الخطاط العالمي محمد قرماد يحل بتطوان
جريدة الشمال – الزهرة حمودان ( حوار )
الخميس 11 فبراير 2016 – 16:11:37
في غمرة نشوة هذه الايحاءات ، تم يوم الخميس 28 يناير 2016 ، افتتاح غاليري ” دار الفن ” للرسامة التشكيلية ، مريم أفيلال ، الذي دشنه الفنان محمد قرماد ، الخطاط المغربي/العالمي ، الرجل السعيد الذي تحالف مع الحرف ، ليكتب أفكاره فنا تعبييريا ، بلاغته اللون و الظلال و الفراغات ، دون الاستغناء ، عن حضور” الصمغ” روح الحرف المغربي الأصيل…الحرف الذي اقتحم بروحانيته العتبات القدسية .
قص شريط الافتتاح إلى جانب الفنان الضيف ، الفنان التشكيلي سعد بن سفاج ، بحضور حشد من فناني و مثقفي مدينة تطوان.
و حتى لا يظل كلامي عبارة عن انطباعات خاصة ، كانت لي مع هذا الفنان الشامخ بتواضعه الجم ، و سعة صدره ، و غزارة معرفته ، و عمق تجربته ، هذا الحوار ،ا لمختلس من وسط جمع كثيف لمحبي الفنان قرماد و عشاق طاقته الابداعية في فن الخط العربي خاصة، و فن التشكيل بصفة عامة.
على أن ندرج حوارنا مع صاحبة مشروع ” دار الفن”، في العدد اللاحق بإذن الله.

س : الأستاذ محمد قرماد ، أولا تطوان ترحب بحضورك ، و تشكرك على عبق الابتهاج ، الذي نثرته لوحاتك في هذا الفضاء الأنيق . أستاذ قرماد هناك جيل ـ و أنا منهم ـ تعرف عليك مبدعا في فن الخط ، من خلال التلفزة المغربية ، كيف تقيم تجربتك في حضن استديوهات التلفزة المغربية ؟
ج: التحقت للعمل بالاذاعة سنة 1969 ، كانت تجربة غنية بكل المقاييس…أفدت عندما أشرفت على تأسيس ورشات فن الكرافيزم بها. و استفدت بتطوير أدواتي الفنية ، سواء و أنا أقدم أعمالي الفنية ، من خلال برامج التلفزة المغربية ، أو من خلال ما قدمته من معارض و مساهمات محلية و دولية ، و أنا في حضنها.
س : الأستاذ محمد قرماد ، سمعت من أحد المعجبين بفنك ـ و الذي يبدو أنه متابع لنشاطك الفني ، منذ فترة اشتغالك بالتلفزة المغربية ـ يتساءل ربما قيدتك لوظيفة في وقت من الأوقات ، هل حدث ذلك فعلا؟
ج: لا أبدا قمت بأول معرض لي سنة 1970 ، برواق باب الرواح ، و أنا موظف بالتلفزة المغربية، و بعدها كانت الانطلاقة إلى الشيلي ثم الصين فاليابان ، مرورا بالدول العربية..و كل هذا و أنا منتسب لطاقم موظفيها .
س :الأستاذ محمد قرماد ، بالنسبة للخط العربي ـ و كما لا يخفى على المهتمين بهذا النوع من الفنون العريقة ـ له مدارس شهيرة ، منها الخط الفارسي/العربي و منمنماته والخط الكوفي و صولته ، ثم المغربي و نسخته الأندلسية. أين تنطلق ملكة الفنان قرماد نحو المطلق في الابداع بين كل هذه المدارس؟
ج: أنا مدرستي المجتمع….بمعنى أنني أجمع بين الخط و الفكرة و الفنية…أخرج الخط من ثبوتيته نحو التفاعل.
س : الأستاذ محمد قرماد ، هل يمكن أن نفهم من هذا ، أن الخطاط المغربي محمد قرماد لوحده مدرسة مستقلة ؟
ج: طبعا، و قد أحسست بهذا، حين أمرنا صاحب الجلالة محمد السادس بالبحث في أصول الخط المغربي. فمن المعلوم أنه ـ حفظه الله ـ خصص جائزة للخطاطين الباحثين و المتمرسين ، و كذا المهتمين بالخط العربي/المغربي. لهذا أدعو جميع الفاعلين في هذا المجال ، لتكثيف الجهود ، في التنقيب عن كنوز فن الخط العربي ، و تتبع اثاره في كل المعمور، كزيارة قصر الحمراء بغرناطة…و العمل على إخراج المخطوطات التي لا زالت طي الصناديق المغلقة ، كالعقود ، و الرسائل ، و مختلف نصوص المعاملات و الوثائق المخزنية. فالتراث هو ملكية جماعية.
س : الأستاذ محمد قرماد ، سمعتك و أنت تشرح لأحد زوار المعرض ، أسرار إحدى لوحاتك ، أنها منقوشة على الجلد ، فما هي باقي العناصر التي اشتغلت عليها في باقي أعمالك؟
ج: اشتغلت على الجلد ، و الحرير، و سعف النخيل ، و مجموعة من الحوامل الخطية الأخرى كالحجر و النحاس و غيرهما . كما خضت تجارب أخرى ، خلال تظاهرات فنية في بعض المناسبات خارج الوطن حيث اشتغلت خلال زيارتي للشيلي على أشعار بابلو نيرودا . كما تناولت في بعض أعمالي خلال زيارتي للصين و اليابان، تجربة فنية مع خطاطي الشرق الأقصى ، و هي تجربة لقيت نجاحا كبيرا ، توجها حصولي على الجائزة الشرفية للخطاطين الصينيين ، و الجائزة الشرفية الدولية للخطوط في بكين..
و من خصائصي الفنية ـ يضيف الفنان الأكاديمي محمد قرماد ـ أنني أدخلت لفن الخط الزخرفة و الألوان.
الرجل السعيد ذو الابتسامة المشعة بإشراقة النبوغ ، في جعبته الكثير مما يمكن أن يقوله ، لولا إلحاح محبيه ، و محاصرة عشاقه ، إما لأخذ الصور التذكارية ، أو لتوقيع كتالوج المعرض.
غصت القاعة ، و زخرت بعشاق احد رواد فن الخط العربي ببلادنا و بسائر بلدان العالم ، و مع ذلك يصرهذا الرجل أن يجترح من اللحظة ، ما يمكنه من توجيه الشكر لصاحبة الرواق السيدة مريم أفيلال قائلا ” هذا أول معرض لي بقاعة من هذا النوع ، لهذا أتوجه بالشكر لهذه السيدة على الجهد الجبار الذي بذلته لإخراج هذا المعرض بهذه الجمالية التي جذبت عشاق الخط العربي” ، و للصحافة معبرا ” كما أوجه شكري الخاص للصحافة على دورها في نشر الوعي الفني .”
و للإشارة فإن من أعمال الفنان التشكيلي و الخطاط المغربي محمد قرماد ، تخطيط المصحف المتلفز للتلفزة المغربية . كما كتب اكبر مصحف على النحاس ، هدية للقوات المسلحة الملكية . حظي بجائزة الملك محمد السادس التكريمية للخطوط المغربية . كما يعتبرأول فائز بالجائزة الشرفية الذهبية من فرنسا. .
أجرت الحوار : الزهرة حمودان