شيئا فشيئا، بدأ الاحتفال بذكرى المسيرة الخضراء يأخذ اهتماما بالغ الأهمية، لأنها ذكرى غالية تتعلق بترسيخ مغربية الصحراء، بداية من زمن مبدعها المغفور له الملك الراحل الحسن الثاني.. هذه الصحراء الموجودة في تربة وعمق ووجدان مغربها الذي لايمكن أن يتنازل عنها، ملكا وحكومة وشعبا، خاصة أن خصومنا المغرربهم وأعداءنا “المزفتة” قلوبهم مافتئوا يعبئون الغالي والنفيس من أجل خلق الفتنة والبلبلة والتشويش ووضع عرقلة أوحجرعثرة في طريق مغرب يتحرك ويتقدم بخطوات حثيثة، نحومكاسب النجاح، سياسيا ودبلوماسيا واقتصاديا وتنمويا وبالتالي اعتباره شريكا موثوقا فيه وحليفا استراتيجيا لدول عظمى، الأمرالذي جعله في وضع يحسد عليه، خاصة من قبل جارة السوء التي ينطبق عليها المثل القائل:”عين الحسود فيها عود..”
الاهتمام الكبيربهذه الذكرى الغالية يمكن ملامسته بمضامين خطابات جلالة الملك بهذه المناسبة، خلال السنوات الأخيرة والتي لم تعد مجرد حدث سياسي عابر، بل باتت مناسبة لتأكيد الدفاع عن وحدتنا الترابية، بما في ذلك العمل التنموي الذي يراهن عليه جلالته لبناء الأرض وتكريم المواطن المغربي، خاصة بهذه الأرض العزيزة، مثمنا منجزات النموذج التنموي الخاص بالأقاليم الجنوبية والذي تم توقيعه، تحت الرئاسة الفعلية لجلالته، منذ حوالي سبع سنوات وست سنوات على التوالي بكل من مدينة العيون والداخلة بالصحراء المغربية التي شكلت، عبرالتاريخ، صلة وصل إنسانية وروحية وحضارية واقتصادية، بين المغرب وعمقه الأفريقي، حيث أشارجلالته في خطابه، يوم الأحد 6 نونبرالجاري بمناسبة تخليد الذكرى السابعة والأربعين للمسيرة الخضراء إلى”إننا نسعى من خلال العمل التنموي الذي نقوم به إلى ترسيخ هذا الدورالتاريخي وجعله أكثر انفتاحا على المستقبل وهوتوجه يقول الخطاب “ينسجم مع طبيعة العلاقات المتميزة التي تجمع المغرب بدول قارتنا الأفريقية والتي نحرص على تعزيزها، بما يخدم المصالح المشتركة لشعوبنا الشقيقة”..
ومن جهة أخرى ولتبيان القيمة التي أصبح عليها الاحتفال بذكرى المسيرة الخضراء، احتضنت مدينة طنجة يوم الأحد 6 نونبرالجاري بملعب ابن بطوطة الدولي أكبرحفل وطني خاص بالأطفال بالمغرب.والهدف العام من هذه التظاهرة الفريدة من نوعها هوترسيخ مبادئ الوطنية وحب الوطن والتعريف بالقضية الوطنية أكثروالتأكيد على المبادرة الملكية المغربية في الحكم الذاتي للصحراء المغربية، هذا المشروع الذي تدعمه اليوم عدة دول من داخل القارة الإفريقية وكذلك من دول عربية وأوروبية وأمريكية، صديقة للمغرب، يشيرسعيد بيبو، منظم الحفل، بشراكة مع الشركة الوطنية لإعداد وتدبيرالملاعب الوطنية “صونرجيس” وبدعم من وزارة الداخلية ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ووزارة الثقافة والتواصل والشباب.. هذا الحفل الذي حج إليه أزيد من ما مجموعه 35 ألف طفل من مختلف المؤسسات التعليمية العمومية والخصوصية، كانوا يرددون بشكل جماعي:”المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها”، مع تغطية إعلامية، وطنية ودولية، لحدث كان له صداه الكبيربالمدينة في ذلك الأسبوع..
ـ عاشت ذكرى المسيرة الخضراء وكل سنة وهي بألف خير.
محمد إمغران