والحمد لله على ذلك..
الخميس 15 دجتبر 2016 – 12:00:30
جدّدت لقائي الروحي بمدينة شفشاون بمناسبة دعوة للمشاركة في تقديم كتاب الأستاذ محمد ابن يعقوب ‹‹شفشاون: ظواهر وعادات من معالم التراث اللامادي››.
أجريت مصاحبة قرائية لهذا الكتاب وتوقفت عند عتبته الأولى التي كتبها محمد السفياني رئيس المجلس البلدي لشفشاون؛ وهي عتبة تنم عن متابعة ذكية لعمل المؤلف بصفة عامة وتقدم مضمون كتابه الجديد بإيجاز بليغ، وتقومه إجمالا بالتأكيد على نقطتين رئيستين؛ أولهما أهمية التوثيق المحترف لظواهر التراث الشفشاوني، وثانيهما توظيف ذلك كله في خدمة مدينة ذات عمق حضاري أندلسي..
وأما العتبة الثانية فقد دبجها المؤلف لتبيين أولوية الرصد المركز لظواهر تراثية شفشاونية مؤصلة وممتدة..ثم تقديم المدينة باعتبارها فضاء طبيعيا وكيانا فنيا وتربويا..ومجالا اجتماعيا..ومجمعا صوفيا بمتعلقاته..مع تأكيده على الوظيفة التخليقية للتراث اللامادي (التراث الصوفي أساسا).
أنجز الأستاذ ابن يعقوب عمله المتسم بثلاثة مرتكزات: مرتكز بحثي يستقرئ ويستقصي المصادر والمضان ومراجع أساطين الأدب المغربي والأطاريح والوثائق الخاصة والعامة، فضلا عما قام به من مقابلات ومشافهات.. ومرتكز منهجي قوامه بلاغة الإخبار القائمة عنده على ضوابط زمنية ومكانية وشخصية وموضوعاتية، كما يعزز ذلك باستدعاء الشاهد المناسب لمقام الكلام.. ومرتكز ثقافي تداولي كثيف ومتنوع بحمولاته التاريخية والجغرافية والدينية..
كتاب الأستاذ ابن يعقوب يحفل بمشاريع بحثية تفصل القول وتدققه بل تحققه في أنساق المراس الأدبي الشعبي لمدينة شفشاون وناحيتها التي تعتبر دعامة خلفية لكل ما شهدته المدينة الراشدية على امتداد زمني يناهز ستة قرون ونصف.
وبما أن تقديمي لهذا الكتاب تَزامَنَ مع سِيـاق الاستعداد للفرح برسول الله صلى الله عليه وسلم، فإني أختار من هذا الكتاب أبياتا من مولدية كتبها الشاعر محمد بن يعقوب في منتصف سبعينيات القرن الماضي:
أحيي مولد الهادي | تحية طائــر شـــادي |
بأنغام يموج لها | صدى بجانب الوادي |
أرددها بأشواق | مغلغلـــة بأعماقـــي |
وأكْرَعَ رَوْحَهَا كأسا |
يَتوقُ بريحها الساقي |
أحيي مولدا طلعت |
بشائر نوره وسعت |
فعم ثناه كل سما |
وكل مدى به سطعت |
ألا ياخير من بعثا |
بديــن بيننــا لبـــثا |
مظلا أرضنا وبه |
حمانا المجد قد ورثا |
اللّهُمّ صلِّ على سيّدنا محمّد .. الذي مَلأتَ قلبه بجَلالكَ وعينه من جَمالك، فأصبح فرحًا مؤيداً منصورًا وعلى آله وصحبهِ وسلّم، والحمد لله على ذلك.