التنافس الدّولي في القارة الإفريقية
جريدة الشمال – م.الشعري ( القارة الإفريقية )
الخميــس 18 يناير 2018 – 15:27:42
وفي آخر القرن التاسع عشر تدافعت القوى الأوروبية للسيطرة على القارة الإفريقية فيما أطلق عليه “التكالب الاستعماري على إفريقيا” والذي كرسه مؤتمر برلين 1884، بوضع القواعد العامة لتأسيس منطلق الهيمنة للقوى الأوروبية الرئيسية (بريطانيا، فرنسا، بلجيكا، ألمانيا) في القارة الإفريقية، وقد صورت هذه القوى الأوروبية مهمتها على أنها تهدف إلى نشر الحضارة والمدنية في كافة مناطق العالم المختلف ومنها إفريقيا، إلا أن هذا الاستعمار كان السبب الحقيقي لتخلف القارة، حيث استنزف مواردها الطبيعية ووجهها لخدمة الاقتصاد الأوروبي.
*السياسة الأمريكية في إفريقيا
في فترة الحرب الباردة، لم تكن الدبلوماسية الأمريكية جادة في التدخل في القضايا الإفريقية بشكل مباشر، وكانت تركز في سياستها تجاه إفريقيا على تحقيق أربعة أهداف رئيسية تكمن في :
ـ احتواء المد الشيوعي
ـ حماية التجارة البحرية
ـ الوصول إلى مناطق التعدين والمواد الخام، ودعم ونشر القيم الليبرالية الخاصة بالديمقراطية وحقوق الإنسان. إلا أن المتغيرات الدولية الجديدة، وقيادة النظام أحادي القطبية أدى إلى إعادة توجيه السياسة الأمريكية نحو إفريقيا، وإعادة ترتيب أولويتها وأهدافها.
*الأهداف والمصالح الأمريكية في القارة الإفريقية
ترتبط السياسة الأمريكية في إفريقيا بعدة مصالح، فمن الناحية الاقتصادية تهدف الولايات المتحدة إلى فتح أسواق جديدة في مناطق مختلفة من العالم ومن أبرزها القارة الإفريقية التي تتسم بوجود فرص هائلة للاستثمار وأسواق مفتوحة للمنتجات الأمريكية يؤيدها في ذلك الشركات الأمريكية الهادفة إلى توسيع نطاق الاستثمارات الخارجية، وفتح الأسواق الإفريقية الواسعة أمام السلع الأمريكية، ويمكن تلمس أهداف التحرك الاقتصادي الأمريكي في إفريقيا من خلال التقرير الذي صدر عن مجلس العلاقات الخارجية في منتصف عام 1997 بعنوان “تعزيز العلاقات الاقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية مع إفريقيا” والذي أوصى بأن تكون الولايات المتحدة في مقدمة الدول الجادة الصناعية الكبرى التي تستفيد بشكل مباشر. ..