مَن المسؤول عن الفرَّاشة؟ (Mea-culpa)!
جريدة الشمال – عبد المجيد الإدريسي : …آلية الحق في الولوج إلى المعلومة، و التعرُّف على حقوق الإنسان. فالقانون لا يجب أنْ نُفرغه من روحه و مدلوله بآفة رَأي الهوى ، و بمعزل عن الواقع . هم يفترشون الأرصفة ، و على قارعة طرقات أهمّ شرايين المدينة ، و يمنّون على المشّائين ) بميكرو- ممرّات لاحتلالهم الفضاءات العمومية ، كأنّهم يعْدون النهر . و حتّى جدران مكتبة ” سيرفانطيس ” لم تسلم وهي تئنُّ من مُعلقات لمئات الأحذية المطاطية على شبابيك قاعات المطالعة ، و يا ليتها كانت المعلقات السبع . ساكنة تطوان تنادي و تفكّر بصوت عال ، بحقِّ العقل . فالمواطنون أصبحوا يشكِّكون في الحلول بعدما أضحى الأمر سياسيا ؟ هي حالة نشاز و ” مهزلة ” أجمع عليها سكان الحاضرة التطوانية ، إذ ينسجم ما يشعر به جلّ مواطني المدينة على كثرة ” النقط السوداء ” التي عمَّرَتْ كالفطريات و ملأتْ رحاب شوارعها السوقية . ما مصدر هذه الظاهرة ، و حسبنا حجة لتقرير هذا المصدر .
إنَّ ثمَّة رئيس للجماعة الحضرية المنتخب و الممثل للساكنة ، لهو أجدر في حدود المبادئ أنْ يكون في متناوله حلا لهذه المُعضلة ، التي تتفاقم يوما عن يوم بنظرية ، المؤقت الدائم ؟ المجتمع المدني يمكن أنْ يصل إلى درجة المكابدة ، و قد ضاق به درعا . علاوة عن ” الحالة المزمنة” ، هناك أيضا “مهزلة” تتجلى في فوضى عارمة تتكرَّرُ و تزداد بإجحاف في حق الساكنة الحضرية . فهل منتخبو المجلس البلدي قومٌ مسحورون أمْ سُكِّرَتْ أبصارهم ، لكيْ تنتج الأفكار ؟ حتى أصبح الكلام يخرج عن سياقه .
لكن من باب توخي الموضوعية فهي للجماعة الحضرية ، رسالة إصلاحية و ليستْ سياسية . ومن نافلة القول أيضا ، أوذِيَ سكان شارع المقاومة بما يتحمَّلونه من أضرار متعدِّدَة ناجمة عن تصرفات ” الطكسيات الصفر ” و البوْحُ بألفاظ سائقيها و عن سلوكات تنِمُّ عن الحياء و عن إماطة الأذى ، رغم كلّ العرائض التي تقدم بها الجيران لرفع الضرر عنهم . يُحشرُ الناس ضحى ، و أهل تطوان في محشر من عشوائية الافتراش ، حين يُصبحون و حين يُظهرون و حين يُمسون و عشيا . سعيهم نحو الإصلاح و الحفاظ على كرامة الإنسان و حقوقه ، وهو حجرُ الزاوية ، بأسلوب الحوار و بكيفية تدبير الشأن العام . الرغبة الواضحة في ذلك ، لموضوع أوسع من أنْ يحيطه مقال واحد أوْ أكثر .
أين طبيعة التفكير و طبيعة العمل للدَّعْوة إلى الحلول ؟ فالكلُّ يتأثر و يؤَثر في كيفية ” استراتيجية ” الحلِّ ، في ميدان صراع المصالح . ليس المُراد هنا أنْ نؤرِّخَ لهذه الحالة ” المرضية ” من احتلال الشارع العام ، بلْ كلّ ما نرومه ، إنَّما هو تذكير لمن يهمُّه الأمر . و لا يضيرنا في شيء ، أنْ نقول كلمة صواب عند مسؤول “قاصر” . ألمْ يانِ لمدبري شأن المدينة أنْ يجدوا حلا لهذه الإشكالية ، فقد طال أمدُها . فهل ضعُفتْ الطاقة الفكرية عند استجماع و احتكار عدَّة صفات و مناصب لعدَة سنوات ، حتى يدركه الغرق ؟ ( الدساتير الغربية تمنع تعدُّد المناصب بل حتى منصبين ) . هو خطاب و كلمة حانية تؤلف بين القلوب و تُّذهب الدغائن و الأحقاد ~ و قولوا للناس حسنا ~ صدق الله العظيم .
لنْ تكون ساكنة تطوان سببا في حِرْمان و قطْع أرزاق عباد الله ، و لنْ يبخسوا (سكان تطوان ) الشباب وهم ينضحون بما فيهم منْ حيوية ، آلاء الرزَّاق جلَّ في علاه ، عليهم . فالله يرزقُ ما يشاء بغير حساب ~ صدق الله العظيم ~ .