الدكتورة هدى المجاطي ..
الجمعة 03 يونيو 2016 – 10:02:22
نالت الدكتورة هدى المجاطي جائزة عبد الله كنون «الدورة العاشرة » في الدراسات الأدبية المغربية. وقد استحدثت هذه الجائزة سنة 1992 وتمنح لأحسن عمل بحثي في: تحقيق التراث المغربي، الدراسات الأدبية المغربية، الدراسات الإنسانية. هنيئاً للدكتورة هدى عضو هيئة تحرير جريدة «الشمال » والباحثة المتميزة في التاريخ الثقافي الحديث بشمال المغرب. وبهذه المناسبة أجرت معها «الشمال » الحوار التالي :
1- نلـت مؤخرا جائزة عبد الله كنون في الدراسات الأدبية المغربية (الدورة العاشرة)، ماذا يعني لك هذا الاستحقاق؟ قبل أن أجيب، أرى أنه من المفيد تنوير القراء بهذه الجائزة التي استحدثت سنة 1992، بلغت هذه السنة دورتها العاشرة، تمنح في ثلاث مجالات علمية وأدبية وفكرية: التحقيق، الدراسات الأدبية المغربية، الدراسات الإسلامية. وأنا أشعر بالغبطة لحصولي على جائزة عبد الله كنون ضمن كوكبة من الباحثين. للجائزة قيمة معنوية اعتبارية لأنها تحمل اسم شخصية بارزة في التاريخ العلمي والثقافي في العالم العربي..صاحب أطروحة ‹‹النبوغ المغربي›› التي كانت تعريفا لأشكال حضور نبغاء المغرب في الأدب والعلوم ضمن المكون الأدبي الإسلامي. 2
2- ما هو البحث الذي تقدمت به لنيل الجائزة؟
تقدمت ببحث في موضوع : الحياة الثقافية في شمال المغرب من خلال الصحافة المكتوبة (1912-1956) توخيت من خلاله ملامسة جوانب مضيئة من المشهد الثقافي في هذه المرحلة، عبر استقراء المادة المبثوثة في صحف ومجلات الشمال زمن الحماية الإسبانية. تطرقت فيه بداية للسياق التاريخي للمرحلة موضوع الدرس؛ بالتركيز على فرض الحماية على المغرب، والمقاومة المسلحة، ثم الدينامية السياسية في الشمال من الحماية إلى الاستقلال. وخصصت بابا للصحافة في شمال المغرب على عهد الحماية الإسبانية: ظروف نشأتها، مساراتها وتوجهاتها، ثم رصد كرونولوجي للصحف والمجلات الصادرة في شمال المغرب. وبالاطلاع على المادة المبثوثة في الصحف والمجلات الصادرة في الشمال؛ نجد شعرا متنوعا وغنيا استثمر العناصر الأولى للأدب الحي، لذلك كان من الضروري دراسة اتجاهات الكتابة الشعرية في هذه المرحلة، ثم دراسة الأجناس الأدبية الأخرى: المقالة، القصـة، المسرح، المساجلات، المراسلات، العمل الترجمي..
3- ما علاقة البحث بالمشروع العلمي الخاص؟
في الواقع، أشتغل على مشروع علمي مرتبط بالأدب والثقافة بشمال المغرب، وعلاقتهما بالتاريخ المجتمعي.. أبحث في جوهر وقيم الشمال من خلال ما كتبه أدباء ومثقفون ومفكرون وعلماء الدين، وما كتبه وافدون أجانب خاصة الإسبان، الذين ساهموا في إحياء وإنعاش وتطوير المشروع الثقافي..
4- لماذا البحث في شمال المغرب؟
شمال المغرب في هذا العهد يشهد دينامية جديدة على كل المستويات، والتاريخ الثقافي يدعم هذه الدينامية في إطار الثوابت. شمال المغرب كانت له ريادة في كل المجالات الثقافة، كما أن فترة البحث (1912-1956) لم تكن موضوع اهتمام من طرف الباحثين؛ إذ ظلت مجموعة من الإنتاجات الفكرية لأدباء وشعراء غير معروفة لدى النقاد والدارسين. ولا يرجع اختياري لشمال المغرب إلى نزعة محلية، بل لأن هذه المنطقة عرفت نهضة ثقافية متميزة كان من مظاهرها صدور عدد كبير من الصحف والمجلات..
5- الحديث عن الجائزة (كونها في الشمال)
تخصيص جوائز في شمال المغرب ليس أمرا جديدا، هو أمر مؤصل منذ سنوات طوال؛ ففي النصف الأول من القرن العشرين، كان من مظاهر العناية بالآداب والثقافة استحداث جوائز أدبية مثل: جوائز معهد مولاي الحسن للأبحاث، وجائزة معهد الجنرال فرانكو، وجائزة المغرب للآداب. جائزة عبد الله كنون للدراسات المغربية والدراسات الإسلامية هي جائزة تشجيعية تهدف إلى تحفيز الباحثين في كل ربوع المغرب على الإنتاج الأدبي الجيد.
كلمـة أخيرة: أشكرُ اللّجنة العلمية المُوقـرة التي مَنَحتني الجـائزة، كما أشكر مؤسسة عبد الله كنون للثقافة والعلوم الواجهة الثقافية لمدينة طنجة وراعية هذه الجائزة والساهرة على استمرارها. والشكر موصول إلى جريدة الشمال الغراء التي تواكب مختلف الأنشطة الثقافية المنظمة في هذه الجهة. وأستحضر في هذا الزخم همة عالم جليل ارتبط اسمه بهذه الجائزة، عرفناه مدرسا وباحثا ومؤلفا، إنه الراحل الدكتور سيدي عبد الله المرابط الترغي رحمه الله، وقد ألهمه الله قبل رحيله إهداء مكتبته العامرة إلى مؤسسة عبد الله كنون. كما أشكر أستاذي الفاضل الدكتور سيدي عبد اللطيف شهبون أكرمه الله الذي واكب مراحل إنجاز العمل الذي تقدمت به للجائزة باهتمام كبير، وعلى توجيهاته القيمة طيلة مسيري العلمي.