تناولت العديد من القنوات الاوروبية بالدراسة والتحليل النموذج المغربي في التصدي المبكر والحازم والفعال لفيروس “كورونا”. وقد أفردت مؤخرا قناة RT –France حلقة خاصة أعربت خلالها عن إشادتها بالوعي الاحترازي المتيقظ الذي أبانت عنه المملكة.
وقد أظهر معد البرنامج احتفاء واضحا بمستوى حزم السلطات المغربية تحت إمرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي تجند بكل الإمكانيات لصد استفحال الوباء بالمغرب. وقال الإعلامي الفرنسي أنه طبيعي أن يكون المغرب البلد الإفريقي الثالث الأكثر إصابة بحكم انفتاح المملكة في علاقاتها الاقتصادية والسياحية على بلدان أوروبية أشد إصابة مثل فرنسا وإسبانيا وإيطاليا التي تبين أنها كانت الناقل الأول للفيروس إلى المملكة سواء عن طريق الجالية المغربية المقيمة بالخارج التي كانت في وضعية زياراتها العائلية المعتادة، أو عن طريق سياح مغاربة عادوا بعد قضاء عطلهم السياحية. موضحا أنه على الرغم من هذه الوضعية العصيبة التي وجد المغرب نفسه أمامها بحكم انفتاحه إلا أنه يعتبر ثلاث مرة أقل من فرنسا على مستوى الوفيات، مضيفا أيضا أن هذه الفعالية التي أبان عنها المغرب تحققت أيضا على الرغم من أن المغرب على مستوى استراتيجيته الصحية وبنياتها يعتبر أقل من بلدان عديدة. ففي المغرب مثلا يوجد 7.3 طبيب لكل 10 آلاف مواطن مقارنة بفرنسا التي تصل إلى 34 طبيب لكل 10 آلاف، أو كوبا التي تتعدى 75.
وهكذا فبدل أن يرهن المغرب وضعيته الوبائية بمراعاة مراحل انتشار الوباء الأولى والثانية والثالثة المعلنة دوليا، سارع استباقيا إلى اتخاذ قرارات وطنية تبين في ما بعد أنها كانت فائقة الاحتراز جنبته الوقوع في وضعية كارثية.
من جهة أخرى تطرق البرنامج إلى بعض تمظهرت هذه الفعالية، خصوصا على مستوى إنتاج الكمامات، وقرارات فرضها إجباريا على المواطنين وتعريضهم للمتابعة القانونية في حالة عدم الالتزام بها، والتي وصلت إلى أفق إنتاج 7 ملايين كمامة يوميا مرشحة لارتفاع أعداد إنتاجها، وبتسعيرة رمزية في متناول جميع المغاربة، لم تتعدى 80 سنتيما في الوقت الذي ابتدأ فيه ثمن الكمامات بفرنسا من معدل 5 أورو للكمامة الواحدة.
وأوضح البرنامج إلى أن ذلك تحقق بحكم انخراط الصناعات المغربية، وخاصة صناعة النسيج، في التعبئة الوطنية لمواجهة الوباء بالتفرغ لتوفير الكمامات لكل المغاربة دون استثناء. وطبعا لم يكن ذلك ليتحقق لولا وجود صندوق محاربة الوباء الذي أطلقه الملك وساهم فيه كل المغاربية تقريبا.
من جهة أخرى أيضا أشاد البرنامج بالقدرة المغربية على الذهاب واضحا في الاعتماد على إمكانياتها الذاتية، واتضح ذلك من خلال السرعة التي أبانت عنها القوة الاختراعية للمهندسين الصناعيين الذي سارعوا إلى ابتكار أجهزة تنفس صناعية مغربية الصنع، سواء منها التي يمكن أن تعتمد داخل المستشفيات، أو التي يمكن أن ترافق سيارات الإسعاف في التدخلات الميدانية.
برنامج غني قد نعود إلى محتوياته في حلقات لاحقة من هذه الزاوية، لنضع عموم المغاربة أمام الصورة المشرفة جدا التي راجت عنه في وسائل الإعلام الدولية.
• عبد الإله المويسي