عن بعض الأمورالتي لا تروقهم بالمعارض المنظمة على مدى سنوات..بمعنى أن أكثرمن مليارسنتيم مخصص للمعرض، هذه السنة، مضاف إلى مئات ملايين السنتيم، بداية من أواخرثمانينيات القرن الماضي إلى اليوم، لم يشفع لمعرض الكتاب في أن يتخطى نسبة مهمة من النظرة السلبية الموجهة إليه، ضمنها الجدل الذي أثاره نقل المعرض من البيضاء إلى الرباط، حيث دعا باحثون إلى وضع خطة جديدة لمعارض الكتاب بالمغرب، تتماشى وحاجة المدن والجهات، بدون أن يقتصرالأمرعلى مدينة بعينها..وآخرون قالوا أنه يجب تجديد فلسفة المعارض، فهم لايريدون لهذه المعارض أن تكون شكلية، لأن الأصل والمفروض في المعرض الدولي للكتاب أن يعكس العمق الحضاري للأمة المغربية ولإنتاجها العلمي ولماذا لا يمكن تصورمن موقع أكاديمي أن يكون المعرض الوطني في لحظة واحدة، بمعنى أن يأخذ طابعا جهويا ؟
وعلى ذكرمعرض الكتاب، فإن الأمريستدعي السلطة الثقافية بالمغرب، لكي تهتم جيدا بمستقبل الكتاب،
خاصة أن الكتب الورقية مازالت أفضل رفيق وأنيس، إذ لايستساغ أن تكون الكتب الإلكترونية بديلا للكتب المطبوعة التي يمكن حملها إلى كل مكان، فضلا عن أن الحفاظ على القراءة من خلال الكتاب أمريساعد على الاستيعاب جيدا، مع جعل صاحبه يطالع مضمونه، براحة وتركيزوهدوء، بدون تشويش إلكتروني، من قبيل إشهارات تجارية أوفيديوهات مداهمة، عبرشاشة الجهاز، الأمرالذي ينغص على متعة القراءة، المتاحة من خلال الكتاب، هذا الصديق الهادئ وحلو المعشر..
محمد إمغران