حلم شعوب المغرب الكبير تعرض لخيانة الجزائر بوتفليقة “يهنئ” قادة الاتحاد على تخريبه للاتحاد
جريدة الشمــال – عزيز كنوني ( اتحاد المغرب العربي )
الثــلاثاء 01 مــارس 2018 – 14:48:07
ففي مدينة طنجة، وبقصر مرشان التاريخي، التأم شمل حركات التحرير المغاربية، حزب الاستقلال والحزب الدستوري التونسي وجبهة التحرير الوطني الجزائرية ، حيث تأكد توجه المنطقة إلى الاتحاد استجابة لمطامع شعوبها ووفاء للروابط “الأسرية” والوطنية واللغوية والدينية التي تجمع المغاربيين وللتضحيات المشتركة من أجل الحرية والاستقلال.
الفكرة انتقلت في ما بعد إلى قيادات البلدان المغاربية، حيث تم التمهيد لها عبر اجتماعات أقيمت بالبلدان المعنية صدرت عنها بيانات كلها تسير في اتجاه تحقيق الحلم المغاربي بتحقيق الاتحاد المغاربي لينتهي القادة المغاربيين الخمسة، خلال قمة مراكش التاريخية إلى الإعلان عن تأسيس اتحاد المغرب العربي في 17 فبراير سنة 1989. لتنشط حركة اللقاءات المغاربية على مستوى القادة، في الجزائر وتونس ونواقشوط.
وجاء في بيان قمة مراكش التي كرست إنشاء اتحاد المغرب العربي أن قادة المغرب وتونس والجزائر وليبيا وموريتانيا، إيمانا منهم بما يجمع شعوب المغرب العربي من أواصر متينة قوامها الاشتراك في التاريخ والدين واللغة.
واستجابة لما لهذه الشعوب وقادتها من تطلع عميق ثابت إلى إقامة اتحاد بينها يعزز ما يربطها من علاقات ويتيح لها السبل الملائمة لتسير تدريجيا نحو تحقيق اندماج أشمل فيما بينها.
ووعيا منهم بما سيترتب على هذا الاندماج من آثار تتيح لاتحاد المغرب العربي أن يكتسب وزنا نوعيا يسمح له بالمساهمة الفعالة في التوازن العالمي وتثبيت العلاقات السلمية داخل المجتمع الدولي واستتباب الأمن والاستقرار في العالم.
وإدراكا منهم أن إقامة اتحاد المغرب العربي تتطلب تحقيق إنجازات ملموسة ووضع قواعد مشتركة تجسم التضامن الفعلي بين أقطاره وتؤمن تنميتها الاقتصادية والاجتماعية.
وتعبيرا عن عزمهم الصادق على العمل من أجل أن يكون اتحاد المغرب العربي سبيلا لبناء الوحدة العربية الشاملة ومنطلقا نحو اتحاد أوسع يشمل دولا أخرى عربية وإفريقية.
اتفقوا على إنشاء اتحاد المغرب العربي بهدف تمتين أواصر الأخوة التي تربط الدول الأعضاء وشعوبها والمساهمة في صيانة السلام القائم على العدل والإنصاف والدفاع عن حقوقها والعمل تدريجيا على تحقيق حرية تنقل الأشخاص والخدمات والسلع ورؤوس الأموال بينها، ووضع سياسة مشتركة تهدف إلى تحقيق الوفاق بين الدول الأعضاء وإقامة تعاون دبلوماسي وثيق بينها يقوم – على أساس الحوار وتحقيق التنمية الصناعية و الزراعية والتجارية والاجتماعية للدول الأعضاء – واتخاذ ما يلزم اتخاذه من وسائل لهذه الغاية، خصوصا بإنشاء مشروعات مشتركة وإعداد برامج عامة ونوعية في هذا الصدد. وإقامة تعاون يرمي إلى تنمية التعليم على كافة مستوياته وإلى الحفاظ على القيم – الروحية والخلقية المستمدة من تعاليم الإسلام السمحة وصيانة الهوية القومية العربية واتخاذ ما يلزم اتخاذه من وسائل لبلوغ هذه الأهداف.
وقد تم وضع آليات مشتركة لتحقيق أهداف الاتحاد عبر مجلس رئاسة يتألف من رؤساء الدول الأعضاء، وهو أعلى جهاز فيه تكون له وحده سلطة اتخاذ القرار، وتصدر قراراته بإجماع أعضائه و مجلس لوزراء الخارجية يحضر دورات مجلس الرئاسة وينظر فيما تعرضه عليه وأربع لجان متخصصة وهي : لجنة الأمن الغذائي ولجنة الاقتصاد والمالية ولجنة البنية الأساسية ولجنة الموارد البشرية ولجنة المتابعة و مجلس شورى يتألف من ثلاثين عضوا عن كل دولة يقع اختيارهم من قبل الهيئات النيابية للدول الأعضاء أو وفقا للنظم الداخلية لكل دولة، وأمانة عامة، وهيئة قضائية، وغيرها.
وفي ميدان الدفاع نصت معاهدة مراكش على صيانة استقلال كل دولة من الدول الأعضاء واعتبرت أن كل اعتداء تتعرض له دولة من اتحاد المغرب العربي يعتبر اعتداء على باقي الدول الأعضاء.
كما أن مادة أساسية من مواد الميثاق المغاربي تنص على وجوب امتناع كل دولة عضو في الاتحاد عن احتضان أي نشاط أو تنظيم يمس أمن أو حرمة تراب دولة أخرى من دول الاتحاد أو بنظامها السياسي.
فعلى من يضحك “الوجدي” عبد العزيز بوتفليقة حين وجه رسائل “تهنئة” إلى جلالة الملك محمد السادس و إلى كافة رؤساء دول المنطقة المغاربية، بمناسبة الذكرى 29 للإعلان عن ميلاد اتحاد المغرب العربي، وهو الذي تجند وجند كل موارد بلده البشرية والإدارية والعسكرية والمالية لمعاداة المغرب والتآمر على وحدة ترابه ، حين احتضن وطنيا ودوليا شرذمة من “المتمردين” المأجورين يحاول أن يجعل منهم شعبا بعد أن اقتطع من خريطة بلاده أرضا جعلها قاعدة لـ”جمهورية” وهمية منحها الأسبقية في سياسة بلاده الخارجية وجعل منها “قضية” الجزائر الأولى ضدا على المغرب الذي سانده وبلاده بالرجال والمال والعتاد، طيلة سنوات حرب التحرير ووقف بجانب الجزائر في كل محفل من المحافل الدولية…..
وإلا، فكيف يريدنا بوتفليقة والطغمة العسكرية التي تملي عليه إرادتها، أن نصدق ادعاءهما بأن الجزائر تعتبر اتحاد المغرب العربي “خيارا استراتيجيا ومطلبا شعبيا”، وتعلن “تمسكها الثابت” بمؤسسات الاتحاد وهياكله “بما يمكن دولنا من الذود عن مصالحها المشتركة ومواجهة التحديات المتنامية”. وأنه “لابد من رؤية واضحة واستراتيجسة “موحدة” في عدة مجالات مثل التكامل الاقتصادي في شتى القطاعات”!!!!!…..
بعيدا عن هذه “الترهات” لا يختلف اثنان اليوم في أن اتحاد المغرب العربي الذي كرسه دستور المغرب الجديد حين اعتبر أنه “خيار استراتيجي” تماما كما اعتبرته تونس في دستورها الجديد ، هذا الاتحاد خفث اليوم بريقه بعد أن تعرض حلم شعوب المغارب إلى الخيانة من طرف الجزائر، والجزائر وحدها، التي تحدت ميثاق الاتحاد وخرجت عن وحدة الصف المغاربي ونقضت جميع التزامات الدول الأعضاء التي أقرتها معاهدة مراكش التي أفقدها تصرف الجزائر الأرعن الأهوج ، بريق تلك الشعلة التي حملتها أجيال النضال من أجل الاستقلال وخلفتها عنهم أجيال الاستقلال لتظل الوحدة المغاربية حلم شعوب تؤمن بالوحدة والاتحاد والتضامن والوفاء.