تقديم:
أدب الرّسائل، يتضمّن جوانب مهمّة تقتضيها الكتابة الحرّة، والموضوع المسترسل، ويتضمّن هذا الأدب إشارات علمية، وإفادات فنّية، وإنشادات معرفية…
وفي هذه السلسلة ندرج بعضاً ممّا توفّر لنا من أدب الرّسائل التي التحمت فيها أرواح علماء شمال المغرب. وندرج في هذه الحلقات مراسلات (صادرة) العلامة الأديب قاضي مدينة العرائش سيدي أحمد بن يوسف الفاسي إلى صديقه الشريف البشير أفيلال.
-46-
[من العلامة القاضي أحمد بن يوسف الفاسي إلى صديقه الشريف الأديب سيدي البشير أفيلال، يطمئن عليه وعلى أسرته ويوصيه بحيازة الجواب من النائب السّياسي…]
الحمد لله وحده وصلى الله على سيّدنا محمد وآله وصحبه
سيّدنا وملّ أخينا، الشّريف الفضل العلاّمة الأديب الأكمل، مولاي البشير أفيلال، أمّنك الله ورعاك، وسلام عليك ورحمة الله.
وبعد، فلتعلم سيادتك أنّني حللتُ حضرة فاس حلول يمن وأمان، وسلامةٍ وإحسان، صبيحة يوم الخميس الفارط، ووجدنا الأهل والأحباب والأصحاب بخير وعلى خير، بعد سلام الجميع على سيادتك، والمؤكّد به على سيادتك أن تحرص لنا على حيازة الجواب من نائب السّياسي بارك الله لنا فيك، وجزاك عنّا خيراً، لأنّ الجواب تركته خرج من العرائش من عند قونصول إسبانيا، وأخبرني عن انفصال قضيّة أهل العرائش مع أزطوط.
مسلّماً على جميع الإخوة وأبناء العمّ والأصحاب، ولا زلت أتلذّذ بمخاطبة الجميع، وما صدر من سيادتكم من الاعتناء بنا مع إخواننا جزاكم الله عنا خيراً، والله يحفظكم ويرعاكم، وعلى الأخوّة والسّلام.
في 9 ربيع الثاني عام 1350هـ.
أحمد بن يوسف الفاسي كان الله له
-47-
[من العلامة القاضي أحمد بن يوسف الفاسي إلى صديقه الشريف الأديب سيدي البشير أفيلال، يطمئن عليه وعلى أسرته، ويخبره بازدياد مولود…]
الحمد لله وحده
سيّدنا ومحلّ أخينا، الشّريف العلامة مولاي البشير أفيلال أمّنك الله ورعاك، وسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
وبعد، فلتعلِم شقيقتك بأنّ البنيّة أمّ كلثوم منذ البارحة حضرتنا وهي بالوجع حتى تداركها الله بلطفها الخفيّ، فصبيحته ازداد عندنا مولود، جعله الله مباركاً سعيداً، ولا تسأل أيّه الأخ عما قاسيناه معها منذ خرج ابن عمّك العلامة، وشقيقتك، -بعد سلامنا على الجميع- إلى صبيحة تاريخه الذي هو يوم السّبت، وهذا عن قلق جدّاً.
مسلّماً على ساداتنا الشّرفاء من غير تخصيص، وعلى سيّدتنا الوالدة، ولتزوّدنا بصالح الأدعيّة، ومن هنا النّجل على الجميع، والإخوة وأبناء العمّ، وأهل الدّار على جميعكم، وسنبيّن لك بعد هذا ما كان، ونحن في شغل شغيل من جهة البُنيّة، فزوّدونا بصالح أدعيتكم، وعلى المحبّة والسلام.
في 26 جمادى الثانية عام 1350هـ.
أحمد الفاسي كان الله له
-48-
[من العلامة القاضي أحمد بن يوسف الفاسي إلى صديقه الشريف الأديب سيدي البشير أفيلال، يطمئن عليه وعلى أسرته]
الحمد لله وحده وصلى الله على سيّدنا محمد وآله وصحبه وسلم
أخانا في الله، الأعزّ الأرضى، العلاّمة الشّريف المرتضى، مولاي البشير بن العلاّمة القاضي المرحوم سيدي التّهامي أفيلال، أمّنك الله ورعاك، وسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
وبعد، فقد وافانا كتابك الأعزّ، أفاد سلامتكم وعافيتكم، أدامهما المولى علينا وعليكم، وحمدنا الله على ذلك، وجميع ما شرحته صرنا منه على بال، أمّا محبّتك الصّادقة لا شكّ لنا فيك، جعلها الله لوجهه خالصة، نطلب الله أن ينفعنا بها، وأن يشملنا حديث الصّادق المصدوق، وجدّك عليه الصلاة والسلام بقوله: (ورجلان تحابّا في الله اجتمعا عليه) الخ، وأما عدم كتابتي للمانع الذي وجدته حين حللت، والله يعلم أنّني برئ ممّا وسموني به، نطلب الله أن يردّ كيد الحاسدين في نحورهم، وأمّا عزمك على زيارة مولانا عبد السلام -نفع الله به- فنعمت الرحلة، نطلب الله أن يصرف الموانع، وييسّر لنا ولكم كلّ ما فيه الخير.
وأما سلام سيّدتنا الوالدة بعد سلامنا عليها فمرحباً به، واطلب لنا منها صالح أدعيتها، والمرجو منك أن تعلم سيادة الأخ العلامة الحاج مُحمد بعد سلامنا عليه، أنّني بعدما أخبرته بقضية الحزام، قد تلاقيتُ مع اللّفت، وذكر أنّه حين أخبرني بثمن الأوقية، وهو 21 فرنكا قد غلط، والثمن هو 23 فرنكا، وهو الذي يقدر على صنعه به، فأجبته بأنّه يعجّل بالخدمة الجيدة الموافقة للغرض، ولا يكون إلاّ خيراً، وإذا لم يوافق الغرض فلا يصلح لنا ولو بدرهم واحد.
هذا هو الذي راج بيني وبينه بعدما كتبت له، وها أنا أتردّد عنده، ونلحّ عليه حتّى يصنع الحزام، ويكون موافقاً للغرض بحول الله وقوّته.
مسلّماً على الإخوة وأبناء العمّ جميعاً، والأحباب والأصحاب والأصهار، خصوصاً الأخوين في الله، العلامتين الشريفين سيدي علال وسيدي الحسن، وعلى أخيك الطالب الأجلّ النّبيه الأفضل، سيدي الحاج عبد السلام وسيدي أحمد، وعلى جميع الإخوة من غير تخصيص، والله يحفظكم ويرعاكم، وعلى الأخوّة والسلام.
في 6 شوال عام 1348.
أحمد بن يوسف الفاسي كان الله له
-49-
[من العلامة القاضي أحمد بن يوسف الفاسي إلى صديقه الشريف الأديب سيدي البشير أفيلال، في إرسال غرض…]
الحمد لله وحده وصلى الله على سيّدنا محمد وآله وصحبه
سيّدنا ومحلّ أخينا، الشّريف العلامة الأفضل، الأديب النّابغة الأكمل، مولاي البشير بن العلامة القاضي المرحوم، سيدي التّهامي أفيلال، أمّنك الله ورعاك، وسلام على سيادتك ورحمة الله وبركاته.
وبعد، فإنّ السّيّد مَحمد ابن عبود سافر لحضرتكم، ودفعتُ له صينيّتين، إحداهما كبرى، والأخرى صغرى […] بمجرد وصوله ابحث عليه حتّى تحوز ذلك، وبعد هذا مرسل لك الأخريتين بحول الله، وثمن الأربعة 48 ريال، لأنّ الذّاهب لحضرتكم قليل، وبعد وجوده […] من ذلك.
مسلّماً على أخيك الأفضل سيدي الحاج عبد السلام، وعلى أخيك العلامة سيدي الحاج محمد، وعلى ابن عمّك العلاّمة سيدي علال، وأخيه مولاي الحسن، وعلى باقي الأحبّة، واجبني بالوصول ليطمئنّ الخاطر، كما نسلّم على الوزير العلامة سيدي أحمد الرّهوني، وعلى باقي الأحبّة من غير تخصيص، ومن هنا على الجميع الأخ والنجل وأبناء العمّ، والله يحفظكم ويرعاكم، عن قلق جدّاً، وعلى المحبّة والسلام.
في 22 قعدة عام 1350.
أحمد بن يوسف كان الله له
د. يونس السباح