تعتبر مدينة تطوان العتيقة من أعرق المدن التاريخية وأجملها، فهي مدينة تعكس تراثا تطور خلال خمسة قرون منذ تأسيسها[1]. ظهر اهتمام الباحثين الأكاديميين بتاريخ مدينة تطوان منذ الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي. كما تشير إلى ذلك اقتباسات بعض المؤرخين المتميزين كالدكتور إنريكي غوثالبيث بوسطو والدكتور جان لوي مياج. ونظرا لأهمية هذه المدينة التاريخية والثقافية صنفتها منظمة اليونسكو تراثا عالميا منذشهر نوفمبر 1997[2]. إلا أن التراث الثقافي والمعماري لمدينة تطوان العتيقة أصبح مهددا بالاندثار، فأصبحت مسألة ترميم أزقتها وساحاتها ومآثرها التاريخية قضية مستعجلة[3]. يتعلق الأمر كذلك بتدبير هذه المدينة التاريخية بطريقة محكمة حفاظا على هذا الإرث العالمي قصد استغلاله سياحيا واقتصاديا، وكذلك حفاظا عليه للأجيال المقبلة، وهذا يطرح مشاكل معقدة ومتعددة سوف نناقش بعضها في هذه المقالة[4].
سوف أكتفي بالإشارة إلى ما يجعل مدينة تطوان العتيقة مدينة تاريخية مميزة وأصيلة، تنفرد بما لا يوجد في غيرها.
أولا، مدينة تطوان مدينة أندلسية أسسها أبو الحسن علي المنظري في نهاية القرن الخامس عشر، فنشأت مدينة متحصنة، دون احتساب مرحلة القرية في بدايتها.[5]تتميز هذه المدينة بموقعها الاستراتيجي، فتحد بجل درسة وغرغيز، كما أن إطلالتها على الساحل الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط عبر شاطئ مرتيل جعلتها من النقط المهمة في المنطقة عبر مختلف الأزمنة. تتوفر تطوان على نهر يمتد إلى ساحل مرتيل المتوسطي، فهي مدينة بنيت على سلسلة جبال الريف، ولا تبتعد إلا بعشرة كيلومترات عن سهل بني معدان وشاطئ أزلا[6].
ثانيا، إن الطابع الأندلسي لمدينة تطوان ما زال حيا وواضحا في جميع ملامحها المعمارية والاجتماعية والثقافية. إنها مدينة أندلسية حية[7] استمر تطورها التاريخي والمعماري في أرض شمال المغرب بعد انهيار الكيان السياسي للدولة النصرية في الأندلس[8].
ثالثا، تعتبر المآثر التاريخية بمدينة تطوان من أهم مميزات تراثها الثقافي، وتنقسم إلى عدة أصناف كالأزقة والأسوار والأبراج والأبواب والساحات الخاصة التي تم بناؤها تدريجيا عبر القرون الخمس الأخيرة مع تطور عمرانها[9]. هذا ما يفسر انفراد المنازل الخاصة التطوانية وتنوعها واختلافها عن بعضها، من حيث المواد المستعملة في البناء، وكذلك التقنيات التقليدية، علاوة على ملامحها الفنية والفنون التقليدية، المستعملة لتزيينها من الداخل وتنوع أنماط بناياتها.[10]
رابعا، ربما تتميز مدينة تطوان برجالها وبمجتمعها خصوصا على الساحة الثقافية والفنية. تكون المجتمع التطواني من عناصر متعددة كالعنصر الأندلسي والريفي والجبلي والفاسي والجزائري والإفريقي، اندمجت كلها لتجعله مجتمعا غنيا بتعدد العناصر الإثنية والثقافية التي تكون منها[11]. إن كتاب ” عائلات تطوان ” للأستاذ محمد داود[12] لا يعكس الأصول المتعددة للمجموعات المكونة للمجتمع التطواني.
خامسا، لقد قام اقتصاد تطوان منذ البداية على التجارة البرية والبحرية،وهو ما يفسر تطور حي الخرازين الخاص بالصناعة التقليدية.[13]
سادسا، ومن الناحية الثقافية والروحية برزت تطوان بمفكريها وفقهائها وعلمائها من القرن السابع عشر إلى نهاية القرن العشرين. هذا ما يفسر كثرة مساجدها وزواياها ومدارسها وكذلك كثرة المكتبات الخاصة فيها. برز علماؤها ومفكروها بتأليفهم في مجالات متعددة نذكر منها التاريخ والموسيقى والتصوف وعلوم أخرى.[14] إن الظروف التاريخية التي عرفتها تطوان جمعت بين الأزمات وظروف الصعود والازدهار. تسببت الهجرة الأندلسية في تأسيس المدينة التاريخية. ثم هناك حرب تطوان سنة 1860 التي شكلت ضربة قاسية لتطور المدينة، وأخيرا هناك اختيار تطوان عاصمة للحماية الإسبانية في شمال المغرب والصحراء من 1912 إلى 1956، وهي مرحلة عرفت تأسيس الإنسانتشي أو المدينة الإسبانية بصفتها عاصمة للحماية الإسبانية في المغرب. وكانت مرحلة الازدهار الثقافي بالنسبة للثقافة العربية الإسلامية لمدينة تطوان العتيقة لتميز مثقفيها. وعرف التطور العمراني والمعماري والفني لمدينة تطوان العتيقة أوجه خلال هذه الحقبة التاريخية.
إن تدبير مدينة تطوان العتيقة والحفاظ على تراثها الثقافي والمعماري عملية صعبة لأن ظروف أغلبية المواطنين القاطنين بها صعبة، وبالتالي إن المشاكل المطروحة متعددة الأبعاد. فمنها ما يخص الجانب الاقتصادي، فالشغل غير متوفر بكثرة، خصوصا بالنسبة لشريحة الشباب المتضررة بالدرجة الأولى. ويعاني المواطنون في المدينة العتيقة من انعدام ظروف أو وسائل العلاج وعواقب انتشار بيع المخدرات واستهلاكها. إن الاستثمارات قليلة في المدينة العتيقة مقارنة بغيرها من الأحياء كحي الإنسانشي الإسباني والأحياء الفخمة الحديثة في حي الولاية أو شارع الجيش الملكي.
ويعود نفور المستثمرين من المدينة العتيقة إلى عدم تشجيعهم على ذلك،لأن العراقيل الإدارية كثيرة لا تشجع على الاستثمارات، وهذا عادي في غياب تخطيط لتنمية السياحة في المدينة العتيقة.
قبل اعتبار التنمية السياحية يجب ترميم مآثر المدينة التاريخية. إن وتيرة انهيار المنازل العتيقة أسرع من وتيرة التدخل لإنقاذها. وإن كانت ضمانة متانة البنايات من بين الأولويات، فإن الحفاظ على التراث الثقافي والمعماري مجال فشلت الدولة في تفعيله رغم استهلاكه ضمن الخطاب الرسمي. بعبارة أخرى، مما لا شك فيه أن المسؤولين الذين يتخذون القرارات يرغبون في إنجاح المشروع الملكي لإنقاذ المدينة العتيقة لأنه أكبر مشروع لترميمها، ويتوفر على ميزانية ضخمة كافية لإنجاز المشروع، كما أن الجمعيات الممثلة للمجتمع المدني، وعلى رأسها جمعية تطاون أسمير، تعمل ما في جهدها للتعاون مع السلطات المحلية لإنجاح المشروع. إلا أن النتيجة النهائية لا ترضي أحدا رغم نجاح عدد من المشاريع، وذلك لأن بعض المشاريع الهامة لم تنطلق أعمالها بعد، وهناك مشاريع أخرى انطلقت أعمالها، ولكن نجاحها غير ممكن بسبب العراقيل الإدارية. يبدو أن الحاجز الأول الذي يجب التغلب عليه هو مراجعة بعض القرارات التي اتخذت، وكذلك تنفيذ ما جرى الاتفاق عليه بطريقة احترافية.
تم تحديد أهداف المشروع الملكي الأخير في النص التالي:
“يروم البرنامج الممتد على خمس سنوات (2019 -2023) ترميم البنايات الآيلة للسقوط ومعالجة البنايات الخرب،وبناء المرائب، وترميم المعالم التاريخية،وتقوية الجاذبية السياحية والاقتصادية للمدينة،وإحداث خدمات القرب.
ويندرج البرنامج التكميلي لتطوان في برنامج شامل تطلب استثمارات بقيمة 2,35 مليار درهم لتأهيل المدن العتيقة بالصويرة ومكناس وسلا،إلى جانب تطوان.
وسيمكن البرنامج المتعلق بتطوان، التكميلي لعدد من المشاريع السابقة، من إحداث مناصب الشغل في صفوف الشباب،وتحقيق التنمية الاقتصادية والسياحية والثقافية للمدينة العتيقة لتطوان، المصنفة قبل أزيد من 20 سنة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو.
وسيرتكز المشروع على ثلاثة محاور.يتعلق الأول بتأهيل المجال العمراني بغلاف مالي قدره 193 مليون درهم،ويهم ترميم البنايات الآيلة للسقوط، وتقوية البنيات التحتية والتأهيل العمراني، بينما يروم المحور الثاني ترميم وتأهيل التراث التاريخي والثقافي للمدينة بغلاف مالي قدره 117 مليون درهم.
أما ما يتعلق بالمحور الثالث، الذي يشمل تقوية الجاذبية السياحية والاقتصادية للمدينة بمبلغ 40 مليون درهم، فيسعى إلى خلق ثلاثة مسارات سياحيةّ، وتعزيز أنشطة التجار والحرفيين،ودعم الدورة الاقتصادية، وخلق الأنشطة المدرة للدخل.
ويجسد هذا البرنامج المندمج،الذي عبأ جهود كافة المتدخلين،قبل كل شيء العناية السامية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للمدن العتيقة بالمغرب،وحرص جلالته على صون التاريخ والتراث العريق للمملكة،بشكل يجمع بين ضرورة حماية هذه الفضاءات وتحسين ظروف الحياة اليومية للقاطنين،والرغبة في الحفاظ على هذا الإرث التاريخي الممتد على مدى قرون،وإغناء العرض السياحي للمدينة”[15]
لقد انطلق المشروع الملكي الثاني (2019-2023) قصد استدراك ما لم يتم إنجازه، ومجانبة العراقيل الإدارية التي تتجلى في نقطتين: أولهما أن 30% فقط من ميزانية المشروع الأول صرفت، لأن أغلبية المشاريع لم تنجز في المدة المحددة لإنجازها(2011-2014).ولذلك فإن المشاريع المدرجة ضمن المشروع الملكي الثاني (2019-2023) عبارة عن تتمة المشروع الملكي الأول. إن المشروع الملكي لترميم المدينة العتيقة لتطوان مشروع ممتاز.
ولمجانبة العراقيل التي تسببت في تعثر هذا المشروع، أقترح ما يلي:
أولا، الالتزام بتنفيذ كل شطر من جميع المشاريع المكونة للمشروع الثاني في المدة المخصصة لكل مشروع في الوقت المحدد لصرفها، وصرف الميزانية الإجمالية لجميع المشاريع قبل نهاية 2023.
ثانيا، اعتبار ملاحظات المجتمع المدني عند إنجاز المشاريع وتكليفها بإنجاز بعض المشاريع، كتلك المتعلقة بترميم المنازل الخاصة، نظرا لخبرتها في هذا الميدان[16].
ثالثا، تنسيق العمل بين جميع المؤسسات والجمعيات المكلفة بالإنجاز والتزام الإداريين باتخاذ منهج مثمر.
يضم المشروع الملكي عددا من مشاريع ترميم المدينة القديمة بتطوان،
إن ميزانية هذا المشروع ميزانية ضخمة حدد قدرها في 350 مليون درهم.
لقد عرفت بعض المشاريع الملكية تقدما ملموسا، مثل ترميم أزقة حي الملاح وساحاتها وكذلك مشروع الضلالات الخشبية في الشوارع التجارية التي أنجزت بالأرز فإن أغلب المشاريع متعثرة، ولم تبدأ الأشغال في عدد منها، مع العلم أنه قد مرت الآن سنتان على تدشين صاحب الجلالة للمشروع الملكي الثاني (2019-2023).وكانت المدة المحددة رسميا لإنجاز المشروع الملكي هي أربع سنوات. واللائحة الرسمية لهذه المشاريع ليست سرا لا يعرفه أحد. لذلك فإنجازها ينبغي أن يتم في شفافية تامة. إن المشاريع الأكثر أهمية في المشروع الملكي الجديد هي في نظري الآتية :
- ترميم المطامر ومنزل ابن مرزوق وإنشاء متحف المطامر:[17]
يوجد هذا المشروع الذي دشنه جلالة الملك في دجنبر 2011 حاليا مجمدا،لأن الأشغال لم تنطلق ولم يحدد تاريخ معين لانطلاقها، ويتم هذا التأخير على عدة مستويات:
إن اقتراح جمعية تطاون أسمير لإنشاء متحف مطامر تطوان قائمة منذ عشرين سنة نظرا لأهمية المشروع، لإنقاذ أهم معلمة في المدينة العتيقة فيها سجن وكنيسة تحت الأرض في قلب مدينة إسلامية[18]، وهذا ما لا يوجد إلا في مدينة تطوان العتيقة. لقد أدرج هذا المشروع ضمن المشروع الملكي الأول[19]، وخصصت له ميزانية 6 مليون درهم لم يصرف منها شيء،ثم أدرج ضمن المشروع الملكي الجديد خصصت له ميزانية 7 أو 20 مليون درهم.
يتمثل المشروع في ترميم مجال من 95 مترا مربعا، حيث يوجد سجن تحت الأرض، وكنيسة صغيرة ترجع للقرن 16م، ويتمثل كذلك في ترميم منزل ابن مرزوق الذي يعود للقرن 18 م، ويمكن لهذا الأخير أن يكون مدخلا للمتحف. هذا مشروع رائع ونتمنى أن تنطلق أشغاله قريبا إن- شاء الله. إننا نعتبر هذا المشروع أهم مشروع من نوعه في المدينة العتيقة ولذلك نرجو أن ينجز في المدى القريب طبقا لما أعلت عنه.
- مشروع المنازل الآيلة للسقوط[20]
لقد أشرف نادي تطاون أسمير لأصدقاء اليونسكو على مشروع ترميم خمس منازل، تم بناء كل واحد منها في أحد القرون الخمس الأخيرة. واعتمدنا في هذا الترميم على ثلاثة مقاييس، أولها استعمال نفس المواد الأصلية التي استعملت في بناء كل منزل ثم اعتماد نفس التقنيات الأصلية للبناء، وأخيرا استرجاع الملامح الأصلية لكل منزل، مع العلم أن هذه العناصر اختلفت من منزل إلى الآخر. وكان الغرض من هذا المشروع خلق مسار تاريخي لدراسة التطور العمراني للمنزل التطواني عبر القرون الخمس الأخيرة. أردنا من ذلك تقديم نموذج لترميم المنازل الخاصة في مدينة تطوان العتيقة، نظرا لما تتخبط فيه بعض المشاريع الرسمية للترميم، ليس في مدينة تطوان العتيقة فقط، بل في جميع المدن التاريخية المغربية العريقة.[21]
لقد كان الهدف من إنجاز جمعية تطاون أسمير لمشروعها المذكور أعلاه تقديم نموذج لدعم المنازل الآيلة للسقوط في مدينة تطوان العتيقة ثم ترميمها اعتمادا على مقاييس علمية.
وهذا ما ينبغي أخذه بعين الاعتبار:
- المشكلة خطيرة لأن الأمر يتعلق بتقوية وترميم 1600 منزل من منازل المدينة القديمة، وهو أمر مهم جدا. إن هدم هذا التراث الثقافي والمعماري يتم بوتيرة سريعة جدا بالمقارنة مع الوتيرة التي تتم بها التدخلات للدعم. ولو أن أشغال تقوية المنازل الآيلة للسقوط قد شرع فيها من جديد في شهر أكتوبر 2019 الماضي، فإن ثمة مجموعة من العوائق الإدارية التي ينبغي إزالتها.
فيما يلي إحصاء لوضعية المنازل الآيلة للسقوط بمدينة تطوان العتيقة:
أولا، تم إحصاء 2600 منزل من المنزل الآيلة للسقوط في درجة 1و 2 و3. وصل عدد المنازل التي تم دعمها من سنة 2011 إلى 1 ينايرسنة2019 268 منزلا. ومن 1 يناير 2019 إلى نهاية شهر يناير 2019 تم التدخل في 70 منزل كما تم برمجة دعم 70 منزلا آخر خلال سنة 2020. إن معدل الدعم هو دعم 38 منزل في السنة. هناك دراسة جاهزة للتدخل في حولاي 400 منزل ولكن الوضعية الحقيقية لهذه المنازل تتغير إلى الأسوأ كلما تأخرت انطلاقة الأشغال. كما أن عدد المنازل التي تم دعمها منذ 2019 لم تتجاوز 110 منزل وصرفت الميزانية قبل استكمال المشروع
هناك ملاحظة أخرى وهي أنه عندما تنهار المازل تتحول إلى خرت ثم إلى مزبلة بما لذلك من عواقب وخيمة.
لقد تم تصحيح منهجية التدخل الإداري لدعم المنازل الآيلة للسقوط منذ 2019 وبدأت تعطي ثمارها، إلا أن هذا المشكل العويص مطروح على الصعيد الوطني ويتطلب حلولا جذرية ترتبط أساسا بتجديد مسطرة التدخل والتدبير الإداري.
- ترميم المقبرة الإسلامية بتطوان:[22]
لقد أعطيت انطلاقة أشغال هذا المشروع الذي يتكون من ثلاثة أجزاء رئيسية:
- إنشاء مصلى، أي مسجد ومكاتب إدارية، وطريق (يخترق المقبرة كلها، من مراب السيارات بحي الطلعة حتى المقبرة اليهودية)، وممرات وسور.
- يبدو لنا أن هناك ثلاث أسبقيات ينبغي أخذها بعين الاعتبار، وهي بالأساس: التنظيف الشامل للمقبرة، والحراسة والأمن، وإضاءة طرق المقبرة وممراتها ليلا.
- يضم المشروع الحالي جزءا من المقبرة يحدّ بحي الطلعة، وجبل درسة، والبوربوري حتى المقبرة اليهودية. ومع ذلك تم استبعاد قسم هام من هذا المشروع، وخاصة قسم لالة رقية المحاذي لباب المقابر وباب الجياف، والطويلع.
وان كانت المقبرة الإسلامية هي ذات الأولوية فما هي إلا واحدة من 25 مقبرة في تطوان وضواحيها تحتاج جمعا إلى تدخلات عاجلة
- ترميم قصبة جبل درسة:
لقد انطلقت أشغال هذا المشروع، وهذا إيجابي جدا. أتمنى أن تؤخذ حاجيات سكان المدينة، وحي جبل درسة بعين الاعتبار. تتجلى أهمية منح المآثر التاريخية وظائف مناسبة ف الحفاظ عليها مستقبلا. المشكل الآن هو أن الأشغال توقفت. إلا أنني أتساءل، ما هو تبرير صرف ميزانية 70 مليون درهم لإعادة بناء ثكنة عسكرية إسبانية من عهد الحماية أهملت وتحولت إلى خربة قبل اتخاذ قرار إنقادها.
- ترميم السباطات وتقوية الأقواس المدعمة لها:
- يجب دعم جميع السباطات واستعمال خشب قوي لضمان نجاح الترميم والخشب الذي استعمل لا يتحمل ثقل البنايات التي يحملها.
- وتيرة الأشغال بطيئة.
- إن خطورة الوضعية الراهنة للسباطات تتطلب تدخلا عاجلا.
- تحفيز الأنشطة السياحية:
بما أن الموقف الرسمي للمسؤولين عن المشروع الملكي لترميم مدينة تطوان العتيقة اعتبر إنعاش الحركة السياحية من بين الأولويات فسوف نقدم بعض الاقتراحات في الموضوع. لا بد من تحفيز المستثمرين في القطاع الخاص للاستثمار في مدينة تطوان العتيقة. يجب إذن الاستماع إلى مشاكلهم والاهتمام بها.
فيما يلي الإجراءات التي ينبغي اتخاذها:
- يجب إعداد تصميم للتطور السياحي وتنمية الأنشطة الاقتصادية. إن تصميما جيدا للتطور السياحي هو ضروري في أقرب وقت.
- إذا كان إدماج المجتمع المدني مهما لتنمية المدينة القديمة، فإن مساهمة القطاع العمومي لا يقل أهمية. ومن الممكن كذلك تشجيع المشاريع الخاصة الموازية للمشاريع المندرجة ضمن المشروع الملكي.
إذا كان من المهم إدراج أولئك الذين هم معنيون مباشرة في هذه المشاريع، من المهم كذلك الاشتغال بشفافية، أي أخذ بعين الاعتبار اقتراحاتهم في إنجاز المشاريع الرسمية.
- إعطاء انطلاقة تنظيم التجارة بالمدينة العتيقة:
يعتبر هذا المشروع من أصعب مشاريع المدينة العتيقة وأهمها. وهو مشروع مطروح على صعيد المدن العتيقة في جميع المدن التاريخية بالمغرب. نرجو أن يطبق ما ورد في الدراسات لمعالجة هذا المشكل العويص قريبا إن شاء الله.
وإذا كانت المشاريع الجارية التي ندعمها لها أهمية كبيرة، فها هي بعض التوصيات التي نأمل أن تؤخذ بعين الاعتبار:1- ينبغي تطبيق ميثاق المدينة الذي هيأت نصوصه لجنة تتبع المشروع الملكي وطبعته الوكالة الحضرية.2- إن استشارة المجتمع المدني وإشراكه ومساهمته مسألة هامة جدا. ونوصي في هذا الصدد بشراكة مع جمعية تطاون أسمير التي ستتولى تنفيذ عدد من المشاريع حسب نموذج المشاريع التي أنجزتها بنجاح الجمعيات الكبرى المهتمة بالمدن العتيقة. 3- إدراج ترميم المنازل الخاصة المتخلى عنها بالمدينة القديمة في إطار المشروع الملكي. هناك لائحة حوالي عشرين منزلا تابع لوزارات مختلفة، وخاصة إلى وزارة الأوقاف وغيرها.وهناك ما تم ترميمه ولم يشغل بعد.يجب أن تخصص وظيفة معينة لجميع المآثر التاريخية التي تم ترميمها كالمنازل والأبراج ؟ وفي النهاية لا بد أن نتعامل مع تاريخ تطوان وتراثها الثقافي والمعماري كجزء لا يتجزأ من تاريخ جميع المدن المغربية وتراثها الثقافي والمعماري وبالتالي فإن عددا من مشاكلها مشتركة تتطلب حلول مماثلة ومن هنا ضرورة توحيد الجهود لمعالجتها. فلنبدأ بنشر الوعي بهذه الإشكالية. لأن فكرة مشروع ترميم مدينة تطوان العتيقة فكرة هائلة. ولذلك فإن وضعية تطوان أحسن من وضعية عدد من المدن العتيقة ويعود الفضل في انطلاقة هذا المشروع في تطوان أولا إلى الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله. وثانيا، إلى تتبع المجتمع المدني لهذا المشروع ويمكن استدراك الإدارة للرفع من مستوى الإنجاز باعتبار الملاحظات التي يقدمها ممثلو المجتمع المدني لتجاوزها في المستقبل.
[1]حول التراث الثقافي لمدينة تطوان العتيقة راجع موقعنا: www.gotetouan.com
3للاطلاع على تفاصيل ملف تصنيف مدينة تطوان العتيقة تراثا عالميا سنة 1997، راجع صفحة مدينة تطوان العتيقة بالموقع الرسمي لمنضمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة UNESCO:
http://whc.unesco.org/en/list/837
[3]لذلك تم إنجاز عدة مشاريع هامة لترميم المدينة العتيقة أهمها:
مشاريع الحكومة الأندلسية التي انطلقت سنة 1980,
RehabilitacióndelTarrafin,
Programa de CooperaciónJunta de Andalucía-COPUT/Ayuntamiento de Tetuán, 1992 – 1994,
http://habitat.aq.upm.es/dubai/14/bp-04.html.
Rehabilitación de las casas Aragón, Medina y Lebadi,
Programa de CooperaciónJunta de Andalucía-COPUT/Ayuntamiento de Tetuán,
1997 – 1998, http://www.juntadeandalucia.es/fomentoyvivienda/portal-web/web/servicios/publicaciones/239615.
Rehabilitación de la sinagogaBengualid,
Programa de CooperaciónJunta de Andalucía-COPUT/Ayuntamiento de Tetuán,
2001 – 2004, http://www.juntadeandalucia.es/fomentoyvivienda/portal- web/web/servicios/publicaciones/239609.
RehabilitacióndelMercado Central y edificiosdelespaciourbano de la Medina,
Programa de CooperaciónJunta de Andalucía-CVOT/Ayuntamiento de Tetuán,
2007 – 2012, http://habitat.aq.upm.es/dubai/14/bp-04.html.
المشروع الملكي الأول (2014-2011)،
MAP, Le Matin, Le Souverain examine le projet de réhabilitation de l’anciennemédina de Tétouan, d’uncoûtglobal de 315 MDH, 09 décembre 2011,
والمشروع الملكي الثاني (2019-2023).
[4]هذا هو موضوع كتاب الدكتور امحمد بن عبود،تطوان وسياسة التنمية الاقتصادية وتدبير التراث الثقافي، تطوان، منشورات جمعية تطاون أسمير، 2009 الذي تطرق فيه للمشاكل التي عانت منها الجماعة الحضرية وغيرها من المؤسسات المحلية في تدبير المدينة العتيقة منذ التسعينات.
[5]محمد داود ،تاريخ تطوان، الجزء 1، تطوان، منشورات مؤسسة محمد داود للتاريخ والثقافة ، 2013، ص.34.
[6]نذكر من بين المصادر الهامة.
محمد داود تاريخ تطوان، الأجزاء 1 – 12، تطوان، منشورات مؤسسة محمد داود للتاريخ والثقافة ، 2013 ـ 2016.
أبو العباس أحمد الرهوني، عمدة الراوين في أخبار تطاوين، الأجزاء 1-11، تطوان، منشورات جمعية تطاون أسمير، 2000-2015.
محمد المرير،النعيم المقيم في ذكرى مدارس العلم ومجالس التعليم، الأجزاء 1-9، تطوان، منشورات جمعية تطاون أسمير، 2001-2011.
امحمد بن عبود، (تحت إشراف)، أعمال ندوة تطوان في عهد الحماية (1912-1956)، الرباط، مطابع عكاظ، 1992.
[7]Bernardino LindezVílchez, Tetuán, herenciaviva,Editorial Universidad de Granada, Granada, 2014.
[8]هناك دراسات تاريخية حديثة حول تاريخ المدينة ركزت على طابعها الأندلسي نذكر كتاب:
M’hammadBenaboud, J.L. Miège, Nadia Erzini, Tétouan, ville andalouse marocaine, Paris, Publication CNRS, 1996.
[9]للمزيد حول موضوع التطور التاريخي لمدينة تطوان العتيقة المرجو مشاهدة وثائقي
من إعداد جمعية إبداعات بتطوان http://tetouan.marocopedia.com/portfolio/architecture-in-tetouan/
[10]هناك دليل معماري لمدينة تطوان العتيقة بالإسبانية والعربية هو أحسن عمل من نوعه في المغرب:
Junta de Andalucía, Guía de arquitectura de la Medina de Tetuán., Ed. Ramon de Torres, Sevilla y Tetuán, Publicación Junta de Andalucía y Asociacion Tetuán Asmir, 2011.
[11]امحمد بن عبود ، (تحت إشراف)، أعمال ندوة تطوان قبل الحماية (1860-1912)، 12 ـ13 ـ14 نوفمبر 1992،تطوان، 1994، منشورات مجموعة البحث في التاريخ المغربي والأندلسي، ص.1-400.
[12]محمد داود، عائلات تطوان,الاجزاء 1-3. تطوان، منشورات جمعية تطاون أسمير، 2016-2018.
[13]Association tétouanAsmir, Tetuán, patrimonio cultural de la Humanidad, une médina en CD Rom.Rabat, 2001.
[14]M’hammadBenaboud ,Tétouan Capitale Méditerranéenne, Rabat, Publications de l’Association TétouanAsmir, 2004.
[15]MAP, Le Matin, Le Souverain examine le projet de réhabilitation de l’ancienne médina de Tétouan, d’un coût global de 315 MDH, 09 décembre 2011,
[16] حول مشروع نادي تطاون أسمير لأصدقاء اليونسكو ترميم خمس منازل خمس قرون راجع,
MhammadBenaboud,The Restoration Project of Five Houses in Tetouan’s Medina, Hesperis , N72, Mars 2017.pp.36.53.
[17] قامت فرقة بحث مكونة من مهندسيينو تقنيين ومعماريين من جامعة أليكنتي و ميلانو
ــ حسناء داود،ترجمة لكتاب “مطامير تطوان تنظيفها واستكشافها” وهو من تأليف الباحث الأثري الإسباني ثيسار لويس دي مونطالبان إي دي ماثاص سنة 1929.
Proyecto de Recuperación de las Mazmorras de Tetuán,Gurupo de investigación AEDIFICATIO, Edificación, tecnología, investigación y desarrollo. Universidad de Alicante, 2017. https://infomarruecos.ma/proyecto-alicantino-pararecuperar-mazmorras-de-tetuan-primera-parte-mokhtar-gharbi-redaccion-de-tanger/
[18]Guillermo GozalbesBusto,Las mazmorras de Tetuán: (contribución al estudio de la Historia de Marruecos), ESTUDIOS DE HISTORIA Y DE ARQUEOLOGíA MEDIEVALES (02129515)- 1984, v. ¾.
[19] للمزيد من المعلومات المرجو مشاهدة لروبورطاج أعدته القناة الأولى حول مشروع متحف المطامر بتاريخ 12/05/2011 . https://www.youtube.com/watch?v=KYxKCkjs9sg,
[20]يجب احترام كل ما جاء في الميثاق الخاص بالتدخل في المدينة العتيقة لتطوان، الجماعة الحضرية، ميثاق التدخل في المدينة العتيقة لتطوان، الرباط، 2014. ص.26-21.
[21]MhammadBenaboud,The Restoration Project of Five Houses in Tetouan’s Medina, Hesperis , N72, Mars 2017.pp.36.53.
[22]للمزيد من المعلومات المرجو مشاهدة لروبورطاج أعدته جمعية إبداعات حول مشروع ترميم المقبرة الإسلامية بتطوان، https://www.youtube.com/watch?v=AOnrTQKeEOQ&t=262s
الدكتور امحمد بن عبود