إمنزا تطلق النسخة الأولى لمهرجان فنون العيش بالريف
الخميس 21 ابريل 2016 – 17:00:19
في إطار فعاليات الدورة الأولى من مهرجان لتراث وفنون العيش بالريف الذي تنظمه جمعية إمنزا للمسرح والتراث بالحسيمة احتضنت “قلعة أربعاء ورشة تحسيسية وتكوينية حول أهمية تثمين التراث وتوظيفه في التسويق السياحي للمنطقة حيث شارك فيها العديد من ممثلي الجمعيات والتعاونيات من منطقة جماعة أربعاء تاوريرت وجماعة شقران.
وقبل انطـــلاق أشغال الورشة قدم مسؤولوا الجمعية المنظمة للمهرجان لفائدة الزوار المغاربة والأجانب شروحات حول قلعة أربعاء تاوريرت وتفاصيل حول تاريخ بنائبي، وهو المهندس الذي كان أن نفذ العديد من المشاريع المعمارية بالمنطقة خلال الفترة الاستعمارية الإسبانية.
وخلال الورشة أشار سمير أفقير رئيس الجمعية المنظمة للمهرجان إلى هذه استراتيجية المهرجان الأول للتراث وفنون العيش بالريف هو الانتقال بمعية العديد من الفاعلين إلى المناطق القروية التي تحتضن جملة من المواقع الأثرية ورصيدا غنيا في مجال التراث وكذا المنتجات المجالية أو المحلية، في استهداف مؤسس –يضيف نفس المتحدث- للتنشيط الثقافي والاقتصادي لتلك المناطق.
ومن جهته ذكر محمود المسناوي، عن إدارة المهرجان، أن الورشة كان الهدف منها هو الانتقال إلى عين المكان ومجالسة التعاونيات والجمعيات وساكنة المنطقة، ليس للتكوين الذي طالما يرفع البعض شعاره من غير أن يكون هناك التكوين، بل لتبادل المعرفة والبحث عن السبل الممكنة للحفاظ على هذا التراث، المعماري والبيئي وتثمينه، وأساس التعرف على رأي الساكنة والفاعلين المحليين في مشاريع قد تكون قاطرة للتنمية بعد سنوات من التهميش والعزلة والإقصاء.
وخلالَ أشغــال الورشة أشار الغبزوري السكناوي بصفته مؤطرا لها أن التراث لا يجب أن نعتمد اتجاهه المقاربة التاريخية والرمزية فقط، بل يجب أن تكون أداة لاستقطاب مشاريع للتنمية الاقتصادية وبالخصوص في النشاط السياحي الذي يعرف اليوم تزايد الطلب على المنتوجات السياحية ذات الطابع الثقافي والتاريخي، مؤكدا كذلك على أهمية فنون العيش في هذا الإطار لما تشكله من وجه حضاري لتاريخ الشعوب.
وأوضح للمشاركين في هذه الورشة أنه يجب البحث عن مسارات جديدة للتنمية من خلال مشاريع مندمجة في محيطها السيوسيوثقافي، وتكون الساكنة من خلال الجمعيات والتعاونيات فاعلا أساسيا في الاقتراح والتنفيذ، مثيرا الانتباه إلى أهمية اعتماد تقنيات حديثة في مجال التسويق ونشر المعلومات الصحيحة، ووضع هذه المشاريع في سياقها الصحيح الاقتصادي والثقافي، والدور الذي يلعبه الإشهار في توجيه الناس وتحويلهم إلى زبناء.
السيد الغبزوري السكناوي أكد على أهمية التمكن من مجموعة من المعارف والآليات التي يمكن من خلال إشاعة ثقافة استهلاكية جديدة، حيث الإستجابة لحاجيات ورغبات الزبناء تتم بداية عن تحويلها إلى استهلاك، مقترحا إطلاق حملة ” consommer local ” في محاولة لتحسيس الناس بأهمية المنتوج المحلي كيفيما كان نوعه وطبيعته، وهي الحملة التي سوف تركز على مختلف الجوانب المهمة في المنتجات المحلية وتعريف الناس عليها.
وأكـّـدَ المُشاركــون على أهمية هذه المبادرة التي قامت بها جمعية إمنزا للتراث والمسرح، خاصة أنها الأولى من نوعها سواء على مستوى البرمجة أو التنظيم، حيث جر اللقاء في محيط القلعة وفي جلسة يلفها التراث من كل جهة بعيدا عن الأضواء الساطعة لمقرات الفنادق والقاعات المكيفة، وهو الاتجاه الصحيح في تقريب الكثير من المفاهيم المرتبطة بالسياحة الثقافية وكيفية مساهمة التراث في التنمية حتى لا تبقى هذه المواضيع حبسية اللقاءات الأكاديمية فقط.
وكانت الجمعية قد نظمت في وقت سابق معرضا هدفت من خلاله إبراز منتجات الصناعة التقليدية خاصة وفنون العيش بالريف بصفة عامة، بغية تسويقها بشكل أوسع، والبحث عن منافذ جديدة لتقريب هذه المنتجات من عشاقها في باقي المدن والدول، كما كان المعرض فرصة للزوار لربط الحاضر بالماضي واستشراف المستقبل لما تشكله هذه المنتجات من حوامل لنقل معارف، تقاليد، حضارات …الشعوب عبر الأجيال، باستحضار طبعا البحث عن مساحات مشتركة بين الحفاظ على الأصالة والهوية والابتكار والتجديد على مستوى التصاميم ومزج المواد المستعملة في الصنع.
ولعل أهمية المعرض-يقول المتتبعون- تأتي مما أصبح يشكله موقع نمط وفنون عيش الشعوب في الثقافة السياحية، حيث أصبحت الهندسة المعمارية، الطبخ، الملابس، العادات والتقاليد، الحفلات… من أهم ما يجلب السياح والمسافرين، وهي المعالم الحضارية والتراثية المادية والشفوية التي تثير انتباه المسافر وتبقى راسخة في ذاكرتهِ
.