البعد الأكاديمي في التعليم المختلط
الثلاثاء 08 غشت 2017 – 12:13:28
لماذا يتّجهُ الغرب وأمريكا إلى إعادة النظر في التعليم المختلط؟ هل هي لأسباب اجتماعية أو أخلاقية أو نفسية وتربوية؟ أو لأسباب تتعلق بالأسلوبية من أن المناهج تخاطب البنين في تناول الأفكار والميول وتتبع مراحل النمو؟ أو لأسباب تتعلق بالمشكلات التي نشأت بسبب ميل أعضاء هيئة التدريس إلى فئة الذكور أكثر من الإناث، لأن الطلاب أقدر على جذب المعلم ولفت انتباهه ؟ أو لقدرة الطالب على إبراز مهاراته وإمكاناته أكثر من الطالبة؟ أو أن هناك أسبابا دينية وقيمة نتيجة الأختلاط بين الجنسين في المرحلة المتوسطة والثانوية؟ إذن : هل هذه هي حقيقة التوجهات العامة لدى المؤسسة العلمية والبحثية في الغرب، أم أن هناك أسباب أخرى؟ وبحسب الدراسات والأبحاث المكثفة من مراكز البحث العلمي فإن الأسباب الأكاديمية هي التي بدات تطل برأسها على الساحة التعليمية في المدارس الثانوية، وفي الجامعات، حيث لاحظت مراكز الأبحاث تدني مستوى التحصيل العلمي، وانخفاض إقبال الطالبات على التخصصات العلمية والإتجاه إلى التخصصات النظرية في المدارس المختلطة أكثر من المدارس غير المختلطة (المستقلة) ولاحظ أولياء أمور الطالبات أن بناتهم يقبلن في المدارس المختلطة على التخصصات النظرية والعلوم الإنسانية ويحدث العكس في المدارس الغير المختلطة كما لا حظت مراكز الأبحاث والدراسات عدم إقبال الطالبات على تخصصات مثل الهندسة والرياضيات والفزياء والكيمياء.
وأدَّى ذلك إلى انخِفـاض عـدد من المعلمات في الحقول العلمية في مدارس الثانوية والجامعات، وانخفاض عدد المتقدمات للدراسات العليا في مجال الرياضيات والفيزياء مما دفع بأرقام كبيرة من الذكور إلى التخصصات العلمية وسيطروا على المدارس الثانوية وهيئة التدريس في الجامعات وفي المستشفيات والعيادات الطبية ومراكز الأبحاث والمختبرات مما أثر في التوازن الطبيعي في تلقي العلوم.
وأوجد مشكلات أكاديمية واجتماعية قاد إلى التمايز بين الجنسين وعطل كثيرا من فرص العمل لدى الفتيات ودفعهن بشكل ملحوظ إلى تخصصات نظرية قد لا يحتاج إليها سوق العمل مما يزيد في نسبة البطالة ويخلق مشكلات جديدة في المجتمعات الغربية. قضية المدارس المختلطة ليست خيار تخلى أو يسعى لأن يتخلى عنه الغرب لأسباب اجتماعية أو دينية أو حريات شخصية، بل لأسباب أكاديمية وتوازن طبيعي في فرص الوظائف وتحقيق الذات بين الجنسين