لا تجادلني
فأنا لا أجيد الكلام !
ولا تمعن النظر في عيني
لترى صورتك المقلوبة !!
لغة العيون
تسقط ضحاياها بصمت،
وصمت السقوط
دوي يثير فضول مَنْ بِه صَمَمُ !
هات يدك إذن
لأقيس درجة دفئها
كي أصافحك؛
طقس علاقتنا بارد،
نار مدفونة تحت الرماد
تنتظر هَبَّة ريح تُوَهِّجُها،
لكن كِيرَ الحداد يَأْبى النفخ !
فلا احمرار إذن
تحت طَرْقِِ يُجيد التشكيل؛
مطرقة الحداد تعلن احتجاجها
على نار أضحت بردا وسلاما،
ونار تعلن الإصرار على العصيان؛
وحده الحديد يرقص فرحا
بانتصار الصلابة !
يدي باردة صلبة مثل يدك،
مصافحة عاجزة
عن تشكيل المعنى
مادامت نظرات العيون
بلا خيوط اتصال روحي بيننا !!
فلنرمم مَناسِجَنا
ونُرَقِّص مكوك نسيج بين أيادينا
كي نَحيك سجادة
لا تحتفل فقط يوم العيد؛
ولنَنْسُج لحافا
يغطي أجسادنا العارية !!
فيا صاح
تعرى من ألوانك
والتحق بي تحت اللحاف،
فلا شيء يعيد للنظرة سحرها
غير دفء تصنعه الطبيعة !
عدا ذلك،
فلا تجادلني
لأني اخترت الصمت وسيلة
للنفخ تحت الرماد !!
د. مصطفى الستيتو
مرتيل: 6 يونيو 2022