تشكو مدينة طنجة من حافلات للنقل الحضري لا تأتي في الموعد…طنجة عروس الشمال وموقع السياحة والتاريخ والحضارة، لها ـ أيها القوم ـ حافلات للنقل الحضري، بعضها دون فرامل جيدة…أما محطاتها فهي مكتظة بالزبناء، رجالا ونساء وأطفالا، الذين ينتظرون، طوال الوقت، قدوم حافلات متأخرات تمر من أمامهم دون أن تتوقف، لأنها تكون ممتلئة بالركاب والراكبات، المحتكين على الرغم من تهديد الجائحة لهم.
هو، إذن، اكتظاظ في المحطات واكتظاظ على متن الحافلات في شتاء مكتظ بعباد الله، بينما الحاجة تكون ملحة لدى المواطنين البسطاء الذين يرغبون في التنقل عبرالحافلات لقضاء مصالحهم وأغراضهم.طبعا، ولن نخوض هنا في تجاوزات بعض عاملي أوسائقي الحافلات الذين يعتبرون أنفسهم، وكأنهم يسوقون لوحدهم في الطريق، غيرمكترثين بحق الأسبقية أو بأضواء المرور وبأشياء أخرى.ولن نستحضركذلك حوادث ووقائع بطنجة، كانت وراءها هذه الحافلات “المتسيبة”، بل نكتفي باللأسئلة :
أليس قد آن الأوان في سياق ما سبق ذكره من عوامل وظروف أن يفكر المسؤولون بجدية في توفيرحافلات نقل كافية للعباد ؟ أليس هناك من حلول لفسح المجال أمام شركات أخرى تعمل، جنبا إلى جنب، بهدف تغطية جميع الخطوط بالمدينة، وبشكل فعال ؟ ما الفرق بين طنجة ومدن البيضاء والرباط وفاس من حبث حجم مساحاتها واكتظاظها بالسكان والزوار؟ ألا يحق لطنجة، نافذة أفريقيا على أوروبا، أن يكون لها أسطول جيد وكبيرجدا للحافلات المختلفة والمتنوعة لسد الخصاص ولإضفاء مسحة من الجمال والبهاء والحضارة على وسائل النقل الحضري ؟ ثم لا ننسى أن فسح المجال أمام مستثمرين وتشجيعهم على ذلك، قد لايصب في مصلحة توفير النقل الكافي للمواطنين، فحسب، بل سيخلق الأمرنوعا من المنافسة في تقديم الجودة وكذا فرصا للتشغيل وسينتشل عددا كبيرا من شباب له قدرات ومؤهلات لافتة في المجال ويبحث عن العمل ب:” الريق الناشف”.
وأخيرا، نهمس لمن يعنيهم الأمر:” ماذا ستقولون لطنجة التي تكبركل يوم وتشد إليها الأنظار من كل حدب وصوب، وهي تشكو من حافلات للنقل العمومي ليست في المستوى الذي تستحقه هذه المدينة؟ ”
محمد إمغران