الاحتفـاء بيوم المخطوط العربي بمؤسسة عبد الله كنـون للثقافة والبحث العلمـي
الخميس 14 أبريـل 2016 – 11:25:21
نظّمَت مؤسسة عبد الله كنون للثقافة والبحث العلمي بطنجة بتنسيق مع ملتقى الدراسات المغربية والأندلسية بآداب تطوان، يوم الاثنين 27 جمادى الثانية 1437/ 4 أبريل 2016 لقاء علميا حول ‹‹تحقيق المخطوطات العربية بالمغرب: نماذج مختارة›› لفائدة الطلبة المنتظمين في ماستر الأدب العربي في المغرب العلوي، وسلك الدكتوراه: وحدة النص الأدبي العربي القديم: الأصول والامتدادات.
افتتح اللقاء الدكتور محمد كنون الحسني بحديث في موضوع ‹‹المخطوط العربي في مؤسسة عبد الله كنون›› تطرق فيه لأهمية تحقيق المخطوطات، مشيرا إلى الثروة الهائلة التي تتضمنها مؤسسة عبد الله كنون، والتي تضاعفت بعد إضافة خزانة الدكتور عبد الله المرابط الترغي رحمه الله إليها، فأصبح عدد المخطوطات يفوق الألفين، داعيا الطلبة الباحثين إلى الاهتمام والبحث فيها.
أما الدكتور عبد اللطيف شهبون، فقد خصص عرضه لموضوع ‹‹القواعد العلمية لتحقيق المخطوط العربي: عبد الله كنون وعبد الله المرابط الترغي نموذجين›› مركزا في حديثه على ثلاثة أمور:
• التحقيق: مؤكدا على ضرورة الإلمام بعلم التحقيق في سياقه العربي الإسلامي، ثم الإلمام بأهم مدرسة في تحقيق التراث وهي المدرسة الألمانية. مشيرا إلى جهود علماء الحديث في التحقيق؛ انطلاقا من كتاب ‹‹ مناهج البحث عند العلماء المسلمين›› ثم كتاب عبد السلام هارون ‹‹تحقيق النصوص›› فمنهج تحقيق النصوص التراثية هو ‹‹جملة من المناهج الصحيحة التي يمكن الاعتداد بها لتأصيل علم صحيح، وهو وظيفة أساسية للسيميائي، ولدارسي النص في منهج البنيوية التكوينية›› على حد قول الدكتور محمد الخمار الكنوني.
• التحقيق عند العلامة عبد الله كنون: كتاب رسائل السعديين نموذجا، إذ تحدث عن منهج العلامة عبد الله كنون في تحقيق هذا الكتاب الذي طبع في تطوان سنة 1957، مشيرا أنـه من أدب التصحيح عند العلماء الإبقاء على الخطأ في المتن وتصحيحه في الهامش، وهو الأمر الذي التزم به المحقق في هذا الكتاب.
• التحقيق عند العلامة عبد الله المرابط الترغي: الذي اهتمَ بالتحقيق من موقع التنظير؛ فــالتحقيق عنده يخضع لنظرتين: نظرة ـخارجية (الوفاء لشروط التحقيق) ونظرة داخلية ( الأشياء الخفية غير الظاهرة للعيان، وعلى المحقق الغوص فيها) وأكّـدَ على :
– ضرورة معرفة الخط.
– ضرورة الإلمام بموضوع الكتاب.
– ضرورة الإلمام بطريقة عرض المادة.
– ضبط الإحالات.
مع أهمية ثقـافة المُحقّـق من حيث أسلوب الاختيار وأسلوب الصياغة.
الدكتور محمد أملح، تحدث في عرضه عن ‹‹العلامة عبد الله كنون محققا للتراث العربي: النص الشعري نموذجا›› مؤكدا أن هذا العالم الجليل اهتم بتحقيق التراث العربي ونشره بشكل عام، والتراث الشعري بشكل خاص، فقد توجهت عنايته إلى اختيار نصوص الأشعار التي غمرها النسيان، على أساس كونها من أجود قصائد الشعر العربي وعيونه. ولعل ذلك يتضح جليا من مطالعة عناوين المتون الشعرية التي حققها ونشرها وهي ديوان ملك غرناطة يوسف الثالث، والمنتخب من شعر ابن زاكور،ونبذة من شعر إبراهيم بن سهل ليست في نسخ دواوينه المطبوعة، وقصيدة أنجم السياسة لأبي عبد الله المالقي، وقصيدة الواعظ الأندلسي في مناقب أم المؤمنين عائشة الصديقية، والقصيدة الشقراطسية في مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم..مركزا على أهمية ديوان ملك غرناطة يوسف الثالث لأنه جزء من تاريخ الأندلس، وإضافة جديدة لتاريخ الشعر العربي. ثم توقف عند خطوات التحقيق التي سار عليها العلامة عبد الله كنون وهي:
– تحقيق صاحب المتن الشعري والتعريف به.
– تأصيل النسخ المخطوطة.
– المقابلة بين النسخ وتحقيق المتن الشعري.
– الشرح والتعليق والتوثيق.
– وضع الفهارس.
الدكتورة نبوية العَشاب تطرّقــت في مُداخلتها لتجربتها في تحقيـقِ محطوط ‹‹ شرح همزية البوصيري›› للعلامة سيدي محمد الحفيد كنون الحسني، مستعرضة خطوات التحقيق؛ بدءا من كتابته ونقله من أصله، وهي العملية التي استغرقت وقتا طويلا نظرا لكون المخطوط يتكون من 1794 صفحة.
وقبل الشروع في تحقيق الشرح، كان لابد أولا من الاطلاع على تاريخ المديح النبوي في بلادنا، لتعرف موقع هذا الغرض الشعري في تفكير واهتمام المبدع المغربي قديما وحديثا. ثم تحقيق الآيات القرآنية وضبط أرقامها داخل السور، وتخريج الأحاديث النبوية والآثار منبهة على درجة صحة الحديث، والتعريف بعد ذلك بأعلام هذا الشرح، والبحث فيما تضمنه من أبيات شعرية منسوبة وغير منسوبة، ونسبة ما لم ينسبه الشارح، وتحقيق ما نسبه بالعودة إلى الأصول المطبوع منها والمخطوط، و أخيرا وضع فهارس خصص لها جزء خاص.
انبثقت عن هذا اللقاء لجنة علمية تهدف إلى وضع استراتيجية خاصة بالمخطوط العربي في المغرب ، تضم الأساتذة: محمد أملح، نبوية العشاب،رشيد قباض والطلبة الباحثين: عمر حجي، بدر الدين المرابط، رشيد الزبير، مريم المودن .