بالعودة إلى نص الكلمة القيمة والموجهة التي ألقاها الأستاذ محمد اليازغي – حفظه الله – بطنجة يوم سابع وعشري أبريل من سنة 2008 ، بمناسبة إحياء الذكرى الخمسينية لمؤتمر طنجة المغاربي نتأكد أن كلمته ذات قيمة أخلاقية وتاريخية وسياسية ، وقد كانت تنبيها للغافلين وحجاجا للاحقين.. ولا نبالغ اذا قلنا إن بلدنا لمحتاج إلى بلاغة الأستاذ اليازغي في الظرفية الراهنة..
في الذكرى المذكورة :
. رحب الأستاذ اليازغي باسم الاتحاد الاشتراكي برؤساء وأعضاء وفود الأحزاب المغاربية القادمة من الجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا.
. ذكر بأن :
– إحياء ذكرى مؤتمر طنجة حدث قوي وعميق ومفيد لفعل جماعي مواجه لاكراهات الماضي وتحديات المستقبل..
– الذكرى حافز لمزيد من الدعوة إلى الإخاء والتضامن بين الشعوب المغاربية ، والتطلع لصنع مصير مشترك تتحقق فيه تنمية قوية ومستدامة مؤمنة بالاستقرار ومنفتحة على محيطها الأورومتوسطي ..
– فكرة المغرب الكبير ثمرة كفاح ضد المحتل ، وحلم وحدوي مغاربي ناضل من أجله شهداء ..
– الرواد الشباب المؤسسين لجمعية الطلبة المسلمين لشمال افريقيا بباريس في ثلاثينيات القرن الماضي يستحقون منا كل اكبار لكونهم عملوا على تمتين روابط الإخاء بين الحزب الوطني وبعده حزب الاستقلال بالمغرب مع حزب الشعب بالجزائر وحزب الدستور الجديد بتونس.
– المبادرة الرائدة التي اتخذها المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي بتاسيس وقيادة مكتب المغرب العربي بالقاهرة بعضوية مسؤولين مرموقين من أقطار مغربية.. موضوع افتخار لكل المغاربيين..
– ملحمة الكفاح التحرري كانت مغاربية في أجواء من التنسيق الميداني..
– انتفاضة الشعب الجزائري لاستنكار نفي الملك محمد الخامس في الذكرى الثانية لابعاده يوم 20 غشت 1955 لا ينساها المغاربة.
– ما مضى من عقود على مؤتمر طنجة المغاربي يذكرنا بتحقيق هدفين :
* تقوية وتنويع الدعم للثورة الجزائرية
* بناء صرح مؤسسات وحدوية وفيدرالية قادرة على تأمين مستقبل المغاربيين أمنا واستقرارا..
– معاهدة روما سنة 1957مثلت لبنة السوق الأوربية المشتركة ثم الاتحاد الأوربي..واما مبادرة طنجة المغاربية- في نفس السياق التاريخي – فلم تبرح مكانها !؟
– نجاح المسلسل الوحدوي الأوربي راجع إلى الثقة التي وضعتها القوى الديموقراطية الأوربية الوحدوية وإلى تجاوزها الجماعي المتبصر لمفهوم السيادة القطرية والذي تراجع تدريجيا لصالح السيادة الديموقراطية لإرادة الشعوب في بناء مصير مشترك..
– معاهدة مراكش في فبراير 1989كانت خطوة جبارة لبناء اتحاد المغرب العربي لكنها تعثرت واصابتها اختلالات مزمنة ومشلة لم يعد يطيقها اي عقل مغاربي سليم..
– جسامة الخسارة المعنوية جراء تعثر المشروع المغاربي تتجلى في ضعف او انعدام الآليات المغاربية لمواجهة تحديات العولمة وما تفرضه من بناء سريع لمجتمع المعرفة او تحديات قضايا الأمن والاستقرار المغاربي ومواجهة كل اشكال الظلامية والتطرف والإرهاب او تحديات الاندماج الجماعي والاصفر حظا في المنظومة الدولية والاورومتوسطية ، وما يقتضي ذلك من تصنيع للنسيج الاقتصادي المغاربي ..
– ما فتحه المغرب من اوراش كبرى مغاربية تكتسي أهمية خاصة
* تطوير الخط السككي (تونس – الجزائر- المغرب)
* تامين ربط الطريق السيار المغاربي..
* إنشاء مؤسسة مغاربية للبحث العلمي والتكنولوجي
– المغرب بذل جهودا للوصول إلى تسوية سلميةوعادلة لملف الصحراء المعروض على الأمم المتحدة ، وطرح مشروع الحكم الذاتي بالاقاليم الصحراوية تحت السيادة الوطنية .. أما استقلال الصحراء فليس خيارا واقعيا كما اكد بترفان فالسوم في تقريره لمجلس الأمن
– الوقت قد حان لكي تسترجع النخب الفكرية والسياسية المغاربية دورها في التوعية والتنوير
– ليس لنا من خيار سوى ان نكون قادرين على ربط متين لرهانات حاضرنا ومستقبلها بقيمة ماضينا المشترك..