عندما يبادر المرء بالحديث عن ظاهرة ما.. يحتاج أن يقدم تعريفات أولية عنها بهدف مد القارئ أو المستمع بفكرة مبدئية أو تقريبية تيسر الحصول على الضروري منها.
” كورونا ” جائحة ؛ مصيبة ، ووباء ؛ مرض فاش ..
قرأنا وسمعنا كما هائلا من البيانات حول هذه الظاهرة / الوباء ؛ عبر وسائط شتى..قرأنا عن نسبها ، تكاثرها ، تسميتها ، بدايتها ، مختبراتها ، انتقالها ، حضانتها ، هجومها ، بيئتها ، أعراضها ، الوقاية منها.. فلا مزيد اذن في هذا الباب لأن الفائدة قد حصلت ..
ظاهرة / وباء ” كورونا “
صدمت عقول وضمائر الناس ، وكشفت أنساقا من الخلل في الأبنية الاجتماعية في أمصار وبلدان( النظم الصحية والتربوية والتعليمية أساسا ) والاقتصادية (اشتداد الحاجة الى موازنات مالية واحتداد التدافع لحيازتها) والسياسية ( بؤس المنظورات التحكمية في مصائر البلاد والعباد ) والأخلاقية ( اتساع رقعة نوادي القمار والعراة والشواذوانتشارآفات الانحراف والعنف والتطرف والقمار ..
من لطف الله أن بلادنا تنبهت للحد من استفحال ” كورونا ” ـ أعاذنا رب العالمين من جوحها ـ بفضل :
- مبادرة ملكية سامية..
- عمل منتظم لهيئات وأطقم طبية مدنية وعسكرية..
- يقظة وحدات الأمن والقوات المسلحة والمساعدة والوقاية المدنية وأطر وزارة الداخلية
- مبادرات بعض مكونات المجتمع المدني..
- تأطير قيمي لمؤسسات دينية ..
- تضامن اجتماعي منزه عن كل غايات وفصول..
ظاهرة/وباء ” كورونا “
نبهت الغافلين الى ضرورة الاستمساك بعروة العلم ، لكن لا جدوى من علم متحلل من قيم حضارة طهارة وتطهير ؛ وهذا درس بليغ لبعض دعاة العلمانية المأجورين..
ظاهرة/وباء ” كورونا ” كشفت أوهام سعادتين تعيشهما شرائح مجتمعية واسعة :
- سعادة بهيمية / غريزية..
- سعادة شيطانية/ سلوكية..
ظاهرة/وباء ” كورونا “
نبهت الغافلين لكون جوهر السعادة في معرفة نفوسنا بالحقيقة : من نحن ؟ من أين جئنا ؟ لأي شيء خلقنا ؟ بأي شيء نحقق سعادتنا ونبتعد عن شقائنا ؟
قال لي بعض من أثق به :
من أراد الله به خيرا قيض له وليا ؛ لأنه :
- عريس وجود..
- كهف ايواء..
- شاهد ملكوت..
من أراد الله به خيرا أتى به عند ولي ، أو دفعه نحوه ؛ ليكون سببا في سعادته سعادة ملائكية أبدية..
لا تنس أن الأوبة الى الله مفتاح طهارة وتطهير، وأما سبيلها فذكر ودعاء..
- ذكر:
يجعل الذاكر يحيا وينتعش في بسط نورانية :
ـ حياة ويقظة بلسان الاسلام
ـ مشاهدة توحيدية بقلب الايمان
ـ قطعا لكل تشبه ولبس بروح الاحسان
” عجبت لمن كان مفتاح الجنة تحت لسانه ، كيف يطبق شفتيه ؟ “
- دعاء :
ذكر وطلب فرج
ذكر من الأذكار المقربة للملك الجبار
زاد من لا زاد له
أعظم طلب سؤال للحق
سبب من أسباب العبادات بعد الفروض
ثم قال لي :
الربانيون لا تلهيهم جائحة أو وباء عن ذكر الله ؛ فقلوبهم خالية من أكدار ، منارة بأذكار..لا خوف على من استمسك بعروة حضارة طهارة وتطهير