يلاحظ أن الأفعال الإجرامية بالشارع العام بطنجة ما أن تتوقف حتى تطفو على السطح من جديد، الأمريعود بالذاكرة إلى سنوات التسعينيات، عندما كان سكان المدينة يستيقظون على أخبار، تتعلق بعصابات تعترض سبيل المارة أوبجريمة قتل نفذها شخص في حق ضحية عن سبق إصراروترصد أوبعملية سرقة استهدفت شقة فاخرة وغيرذلك من الأفعال الإجرامية التي كانت ترعب العباد والبلاد..
في هذا الصدد، تم تفكيك عصابة إجرامية خطيرة متخصصة في ترويج المخدرات من طرف عناصرالأمن الوطني بالمدينة ذاتها، يوم الخميس الماضي والتي اعتقلت ثلاثة أشخاص في حالة تلبس بترويج المخدرات بحي “المصلى”، من بينهم قاصران وشخص من ذوي السوابق القضائية، نتيجة للاشتباه في ارتباطهم بشبكة إجرامية تنشط في ترويج الممنوعات والمؤثرات العقلية، كما أسفرت عملية التفتيش المنجزة بمنزل أحدهم عن حجزما مجموعه 10 كيلوغرامات من مخدر الحشيش وخمسة كلاب من فصيلة شرسة وممنوعة سلفا بمذكرة من المديرية العامة للأمن الوطني ويشتبه في الاستعانة بهذه الكلاب في التحريض ضد الضحايا ومقاومة عناصرالشرطة، فضلا عن حجزكمية كبيرة من الأسلحة البيضاء.
وقد تم إيداع المشتبه فيه الراشد، تحت تدبير الحراسة النظرية، بينما تم الاحتفاظ بالقاصرين، تحت المراقبة، رهن إشارة البحث الذي تجريه المصلحة الولائية للشرطة القضائية بطنجة، تحت إشراف النيابة العامة المختصة وذلك لتحديد الارتباطات المحتملة لهذا النشاط الإجرامي وكذا الكشف عن كافة الأفعال الإجرامية المنسوبة للمعنيين بالأمر..
وبعد إيقاف أفراد من هذه العصابة بيومين، لجأ أمن طنجة مجددا إلى “سلاحه البديل” لكبح عربدة قام بها جانح بمنطقة “بني مكادة” وهذا السلاح هوحديث الاستعمال لدى الشرطة المغربية، يسمى “بولاوراب” تنفذ به عملية توقيف تكون مقرونة بعدم الامتثال لأوامرها، حيث اضطرت الشرطة القضائية، يوم السبت الماضي، إلى استعمال هذا الجهاز الذي يشبه هاتفا نقالا، حيث يقذف أسلاكا تلتف حول رجلي الشخص الطريد أو تكبل يديه، قصد تفادي خطر صادرعنه، كما وقع لهذا الجانح الذي كان في وضعية غير طبيعية، معرّضا، سواء حياة المواطنين أوحياة عناصرالشرطة لتهديد خطيرممكن..
وللإشارة، فأغلب الأحداث والجرائم الشهيرة التي وقعت بمدينة طنجة على مدى عقود كان مقترفوها وافدين عليها، إما تسكعا أوأنهم كانوا حديثي السكن والاستقرار بها، الأمرالذي ربما يجعل الطنجويين الأقحاح يحتاطون ويتوجسون من كل وافد على المدينة، غيرآخذين بأن “الله خلق وفرق..”.
وجديربالذكر، أن استتباب الأمن مسؤولية الجميع، لاسيما أن بعض المدن تتسع عمرانيا وتعرف زيادة في نسبة السكان الذين هم اليوم بدورهم مطالبون بمحاربة كل أشكال الإجرام والمساهمة في الحد من تفاقمها، على قدروعيهم وفطنتهم ووسعهم وطاقتهم..
محمد إمغران