مخطط ملكي للتنمية المجالية لإقليم الحسيمة : الحُسيمة منارة المتوسط
وقد تابع جلالته إشرافه على الإقلاع الحقيقي للمخطط الملكي بشأن “طنجة الكبرى” بأن تفضل، الجمعة الماضية، بالإشراف على تدشين مشروع تأهيل مغارة هرقل وعلى إعطاء انطلاقة أشغال
إنجاز خزانة وسائطية بحي الزياتن بمقاطعة طنجة – المدينة، ومركز ثقافي بمقاطعة بني مكادة، وهي مشاريع رصدت لها استثمارات بقيمة 80,5 مليون درهم.
مغارة هرقل
ويأتي مشروع تأهيل مغارة هرقل (10 ملايين درهم)، بعد الفساد الذي لحقها بسبب جهل المسؤولين المحليين وعجزهم عن إدراك أهمية المغارة وإمكانية استغلالها ثقافيا وسياحيا كمعلمة من المعالم المغربية الكبرى، حيث تحولت المغارة ومحيطها إلى “مدينة عشوائية” متخلفة، لقصر نظر الجماعة القروية وإهمال السلطة الوصية، وأصبحت ملاذا للمغامرين والمتاجرين “في كل شيء
إلى أن أدركتها عناية جلالة الملك….
ويتضمن مشروع تأهيل مغارة هرقل، تدعيم جدران المغارة، وإعادة تهيئة الفضاءات الخارجية، وبناء محلات تجارية، ومقاه ومطاعم، وتحديث شبكة الإنارة، بهدف حماية وتثمين هذا الموقع الطبيعي المصنف كتراث تاريخي وتعزيز جاذبيته كفضاء للترفيه، إلى جانب تشجيع السياحة الطبيعية بالجهة والنهوض بها.
وبحي الزياتن أطلق جلالة الملك مشروع بناء الخزانة الوسائطية،(48 مليون درهم) التي تعكس رغبة جلالة الملك في تسهيل الولوج للثقافة، بهذا الحي الكبير، الذي يوجد قرب النواة الجامعية للمدينة.
وسينجز هذا المشروع على مساحة 3340 متار مربعا، ويتضمن، مدرجا بــ 250 مقعدا، ومكتبة، وفضاءات للمطالعة للكبار والشباب والأطفال، وقاعة مخصصة لأشغال المجموعات، وفضاءات للأشخاص المكفوفين والصم، وللعروض والوسائط المتعددة، فضلا عن حديقة أندلسية.
أما المركز الثقافي بحي بني مكادة، (22,5 مليون درهم) فسيمكن السكان وخاصة الشباب الذين سيوفر لهم هذا المركز، مؤسسة مواتية لإظهار مواهبهم ومؤهلاتهم في مختلف مجالات الإبداع الثقافي والفني.
وسيشتمل هذا المشروع الذي سيقام على مساحة 1430 مترا مربعا، على قاعة للندوات، ورواق للعروض، وقاعة متعددة الوسائط، ومسرح يتسع لـ 300 مقعد، وقاعة للتمرين، وثلاث قاعات للموسيقى، وورشات للرسم والصباغة، والنحت والمسرح، وعلى مكتبة.
الحسيمة منارة المتوسط
وانتقل جلالة الملك، خلال اليوم الموالي إلى مدينة تطوان، حيث ترأس جلالته حفل إطلاق برنامج التنمية المجالية لإقليم الحسيمة (2015- 2019)، والذي أطلق عليه اسم “الحسيمة، منارة المتوسط”.
وفي بداية هذا الحفل، ألقى رئيس مجلس جهة طنجة- تطوان- الحسيمة ، إلياس العماري، بين يدي جلالة الملك، كلمة استعرض فيها الخطوط العريضة لهذا البرنامج، الذي هو مبادرة كريمة من مبادرات جلالة الملك الهادفة إلى إعداد المغرب للمرحلة المقبلة، مرحلة الجهوية الداعمة للتنمية المستدامة وذكر العماري بأن هذا البرنامج تم إعداده تنفيذا للتوجيهات السامية المتضمنة في الخطاب الذي ألقاه جلالة الملك عقب الزلزال الذي ضرب هذه المنطقة من شمال المملكة في 24 فبراير 2004.
وأوضح أن هذا البرنامج يروم تنمية الوسطين الحضري والقروي للإقليم، وكذا تعزيز المكتسبات والإنجازات المحققة منذ الخطاب الملكي التاريخي ل 25 مارس 2004 بالحسيمة، مستدلا في هذا الصدد بإنجاز المراكز الاستشفائية المتخصصة، وبناء مطار الشريف الإدريسي، وتهيئة منطقة صناعية، وإنجاز عدد من المشاريع الاجتماعية، الموجهة بالأساس للشباب والفئات الهشة.
وأكد رئيس الجهة، الالتزام الكامل لجهة طنجة- تطوان- الحسيمة بتفعيل الرؤية المستنيرة لجلالة الملك المتعلقة بالجهوية المتقدمة، والتي تروم تقليص الفوارق الترابية، وتكريس اللامركزية وقيم التضامن.
من جهته، أوضح والي جهة طنجة- تطوان- الحسيمة ، محمد يعقوبي، أن هذا البرنامج الهام، الذي رصدت له استثمارات بقيمة 6 ملايير و 515 مليون درهم يطمح لمصاحبة النمو الحضري والديموغرافي الذي يشهده الإقليم، وتعزيز موقعه الاقتصادي، وتحسين إطار عيش سكانه، وحماية بيئته.
وأكد والي الجهة أن هذا البرنامج الممتد على خمس سنوات يقوم على مقاربة تشاركية، ينخرط فيها مختلف الفاعلين بالإقليم وأنه يقوم على خمسة محاور أساسية، هي التأهيل الترابي ، والنهوض بالمجال الاجتماعي، وحماية البيئة وتدبير المخاطر، وتقوية البنيات التحتية، وتأهيل المجال الديني.
ففي الشق المتعلق بالتأهيل الترابي ، يستهدف هذا البرنامج المناطق القروية (فك العزلة عن العالم القروي وغرس 8700 هكتار بالأشجار المثمرة وتثمين المنتوجات المحلية)، والحسيمة الكبرى (تهيئة مداخل المدينة والمحاور الطرقية الرئيسية بها والفضاءات العمومية والفضاءات الخضراء) والساحل (بناء مارينا وتهيئة فضاءات ومناظر جميلة)، مع الإشارة لوجود برنامج تكميلي للتأهيل الحضري يهم جماعات الحسيمة وأجدير وامزورن وبني بوعياش وتارجيست والمراكز الناشئة.
وبخصوص المجال الاجتماعي، يهم برنامج التنمية المجالية لإقليم الحسيمة، بناء مستشفى إقليمي ومركز لتصفية الدم وتجهيز المركز الجهوي للأنكولوجيا، وبناء وتجهيز خمسة مراكز صحية للقرب، وتأهيل وتجهيز البنيات الاستشفائية الموجودة، كما يهم بناء مؤسسات تعليمية ، وبناء ملعب كبير لكرة القدم، وإحداث مسبح أولمبي، وقاعة مغطاة بمعايير دولية، وتشييد قاعتين مغطاتين بجماعتي أجدير وإساكن، وتهيئة ملاعب رياضية لفرق الهواة، إلى جانب بناء مسرح ومعهد للموسيقى ودار للثقافة.
وفي ما يتعلق بحماية البيئة وتدبير المخاطر ، يتضمن البرنامج محاربة انجراف التربة والوقاية من الفيضانات، وتأهيل المطارح العمومية بالإقليم، وإحداث متحف إيكولوجي، ومختبر للأبحاث البحرية، وإحداث حزام أخضر، وتثمين المنتزه الوطني للحسيمة.
أما بخصوص محور تعزيز البنيات التحتية، فإن البرنامج يتضمن خصوصا، توسيع وتهيئة الطرق المصنفة، وإحداث محطة لتحلية مياه البحر، وتزويد الجماعات والدواوير التابعة لإقليم الحسيمة انطلاقا من سدود أسفلو وبوهودة وبوعاصم، وتحديث وتوسيع شبكة الماء الشروب والكهرباء على مستوى مدن الحسيمة وأجدير وإمزورن وبني بوعياش وتارجيست.
ويروم برنامج التنمية المجالية لإقليم الحسيمة، على المستوى الرعاية الدينية، بناء مركب إداري وثقافي تابع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ومسجد، ومدرسة للتعليم العتيق، إلى جانب إعادة تأهيل ثلاثة مساجد.
وبهذه المناسبة، ترأس جلالة الملك، مراسم التوقيع على اتفاقية شراكة تتعلق ببرنامج التنمية المجالية لإقليم الحسيمة (2015- 2019)، من طرف كل من وزير الداخلية محمد حصاد، ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، ووزير الاقتصاد والمالية محمد بوسعيد، ووزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش، ووزير التربية الوطنية والتكوين المهني رشيد بلمختار، ووزير الصحة الحسين الوردي، ووزير السياحة لحسن حداد، ووزير الشباب والرياضة لحسن السكوري، والوزير المنتدب لدى وزير النقل والتجهيز واللوجستيك المكلف بالنقل محمد نجيب بوليف، والوزيرة المنتدبة لدى وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة المكلفة بالبيئة السيدة حكيمة الحيطي، والوزيرة المنتدبة لدى وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة السيدة شرفات أفيلال. كما وقع هذه الاتفاقية كل من الكاتبة العامة لوزارة السكنى وسياسة المدينة السيدة فاطمة شهاب، والكاتب العام لوزارة الثقافة محمد لطفي المريني، والمندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر عبد العظيم الحافي، ووالي جهة طنجة- تطوان- الحسيمة محمد اليعقوبي، ورئيس مجلس جهة طنجة- تطوان الحسيمة إلياس العماري، ومدير المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب علي الفاسي الفهري، ومدير مكتب التكوين المهني إنعاش الشغل العربي بنشيخ، والمدير العام لوكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال منير البويسفي، ورئيس المجلي الإقليمي للحسيمة إسماعيل الرايس.
وهكذا تكون جميع الأطراف المتدخلة في المخطط الملكي لتأهيل مدينة الحسيمة قد التزمت، أمام جلالة الملك، بتنفيذ مخطط، “الحسيمة منارة المتوسط”، كل في نطاق اختصاصاته، هذا المخطط الهام الذي لولا عناية جلالة الملك ومبادراته النيرة، لما كتب له الوجود !….
وفي تطوان دائما، استقبل جلالة الملك رؤساء الجهات الإثنتي عشرة كما استقبل ولاة هذه الجهات ، وذلك في إطار تفعيل الجهوية المتقدمة التي كرسها الدستور كخيار ديمقراطي لتدبير الشأن العام الجهوي، حسب ما ورد في بلاغ للديوان الملكي بالمناسبة.