مهرجان”أليغريا” بشفشاون يستكمل عقده
الجمعة 12 غشت 2016 – 16:41:37
اللقاء في حُضن الفَــرَح والانتصار لبريق البهجة، ذلك هو عنوان مهرجان “أليغريا” منذ نسخته الأولى حتى نسخته العاشرة التي استكمل بها العقد، حيث احتضنت أرض شفشاون فنانين وفنانات من مختلف الألوان والضفاف الموسيقية عبرالعالم, مهرجان هذه السنة رسخ من خلال مواده قيم التبادل والثقافة والإبداع بين مختلف الشعوب و والحضارات، ليسافر بنا ، فنانين وجمهورا، إلى حيث الفرح الصعب الذي نبحث عنه جميعا. فنانات وفنانون من المغرب والأندلس ولبنان و امريكا اللاتينية…، حلوا بشفشاون يومي 15 و 16 يوليوز لينشدوا، ليغنوا، ليعزفوا أعذب الألحان، ليمتعوا و يتفاعلوا مع جمهور ذواق، مرهف الإحساس، مقبل على كل جميل. بين ساحة وطاء الحمام التاريخية وقصبتها الصامدة ومسرحها المفتوح… والساحة الكبرى التي استوحت كبريائها من عبق المعمار العربي الإسلامي، كان خط الجذب صعودا ونزولا فمن لا يرتوي من هنا يرتوي من هناك، إنه، كما قال أحد المحبين لشفشاون ومهرجانها، جسر للتمازج بين الأصالة والحداثة وللتلاقح بين حنين الماضي ومتعة الحاضر.
الأصوات النسائية حضرت بقوة فشكلت العقد وجواهره : ماريا خوسي سانتياغو، سميرة القادري، كارمن باريس، نبيلة معان، إستريا مورينتي، لاماري ذي شمباو، كلهن يتمتعن بقوة الغناء و سحر الشخصية، بعضهن تنهلن من الأصول(الملحون، الفلامنكو، المـألوف، الأندلسي…) و أخريات تجربن غمار الجديد(الجاز، البوب، البوليرو…) أو تحلقن بإبداع في أفاق المزج بين القديم والجديد، وكأنهن يلهجن بصوت عال أن الموسيقى لغة الروح غير المقيدة بحدود. واكتمل العقد بحضور فنانين شامخين الأول من لبنان “الموسيقى والفن” أغرم بعشق المغرب هو رامي عياش، والثاني افتتن بسحر غرناطة مهاجرا إليها من شفشاون هو الفنان عبدالحميد أجبار.
الفنان رامي عياش جاء لشفشاون ليسجل صفحة جديدة في كتاب مسيرته الفنية الغنية، وليلتقي بجمهوره المغربي الذي يبادله حبا بحب، وقد كانت حفلته مسك الختام وسارت بذكر صاحبها الركبان، حيث غنى فيها أجمل أغاني ريبيرتواره وأحلاها، فغنى معه الجميع بحماس مسترسل، وكأن لسان الحال كان يقول” كلما رويتنا نستزيد”، فحاز على الفضل الشارب والراوي. الفنان عبدالحميد أجبار حل مرة ثانية في بيته وبين أهله، بعدما شارك في مهرجان المديح والسماع في السنة الفارطة، ليجدد التواصل وصلة الرحم، وليقدم ما عنده من جديد في سياق بحثه المتواصل للمزج فنيا بين الفلامنكو و أنماط مختلفة من الموسيقى العربية وخاصة موسيقى المغرب العربي(المألوف، الملحون، الأندلسي…).
المهرجان تخللته أنشطة فنية نوعية، كلقاء تشكيلي فني بين فنانين من شتى بقاع العالم حول الرسم بالصباغة المائية توج باختيار أحسن اللوحات، أو لقاء الضفتين للشعر-القيتارة الذي حضره شعراء من هنا وهناك وعلى رأسهم الشاعر عبدالكريم الطبال وغابت عنه أسماء أخرى. كما نطمت خلال المهرجان مسابقة للفرق الموسيقية المحلية تمحور موضوعها حول توظيف التراث المحلي في اللحن الموسيقي والأغنية، وذلك تشحيعا للفنانين الشباب على التعاطي للموسيقى بحس فني ورؤيوي. المهرجان عاد هذه السنة إلى موعده الصيفي، ورغم القيل والقال فإنه يعتبر أكبر مهرجان فني ثقافي سنوي في المدينة، وهذا مايطوق منظميه والمساهمين والمدعمين بمسؤولية المحافظة على استمراريته، ثم الرقي بمستوى تنظيمه وتدبيره، والسهر على إشراك مختلف فعاليات المدينة ومبدعيها وكفاءاتها في الاقتراح من أجل الإعداد المبكر والتنفيذ الصارم والتقييم المسؤول لكل نسخة من نسخه، إذ لا تناقض بين الأفق الدولي والجوهر “المحلي” كما هو معروف في كل بقاع الدنيا، ويبقى أكبر رهان بالنسبة ل”اليغريا” هو أن يسترجع يومه الذي انتقص منه ليصبح “ثلاثة أيام كرمز للضيافة في المتخيل الشعبي”، وما ذلك، إن أراد الشركاء والمدعمون الأوفياء -وكالة تنمية عمالات و أقاليم الشمال، مجلس إقليم شفشاون، عمالة الإقليم، الجماعة الحضرية لشفشاون، جهة طنجة تطوان الحسيمة، وزارة الثقافة، المكتب الوطني المغربي للسياحة، القرض الفلاحي والقنوات والمنابر الإعلامية الوطنية والدولية…- بعزيز، فمهرجان”أليغريا” ،كما صرح لنا أحد أعضاء مكتب “مؤسسة شفشاون ثقافة وفن” المنظمة للمهرجان، كالذاكرة استرجع أنفاسه بعد أن كادوا أن يحكموا عليه بالنسيان.