الجميلة “حنان أوبلا” تتربّـع على عرشِ جميـلات أمـازيـغ المغـرب 2017
الخميس 26 يناير 2017 – 18:30:11
احتضَنَت الجامعة الدولية بأكادير مؤخرا، اختيار ملكة جمال الأمازيغ‘ خلال احتفال بهيج، تزامنا مع احتفال المغرب بالسنة الأمازيغية الجديدة 2967. وكما كان الشأن بالنسبة للدورات السابقة، فقد تبارت عشر شابات أمازيغيات علي لقب “ميس أمازيغ 2017” استجبن لمعايير الاختيار التي وضعتها لجنة تحكيم تابعة لجمعية “إشراقة حنان” المنظمة، والتي تخص “الجمال الطبيعي، والأصل، ومعرفة اللغة الأمازيغية، والثقافة”.
ويحرص المنظمون على التأكيد على أن الهدف من هذه التظاهرة الثقافية والفنية، هو نشر الثقافة الأمازيغية وإبراز كنوزها ومكنوناتها وتسليط الضوء على موروثها الثقافي الضارب في التاريخ ، حيث إن “أمازغا” كانت تنتشر من مصر إلى جزر الكاناري وتمتد جنوبا إلى عمق إقريقيا عبر الصحراء الكبرى، كما أن الخط الأمازيغي التيفيناغ يعتبر من أقدم الأبجديات التي عرفتها الانسانية ، حيث تم العثورو على كتابات أمازيغية بمصر التي أنشأ الأمازيغ بها الأسرة الفرعونية الثانية والعشرين.
وقـد تَفاعـلَ الأمازيغ، عبرُ العُصور، مع الشعوب الكبرى التي عايشوها من فنيقيين و إغريق ورومان، وغيرهم، تفاعلا ثقافيا وحضاريا وعسكريا، صاغ شخصية الأمازيغ وأعطاها قدرة خارقة على التواصل، وسهولة كبيرة في الانفتاح على الغير.
ولعل العديد من المهرجانات التي تنظمها جمعيات ومؤسسات أمازيغية عبر تراب المغرب، تندرج في إطار تمكين الثقافة الأمازيغية من دور ريادي، هي جديرة به، في فضاء الثقافة الوطنية بعد أن أصبحت لغة وطنية ومكونا أساسيا من مكونات الهوية المغربية. كما أن نشاط بعض هذه المنظمات يهدف أيضا إلى إثارة الانتباه إلى ضرورة إعطاء مزيد من الاهتمام للمنطق الأمازيغية، شمالا ووسطا وجنوبا، على مختلف المستويات، ثقاقية واجتماعية واقتصادية وسياحية وأيضا على مستوة مخططات التنمية الشاملة.
احتفلت اختيار “ميس أمازيغ 2017” شهدت هذه السنة مشاركة العديد من فعاليات المجتمع المدني، من مثقفين وأدباء ومفكرين وفنانين ورجال الأعمال ومسؤولين عن المهن السياحية ، حيث كان “عرش الجمال” من نصيب الشابة حنان أوبلا وهي طالبة جامعية بكلية العلوم الاقتصادية بأكادير وحاصلة أيضا على دبلوم تقويم الأسنان من معهد متخصص.
وكان الاختيار قد وقع على عشر طالبات للمشارطة في مسابقة النهائية للفوز بلقب “ملكة جمال الأمازيغ” لسنة 2017، من بين 60 مترشحة ، فيما تم اعتماد مشاركة كل من نادية دغري (25 سنة)، وبشرى نايت القاضي (21 سنة)، و حياة حي (23 سنة)، وفاطمة رقيب (24 سنة)، و كوثر حرثوش (20 سنة)، وحسناء نيد عبد الله (22 سنة)، و أفلاح مريم (24 سنة)، وخديجة بعلي (23 سنة)، و حنان أوبلا (20 سنة) . وتتميز المتنافسات الـعشر بمستويات تعليمية متقدمة، حيث حازت أقلهن على شهادة البكالوريا ، وأعلاهن تدرس في السنة الخامسة من التعليم العالي (جامعي/ ماجستير)، فيما تختلف التخصصات العلمية التي يتابعنها، بين القانون، والتدبير الفندقي، والتمريض، والإنتاج السنيمائي، و الفيزياء. ومعلوم أن الفائزة بلقب “ميس أمازيغ 2017” سيكون عليها المشاركة في العديد من الأعمال الخيرية التي سوف تنظم برعاية جمعية “إشراقة أمل”، خاصة القافلة الطبية “تيويزي” لفائدة سكان دواوير المناطق الجبلية والحملات الإجتماعية التي تنظم خلال شهر رمضان و عيد الفطر وعيد الأضحى، بالإضافة إلى الحملات الاجتماعية لقائدة دعم وتشجيع التمدرس ومحاربة الأمية بالمناطق النائية.
وقد ضمت لجنة التحكيم في عضويتها كلا من رشيد بوقسيم مدير المهرجان الدولي للفيلم الأمازيغي “إسني ن وورغ”، والفنانة الأمازيغية خديجة سكارين، والشاعرة الأمازيغية خديجة أروهال، والصحافي الحسن باكريم مدير الجريدة الأمازيغية “نبض المجتمع”، والدكتورة لطيفة العبدلاوي، بالإضافة الى مصمم الأزياء الأمازيغية محمد يوهامو. وقد فازت الأنسة حنان أوبلا” بعرش الجمال الأمازيغي لسنة 2967، وهي من مواليد 1996، بدوار أتْبَّان جماعة اكلو باقليم تزنيت، وتتميز حنان بكونها تختزل جمال ورقة وإشعاع وتفاؤل المرأة الأمازيغية المعروفة بلباقتها ولياقتها وجمالها وحبها للعمل وتعلقها القوي بقيم الأسرة والمجتمع. وقد تابعت تعليمها الابتدائي والثانوي بمدينة تزنيت وتخصصت في شعبة العلوم الفيزيائية. وبعد حصولها على الباكالوريا التحقت بكلية العلوم الاقتصادية باكادير، وموازاة مع دراستها الجامعية ، التحقت بإحد المعاهد الخاصة وحصلت على ديبلوم ترميم الاسنان.
حنان مولعة بكرة السلة على أن هوايتها المفضلة هي المطالعة والاطلاع على ثقافات الشعوب. وتعزي مشاركتها في هذه المسابقة، بالرغم من العادات والتقاليد السوسية المحافظة، إلى والديها اللذين اقتنعا بفكرتها وأحاطاها بكامل الدعم والتشجسع، ما مكنها من التفكير في المشاركة، منذ السنة الماضية.”فالفضل يعود إليهما أولا وأخيرا” تقول حنان.
يذكر أن المنافسة كانت محتدة، هذه السنة، بين مشاركات كانت من بينهن ملكة مسابقة جمال جبال الاطلس القادمة من مدينة صفرو وحصلت كذلك بالمناسبة على ملكة جمال عارضات الازياء بمدينة فاس السنة الماضية ، بالاضلافة الى فتيات نشيطات في المجال الاجتماعي والرياضي من بينهن متبارية بطلة عالمية في رياضة التيكواندو وأخرى لاعبة ضمن فريق رجاء أكادير وطالبة من زاكورة لها تجربة كبيرة في مجال الجمعيات النسوية ومتاسبقات لهن ميولات في الشعر والسينما والمسرح والرابط المشترك بينهن جميعا أنهن حاصلات على شهادات جامعية الاجازة تشكل حدها الأدنى. وتقول حنان إنها استعدت لـ “يوم الحسم” استعدادا كافيا على المستوى الثقافي والعملي واستجمعت الكثير من المعلومات حول مادة المسابقة وطبيعتها ومتطلباتها، والباقي كان على لجنة التحكيم القيام به إلى جانب هيئة التصويت.
من أهداف ملكة جمال الأمازيغ لهذه السنة، العمل على رفع الصورة النمطية المرسومة عن المرأة الامازيغية، التي ترتسم في المخيلة المجتمعية على أنها ربة بيت مثقلة بالتقاليد والعادات وهي صورة لا تترجم حقيقة المرأة الأمازيغية اليوم بعد أن خطت حواجز الثقاليد وعانقت عالم العلم والمعرفة وأصبحت فاعلة في مختلف مجالات الحياة العامة. كما تطمح حنان إلى المساهمة في تحقيق الرقي للغة الأمازيغية حتى تدرك العالمية وتتبوأ مكانتها بين لغات العالم المتحضر. وترغب حنان أيضا في القيام بدور سفيرة للنوايا الحسنة عبر برنامج ستعمل على تنفيذه مع جمعية “إشراقة أمل” ،وذلك بالقيام بزيارات ميدانية للعديد من المناطاق النائية والمهمشة بجهة سوس ماسة والبداية بحملة طبية كاملة التخصصات، مع توزيع مساعدات غذائية وإنسانية على الاسر المعوزة والفقيرة بمنطقة ايموزار اذاوثنان.
هنيئــًا لحَنـان ولوالديها ولكـافـة سُكـان إقلـيم تزنين الذي تنتسبُ إليه إداريـا، ومزيدًا مـن التوفيق في دراستها الجامعية وفي نشاطها المقبل كملكة جمال أمازيغ 2017 وكسفيرة للخير، والأمل أن تكون فأل خير على بلاد الأمازيغ الأحرار.