بعدما حسم تأهله للدور الحاسم من تصفيات كأس العالم بقطر في الجولة الرابعة، واصل المنتخب الوطني عروضه القوية على مستوى النتائج وجدد الفوز على المنتخب الغيني الكوناكري بثلاثية نظيفة، محققا بذلك العلامة الكاملة ومتصدرا المجموعة التاسعة ب18 نقطة، وهو إنجاز غير مسبوق في تاريخ الكرة المغربية وتحقق لأول مرة.
المنتخب الوطني واجه نظيره الغيني بتشكيلة مغايرة عن التشكيلة التي دخل بها مواجهة السودان، والعائدة بالإساس إلى مجموعة من الإكراهات، أبرزها إبعاد القائد غانم سايس لكي لا يأخذ بطاقة صفراء ثانية تحرمه من المشاركة في الدور الفاصل الذي سيقام شهر مارس القادم، حيث من المرتقب مواجهة إما منتخب مالي أو الكاميرون أو الكونغو الديمقراطية بالإضافة إلى مصر، التي ستسعى لرد دين تصفيات مونديال 86 بالمكسيك.
المواجهة لم تخرج عن نطاق غيرها، وظلت العناصر الوطنية ترتكب أخطاءا على مستوى التمرير، بالإضافة إلى التسرع وغياب التركيز، والتباعد الواضح بين الخطوط، الراجع بالأساس إلى تغيير التشكيلة في كل مباراة، كما أن أسود الأطلس عانت بشكل كبير على مستوى البناءات الهجومية، ولم تجد المساحات في العمق الدفاعي الغيني، والتي لايمكن تطبيقها إلا من خلال الإختراقات القوية من الظهيرين، والتوغلات البينية، الشيء الذي كان يجعل من الهجمات المغربية تجهض منذ البداية، باستثناء الأهداف الثلاثة والتي جاءت بلمسات فردية لسفيان مايي وأيوب الكعبي.
وعلى الرغم من إقدام البوسني على تغييرين بإدخال كل ادم ماسينا وفيصل فجر مكان سفيان كرواني وعمران لوزا، إلا أن الحالة بقيت كما هي ولم تتغير، مما يظهر بشكل واضح الإختلالات البنيوية التي يعاني منها المنتخب الوطني، والتي لايسعنا المجال كثيرا لتصحيحها لكون كأس افريقيا على الأبواب ونحن نعلم أن أم المنافسات الإفريقية تخضع لمنطق مغاير عن التصفيات.
باختصار كلما فازت الأسود مع خاليلوزيتش، تأكدنا بالملموس أن المنتخب الوطني ذاهب إلى فقدان التركة القوية التي تركها التعلب الفرنسي هرفي رونار، وأننا نخطو بثبات إلى الوراء على أمل أن تكون للأيام الكلمة العكس.