إن التكتلات الجهوية أو القارية دائما ما تنشد التكامل الاقتصادي والسياسي، الذي يشكل جوهرها، بمعنى أنها تتنوع، فهناك من تأسس وبدأ في تطور مستمر حتى وصل لمرحلة متقدمة ومتطورة وهناك أيضا تكتلات أخرى بدأت بطموح كبير، إلا أنها وضعية تعيش.
جمودا حاليا للأسف الشديد ومنها اتحاد المغرب الكبير الذي طال أمد جموده وأصبح يحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى انبعاث جديد، خصوصا في ظل الوضعية الحالية للمنطقة.
والتي تحتاج لحلول مستعجلة وأيضا بعضها يتطلب تخطيط استراتيجي، خاصة في ظل وجود قواسم مشتركة مثل: التاريخ المشترك، اللغة، وأواصر المصاهرة وغيرها…
إلا أن هناك بعض الأطراف من داخل المنطقة تعرقل عودة هذا الاتحاد وتعمل بشتى الوسائل من أجل ذلك، ناهيك عن الاصطياد في الماء العكر وتأليف مجموعة من المغالطات والادعاءات الغير منطقية.
فعودة هذا التكتل الاستراتيجي يخدم المصلحة العليا ليس لدول المنطقة فقط، بل أيضا للقارة الافريقية وللمجال المتوسطي.
إن هذا الركود أثر لا محالة على أجيال لأكثر من ثلاثين سنة إلى يومنا هذا وتضررت شعوب المنطقة من هذه الوضعية اللامنطقية والغير العادلة.
كما أن المجتمع المدني والأحزاب السياسية وجب عليهم لعب أدوار مؤثرة ورئيسية في هذا الملف المصيري.
لقد أصبحنا نرى في عدة مناسبات أن التظاهرات والفعاليات الرياضية والثقافية توحد المنطقة أكثر من أي شيء آخر وهذه نقطة إيجابية تثلج الصدر وجب البناء عليها واستثمارها بالشكل الأمثل.
وسيكون أمرا متميزا أيضا، التفكير والتباحث في توجيه الدعوة لدول أخرى للانخراط ولو بشكل شرفي للمساهمة في تقريب أوجه النظر وضخ دماء جديدة، في إطار مسلسل عودة هذا التكتل.
إن البلدان الخمسة مدعوة للاتحاد لإيجاد حلول كضرورة لا محيد عنها. والتاريخ يسجل كل صغيرة وكبيرة وسيكتب بمداد من ذهب المواقف المشرفة التي ستظل خالدة الذكر شأنها شأن كل القضايا العادلة.
منير دوناس ممثل المغرب وشمال افريقيا في برلمان الشباب الافريقي
سهيلة أضريف