الصحافة العالمية كَتبَت بكُــل لغـات العـــالم عن موسم أصيلة وسجلت إشعاعه الثقافي الدّولي ..
الجمعة 12 غشت 2016 – 17:04:40
اختتمت فعاليات الدورة الثامنة والثلاثين لموسم أصيلة الثقافي الدولي، بعد أن استنفذت «عمرها » الزمني المرسوم، واستوفت المقرر لها والمطلوب منها وحققت كل أهدافها، ودخلت تاريخ الموسم الحافل بالمنجزات، عبر دوراته السابقة، التي شكلت سجلا رائعا لأحداث طبعت الزمن الثقافي المغربي انطلاقا من أصيلة الأصيلة، بفضل رعاية جلالة الملك، ومثابرة وإصرار صانع الموسم، محمد بن عيسى، الأديب والمثقف ورجل دولة بامتياز، ما أحوجنا اليوم إلى أمثاله وحنكتهم وتجربتهم لتدبير المرحلة التي نجتازها والتي تتطلب الكثير من الجدية والحكمة والرزانة والمسؤولية وبعد نظر ! انتهت الدورة 38 التي قال عنها محمد بن عيسى إنها تميزت عن سابقاتها بتنوعات واجتهادات يفرضها السياق العام للأحداث ومواكبة المستجدات الحاصلة في عالم تتقاذفه رياح تغيير عاصف لا تتيح دائما مجالا للرؤية الواضحة. وخلال ستة عشر يوما، تحدث العالم عن المغرب وثقافة المغرب ونبوغ المغرب، من أصيلة «إلى حدود الشمس »، بكل لغاته، وتدفقت على مؤسسة منتدى أصيلة، مئات أقصوصات الصحافة الوطنية والعالمية، تتحدث عن موسم أصيلة الثقافي الدولي، ودوره في تحقيق التواصل والتلاقح بين الثقافات والحضارات وإشعاع فكر التعايش والتعاون والسلم في العالم.
ذلك أن موسم أصيلة الثقافي الدولي، الذي انتظم على قاعدة «الثقافة رافعة التنمية »، قفز فعلا بالمغرب ككل إلى مصاف الدول «العالمة ،»بتخطيطه ومواضيع ندواته وبفقراته الفنية المختلفة التي يتم اختيارها من طرف محمد بن عيسى بمعرفة عملية كبيرة بمجريات الأحداث على مستوى العالم، لأنها أصلا تستهدف العالمية، وأيضا بسبب استقطابه للعديد من الشخصيات العالمية في السياسة والدبلوماسية والعلم والفكر والثقافة والبحث والإعلام، من القارات الخمس، الأمر الذي جعل صيته يذيع في العالم ومعه صورة المغرب وإشعاعه الدولي.
ومن مميزات موسم أصيلة الثقافي الدولي أيضا، أنه استطاع وعلى امتداد إحدى وثلاثين سنة، اجتذاب العديد من المفكرين، عربا وأفارقة وغربيين، في إطار جامعة المعتمد ابن عباد، لمناقشة قضايا الساعة، وفق مستجدات كل دورة، حيث تميزت دورة هذه السنة، بتنظيم أربع ندوات هامة، أثارت اهتمام المشاركين والمستمعين من مثقفي أصيلة المدعوين من مختلف جهات البلاد.
تمحورت هذه الندوات حول المواضيع التالية: «الوحدة الترابية والأمن القومي: أي مآل لإفريقيا «الحكامة والمجتمع المدني » «النخب العربية والإسلامية : الدين والجدولة » «الرواية العربية وآفاق الكتابة الرقمية » وكلها مواضيع تفتح مجالا واسعا للنقاش، وتطرح أكثر من سؤال بالنسبة للحاضر والمستقبل وتثير فضول المهتمين، عربا وأفارقة ومسلمين وغربيين، نظرا لارتباط المصالح وتشابكها وتشعب المخاطر التي تهدد استقرار وأمن العالم.
كما تميزت خيمة الإبداع، هذه الدورة، بتكريم الشاعر المغربي الكبير محمد بنيس وبتسليم جائزة محمد زفزاف للرواية العربية إلى الروائي التونسي حسونة المصباحي، وتنظم هذه المسابقة على رأس كل ثلاث سنوات بالتناوب مع جائزة بلند الحيدري وجائزة تشيكايا أوتامسي للشعر الإفريقي.
وتضمنت الفقرة الموسيقية عروضا متميزة للأوركسترا الفرنسية «العازفون المنفردون » والحضرة الشفشاونية وجوق محمد العربي التمسماني للموسيقى الأندلسية.
وتوزعت فقرات الدورة الثامنة والثلاثين لموسم أصيلة الثقافي، ككل سنة، بين مكتبة ألأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود، ومركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية وقصر الثقافة، فضلا عن فضاء الهواء الطلق، حيث التأمت كوكبة متميزة من الفنانين التشكيليين، مغاربة وأجانب، في أوراش جماعية للصباغة، أنتجت جداريات ولوحات تشكيلية رائعة، أصبحت ملكا لأصيلة وشيلي لأصيلة وسكان أصيلة وهم أصحاب حس فني رقيق وذوق فتي رفيع، يتبارى الجميع في المحافظة على الرسومات، سنة بعد سنة، كذخيرة للمدينة وجزء من تراثها وهويتها.
وخارج إطار برنامج الموسم، تتحول أصيلة إلى فضاء مفتوح في وجه الفنانين التشكيليين من أهل البلد أو الوافدين من مختلف جهات المغرب، حيث ينصبون مرسماتهم بالشوارع والساحات العمومية والمسالك المؤدية إلى قصر الثقافة والسور البرتغالي حيث يعرضون لوحاتهم الجاهزة، لتصبح أصيلة بحق، مدينة الفنون الجميلة.
وفي هذا الإطار، شهدت الدورة 38 تنظيم أنشطة فنية متميزة، في مجال الفن التشكيلي منها معرض لسبع فنانات تشكيليات مغربيات، احتفاء بالذكرى السبعين لتأسيس المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان، وهو أول معهد للفنون بالمغرب، كما أقيم مشغل للفنانة المغربية أمينة أكزناي، ومعرض لفناني أصيلة استمر لغاية نهاية الموسم.
وككل سنة، اشتمل برنامج الموسم على مشغل للنحت، أطرته خلال هذه الدورة الفنانة المغربية إكرام القباج، التي أهدت مدينة أصيلة منحوتة رائعة من إنتاجها تم تدشينها يوم 16 غشت، في حفل بهيج ترأسه الأستاذ محمد بن عيسى أمين عام منتدى أصيلة وعمدة هذه المدينة، بحضور العديد من أهل المدينة والشخصيات المدعوة.
كما اهتم الموسم، ككل سنة، بالبراعم، حيث نظم معرض جماعي لرسوم الأطفال بإشراف الفنانة المغربية كوثر الشريكي والفنان البحريني علي حسن وأقيم أيضا مشغل كتابة وإبداع الطفل بإشراف الأديبة والشاعرة إكرام عبدي.
المدهش أن موسم أصيلة الثقافي الدولي نجح في استقطاب المئات من الشخصيات العالمية، سياسيين وأكاديميين وخبراء وديبلوماسيين ومفكرين، وصحافيين، أغنوا النقاش حول المواضيع التي أعدت للندوات والبرامج الأخرى، في إطار الموسم أو الجامعة، الأمر الذي لم تقو عليه لا وزارة الثقافة ولا الحكومات المتعاقبة خلال العقود الأخيرة، ليبرز موسم أصيلة كواجهة ثقافية وحضارية للمغرب، حقق للبلاد إشعاعا ثقافيا واسعا في اتجاه كل قارات العالم.
ومساء الثامن والعشرين من غشت، أسدل الستار عن فعاليات الدورة الثامنة والثلاثين من الموسم، في احتفال تقليدي كبير تم خلاله توزيع جوائز على عدد من الفعاليات والطاقات المحلية، التي تميزت بمساهمات متميزة في خدمة المدينة.
وبالمناسبة، أشار محمد بن عيسى، في كلمة ختامية، إلى تنوع وغنى البرنامج الثقافي والفكري والإبداعي الذي ميز هذه الدورة، وأهمية القضايا التي عالجتها ندوات جامعة المعتمد بن عباد الصيفية، والتي تفتح آفاقا واسعة على مستوى النقاش العلمي بشأن تحولات المرحلة التي تشهدها مختلف شعوب وبلدان العالم.
ومساء الثامن والعشرين من غشت، أسدل الستار عن فعاليات الدورة الثامنة والثلاثين من الموسم،
في احتفال تقليدي كبير تم خلاله توزيع جوائز على عدد من الفعاليات والطاقات المحلية، التي تميزت بمساهمات متميزة في خدمة المدينة.
وبالمناسبة، أشار محمد بن عيسى، في كلمة ختامية، إلى تنوع وغنى البرنامج الثقافي والفكري والإبداعي الذي ميز هذه الدورة، وأهمية القضايا التي عالجتها ندوات جامعة المعتمد بن عباد الصيفية، ، والتي تفتح آفاقا واسعة على مستوى النقاش العلمي بشأن تحولات المرحلة التي تشهدها مختلف شعوب وبلدان العالم.
وخلال هذا الحفل، جرى الاحتفاء بأهالي مدينة أصيلة، حيث اعتبر محمد بن عيسى أن هذا الاحتفال فرصة للعودة للمواطن والأرض من أجل تكريم أهل المدينة وتقديم الشكر والامتنان لهم على حسن تفاعلهم مع الموسم وضيوفه ودعمهم المتواصل لمنظمي الموسم الذي أصبح جزءا من هوية مدينة أصيلة.
وهكذا تسلم مجموعة من المواطنات والمواطنين من أبناء أصيلة، جوائز رمزية، تمثلت في جوائز «الأم المثالية » و «المرأة العاملة »، و «صياد السنة » و «الصانع التقليدي « « والصانعة التقليدية ،» و «رياضي السنة » و «مشغل كتابة وإبداع الطفل » و »جائزة البيئة »، وجائزة «طفل السنة »، وكذا جائزة لأفضل مجتمع مدني، إلى جانب جائزة المتفوقين في الباكالوريا.
وفي ختام الحفل، قام الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة محمد بن عيسى بقراءة برقية تجديد الولاء والإخلاص المرفوعة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره ..