العلّامة صهيب بن محمد الزمزمي ابن الصديق 1364هـ – 1412هـ / 1945م – 1992م
جريدة الشمال – د. رشيد العفاقي (صهيب بن محمد الزمزمي )
الجمعة 24 نوفمبر 2017 – 12:13:15
•كانت للشيخ العلامة محمد الزمزمي بن محمد بن الصديق منزلة سامية في الأوساط العلمية بطنجة والمغرب، بل وفي العالم الإسلامي. وقد أنفق هذا العالم الجليل عمره في التدريس وبث العلم، وتبيان الشريعة الإسلامية الصحيحة، فانتفع به خلق كثير. كما حرص على تربية أبنائه، وتنشئتهم تنشأة علمية، وقد أتت تلك التربية أكلها فسار الأبناء على خُطى الوالد إذ تخرّجوا علماء وفقهاء وهم: صهيب وعبد الباري رحمهما الله، وأبي بارك الله في عمره. وكان لهم – كما والدهم العلامة محمد الزمزمي- نصيب طيب في التأليف في المواضيع التي نبغوا فيها وحصّلوا علومها وفنونها. وفضلا عن التآليف العلمية المرتبطة بالشريعة والعقيدة والمنطق والتربية الإسلامية وغيرها، قيّدوا مذكرات في التاريخ والتراجم والسير الذاتية، فمن ذلك ما قيده العلامة أبي بن محمد الزمزمي في تراجم بعض رجال طنجة وفي مواضيع من التاريخ المغربي الأندلسي، وأيضا ما كتبه العلامة صهيب بن محمد الزمزمي في سيرته الذاتية التي حصلت على نسخة منها ورأيتُ من المفيد أن أقدم نصّها للمهتمين بفن تراجم علماء طنجة، وللقراء عامة. يقع تقييد سيرته في 24 صفحة، وقد فرغ المؤلف من كتابته في شهر صفر من عام 1412هـ/1991م، شهورا قليلة قبل وفاته، فقد انتقل صاحب الترجمة إلى جوار ربه يوم الثلاثاء 24 شوال 1412هـ، الموافق لـ 28 أبريل 1992م، رحمه الله رحمة واسعة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• الإسم والنسب :
صهيب بن محمد الزمزمي بن محمد بن الصديق الإدريسي الحسني – إن شاء الله تعالى. واسم الوالدة: خديجة بنت أحمد بن عبد الحفيظ بن أحمد بن أحمد بنعجيبة.
• المولد – تاريخه ومكانه :
كانت ولادتي فجر يوم الأربعاء […] من شهر رجب عام أربع وستين وثلاثمائة وألف [1364هـ/1945م]. وذلك بحومة الزيتونة، حيث كان مسكن الجد – الشيخ محمد بن الصديق- وبيت أسرته من بعده. فقد كان يقيم فيه – آنذاك- والدي، وأخوه الأكبر الشيخ أحمد – رحمه الله-، وكذا جميع أفراد عائلة الجد – جدّد الله عليه الرحمات-، من زوجاتٍ وبنين وبنات وخدم، ما خلا الشيخ عبد الله والشيخ عبد الحي والشيخ عبد العزيز، فإنهم كانوا في القاهرة. وقد صار هذا البيت – فيما بعد- مدرسة للبنات ثم تحولت هذه المدرسة إلى حي آخر خارج أسوار المدينة وبقيت تحمل اسم «مدرسة الزيتونة» إلى يومنا هذا. وعلى مسافة قريبة من بيت الجد الذي ولدت فيه، توجد الزاوية التي أسسها الجد لتكون معهدا لنشر العلم ومأوى للمتعلمين ورباطا للذاكرين.
• في الطفولة :
في ذلك البيت قضيت الأعوام الثلاثة الأولى من حياتي بين أحضان العمات والأعمام الكرام الذين حظيت منهم – جميعا- بحسن الرعاية وجميل العناية، جزاهم الله خيرا وأجزل لهم المثوبة في الدنيا والآخرة. وخاصة منهم السادة: الشيخ أحمد رحمه الله، والشيخ عبد الحي، والشيخ عبد العزيز، والدكتور إبراهيم، بارك الله في حياتهم. وفي زاوية الجد تعلمت الكتابة، وقرأت ما تيسر من القرآن على الفاضل السيد أحمد الجرفطي – رحمه الله- الذي كان من مريدي الجد، وإماما في الصلوات الخمس بالزاوية. ثم تابعت قراءة القرآن وأتممت استظهاره وحفظه بإتقان – والحمد لله- على معلم آخر هو الفقيه الزاهد السيد العلمي بن علي بن محمد بن عبد السلام الأنصاري – رحمه الله. وذلك بكُتّابه الذي كان مجاورا للجامع الكبير، والذي أدخل إلى المسجد المذكور ضمن التوسعة التي شملت مرافق أخرى كانت بجواره. ومن فضل الله عليّ أني – في هذه المرحلة من حياتي- كنت أُصبح وأُمسي بين مجالس العلم، وأغدو وأروح على حلقات التدريس: فمجالس الوالد والأعمام لم تكن تخلو من حديث علمي وحوار حول بعض مسائله. كما كان لكل واحد من أولئك الإخوة الثلاثة – الوالد والشيخين: عبد الحي وعبد العزيز- حلقة أو أكثر لتدريس العلوم الشرعية في رحاب الزاوية. وكثيرا ما كان يسعفني الحظ بالحضور في هذه أو تلك، مع الإنصات والاستماع باهتمام إلى ما يدور فيها ويقال. وفي تلك الأيام كان التعليم الديني النظامي يتم في الجامع الكبير، ويضم خمس أو ست حلقات يتولى التدريس فيها: الفقيه السكيرج، والفقيه الجزائري المؤذن، وعبد الحفيظ كنون، والفقيه الوسيني، والسميحي، والبرّاق، والصائل، وغيرهم. وكنتُ أغشى تلك الحلقات وأنتقل من واحدة إلى أخرى بدافع الفضول الصبياني ورغبة في الاستمتاع بطرق الإلقاء المتباينة من فقيه إلى آخر.
• في المراهقة :
بفضل تلك الأجواء العلمية التي أصبحت جزءا من حياتي اليومية، غدوتُ – وأنا في سني المراهقة- مفعم القلب بحب العلم، تواقا إلى تحصيل المعرفة، حريصا على القراءة، رغم أني كنت – يومئذ- لا أفهم إلا القليل مما أقرأه. فبدأت – أوّلا- بقراءة كتاب «فتوح الشام» للواقدي، ثم قرأت كتابه في «المغازي». وأثناء ذلك قرأت كتابا ملخصا في السيرة النبوية، كنت أستعين على فهمه بشروح شفوية من الوالد رحمه الله. وبلسان سؤول وقلب عقول، أعانني الله على فهم وإدراك عدد من المسائل الفقهية قبل دراستها في كتب الفقه، إذ كنت أُكثر من إلقاء الأسئلة على الوالد – رحمه الله- في قضايا مختلفة، فأعِي إجاباته عليها وأفتي بها الناس. حتى إن الوالد – رحمه الله- قال لي مرة: «لو دونت هذه السؤالات وأجوبتها في دفتر لكان أحسن».
• بعد مغادرة الكُتّاب :
كان آخر عهدي بالكُتّاب هو يوم سابع ذي الحجة من عام اثنتين وثمانين وثلاثمائة وألف. وفي مطلع سنة ثلاث وثمانين [وثلاثمائة وألف] شرعت في دراسة كتاب «النحو الواضح» على الوالد رحمه الله. وكنت قبل ذلك بنحو سنة – تقريبا- قد شرعت في دراسة الفقه – على الوالد أيضا- بكتاب «القوانين الفقهية» لابن جزي الأندلسي. على أن دراستي كلها كانت على الوالد، فعليه درست: «النحو الواضح» بأجزائه الستة. وعدة أبواب من «الخلاصة» لابن مالك، بشرح ابن عقيل. و«القوانين الفقهية». و«الفقه على المذاهب الأربعة» الجزء الأول والثاني منه. وشيئا يسيرا من كتاب «المغني» لابن قدامة الحنبلي. وبضعة أبواب من «التحفة» بشرح الكافي، أو المسمى بهذا الاسم على الأصح. وبضعة أحاديث من «بلوغ المرام» للحافظ ابن حجر، بشرحه المسمى «سبل السلام» للأمير الصنعاني. وأبوابا من «نيل الأوطار» للشوكاني. وكتاب الحج من «بلوغ المرام» سردا مع تعليقات شفوية للوالد. ونحو الربع من تفسير الجلالين. و«البلاغة الواضحة». وقطعة من «الجوهر المكنون» في البلاغة. و«علوم البلاغة» للمراغي. وكتاب «المنطق المشجر». وشرح «السلم» في المنطق، للبناني، إلى القضايا. و«الورقات» في أصول الفقه، لإمام الحرمين، بشرح. والجزء الأوّل من شرح المحلي على متن «جمع الجوامع» في الأصول – أيضا- لابن السبكي.
• اهتمامات ثقافية :
خلال المرحلة الدراسية شغفت بالقراءة ومطالعة الكتب، فأقبلت على القراءة بنهم متواصل، فكنت أُمضي وقتا طويلا من النهار وساعات متوالية من الليل في القراءة، لا أملّ ولا أسئم حتى يغلبني النوم. وبما أن اهتمامي لم يكن ينحصر في لون خاص من الثقافة، فإنّ قراءتي – هي الأخرى- كانت عامة غير قاصرة على كتب ذات اتجاه معين.
فكنت أقرأ الصحف والمجلات العلمية والثقافية، وكتب الحديث والسيرة النبوية، وتاريخ الخلفاء الأربعة، وغيرهم من الخلفاء، وتاريخ المغرب، والسير الذاتية، وتراجم الأعلام، والردود العلمية والأدبية. وقرأت لبعض الأدباء من القدماء والمحدثين: كابن المقفع، والجاحظ، وأبي حيان التوحيدي، ومصطفى صادق الرافعي، وعباس محمود العقاد، وطه حسين. ولا أذكر – الآن- أني قرأت شيئا مترجما عن غير العربية سوى كتاب «التاج»، وكتاب عن «راسبوتين»، وسلسلة «جولات في مغرب أمس»، و«كفاحي» لهتلر، والجزء الأول من مذكرات ديجول، وبعض الصفحات من «مذكرات تشرشل»، ومذكرات عن الحرب العالمية الثانية بأقلام قادة عسكريين من الشرق والغرب، وكتاب بعنوان «المدرسة الجاسوسية» عن تكوين الجواسيس في روسيا. ومن المشاهير الذين قرأت لهم – حسبما أذكر الآن-: الإمام الشافعي، قرأت له «الرسالة» في أصول الفقه. وابن تيمية، «مقدمة في أصول التفسير». وكتبا أخرى. وابن القيم، رسالة في حكم طلاق الغضبان. وابن حزم «جوامع السيرة» ورسالة في الأخلاق ومداواة النفوس، وطوق الحمامة، كما قرأت له في «المحلى» و«الإحكام في أصول الأحكام». وقرأت لابن رشد «مناهج الأدلة»، وصفحات من «فصل المقال». ومحمد عبده، جزءا فيه تفسير سورة أو سورتين من القرآن الكريم. ورشيد رضا، «الوحي المحمدي»، وغيره. وسيد قطب ومحمد قطب، مجموعة من كتبهما. والمودودي، «الانقلاب الإسلامي». وأحمد أمين، «إلى ولدي»، و«زعماء الإصلاح»، و«حياتي».
• علم الحديث :
بحكم نشأتي في بيت يهتم أكثر أفراده بعلم الحديث النبوي الشريف روايةً ودرايةً، فقد وجدتني – وأنا في سني الطفولة- أحب كلمة «السنة» وكلمة «الحديث»، ثم تطور هذا الحب – فيما بعد- إلى تعلق متين ورغبة قوية وحرص شديد على أن أكون من أهل هذا العلم الشريف ومن ذوي الاختصاص فيه. ونتيجة لذلك كله بدأت – أولا وقبل كل شيء- بقراءة كتب الأعمام، فقرأت المطبوعات من كتب الشيخ أحمد رحمه الله، ومن كتب الشيخ عبد الله، والشيخ عبد العزيز، والشيخ عبد الحي، وهي لا تخلو من قواعد وفوائد تتعلق بهذا العلم الشريف. ثم قرأت «الرسالة المستطرفة» للشيخ محمد بن جعفر الكتاني. ثم دأبت على قراءة كتب «المصطلح»، كـ«تدريب الراوي» للسيوطي، وشرح «النخبة» للحافظ ابن حجر، و«الباعث الحثيث» لابن كثير، و«مباحث في علوم الحديث»، للدكتور صبحي الصالح، وقرأت أخيرا «النكات» للحافظ ابن حجر. وقرأت «الرفع والتكميل في الجرح والتعديل»، للشيخ عبد الحي اللكناوي، بتعليق الشيخ عبد الفتاح أبي غدة. كما قرأت كتاب «الصارم المنكي»، للحافظ ابن عبد الهادي، وهو غزير الفائدة في هذا العلم الشريف. وخلال قراءتي للكتب المذكورة وغيرها مما له علاقة بطلبتي، كانت تعترضني إشكالات يستعصي على إدراك حلولها، وتنقدح في نفسي أسئلة تبقى معلقة من غير إجابة، فلما عاد من مصر عمنا وشيخنا المحدث السيد عبد الله ابن الصديق – بارك الله في حياته-، زرته في اليوم الثاني من وصوله إلى طنجة، وما كاد يستقر بي المجلس إلى جنبه، حتى بدأت ألقي عليه ما علق بذهني من إشكالات وسؤالات حول علم الحديث الشريف. فوجدت عنده الأجوبة الشافية والردود المقنعة. ويومها قلت له: كيف يمكن امتلاك ناصية الحديث؟ فأجابني بقوله: «علم الحديث: رجال، وعلل، ومتون»، .. وسمى الكتب التي ينبغي قراءتها لنيل المطالب الثلاثة، جزاه الله خيرا.
• إجازات في علم الحديث :
كنت طلبت من والدي – رحمه الله- أن يجيزني على طريقة المحدثين، فأشار عليّ بأن آتيه – أولا- بكتاب «المعجم الوجيز للمستجيز» للحافظ الشيخ أحمد ابن الصديق رحمه الله، فطلبته حتى وجدته، فلما جئته به نظر فيه نظرة وقال: «سأجيزك من بعد»، لكنه ما فعل. ثم بعثت رسالة إلى علال الفاسي أستجيزه فيها، فلم أتلق منه أي جواب. ثم كاتبت الشيخ الألباني في الموضوع نفسه فلم يجبني هو الآخر. أما شيخنا الفاضل أبو الفضل السيد عبد الله ابن الصديق، فما أن طلبت منه الإجازة حتى تفضل عليّ بها شفويا بقوله: «أجزت لك أن تروي عني جميع مروياتي بشرط الضبط والتثبت». جزاه الله خيرا. ومساء يوم الجمعة الثاني عشر من صفر عام اثنتي عشرة وأربعمائة وألف، كنت في زيارة له صحبة الدكتور محمد فؤاد البرازي، فأعطانا رسالة طبعت له أخيرا بعنوان «أسانيد الكتب السبعة في الحديث»، وكتب اسم كل واحد منا في نسخته، من باب التأكيد لإجازته لنا بما في الرسالة. وفي عام اثنتين وتسعين وثلاثمائة وألف، كنت في زيارة للدكتور الهلالي – رحمه الله- في بيته بالمدينة المنورة – على ساكنها أفضل الصلاة والسلام-، فاستجزته، فوعدني بإرسالها إليّ، فوفى بوعده وأنجز، لكنها – مع الأسف الشديد- ضاعت مني ضمن أوراق كانت قد ضاعت مني بعد سنة ألف وأربعمائة. فالحمد لله على كل حال. واستجزت الشيخ عبد العزيز ابن باز، وهو – يومئذ- عميد الجامعة الإسلامية بالمدينة، لكنه اعتذر عن ذلك بأنه لم تكن له عناية بهذا الشأن. وفي شهر رمضان زرت مسند الدنيا – كما يسميه شيخنا- الشيخ محمد ياسين الفاداني – رحمه الله- في بيته بمكة، فأجازني، وأعطاني مؤلفاته المتعلقة بهذا الفن.
• في مجال التعليم :
صلتي بهذا المجال بدأت في أوّل عهدي بطلب العلم، حيث كنت أُقرأ للطلبة في بيتنا كل ما أقرأه على والدي أولا بأوّل، ومنذ ذلك الوقت وإلى يوم الناس هذا، لم أنقطع عن التعليم والتدريس إلا في فترات معدودة ولأسباب قاهرة. وهكذا دَرَّست – ولله الفضل والمنة- الكتب الآتي ذكرها: ▪ النحو بسلسلة «النحو الواضح». ▪ وقطعة من الألفية بشرح ابن عقيل. ▪ والفقه بكتاب «القوانين الفقهية» لابن جزي. ▪ شيء يسير من تفسير الجلالين. ▪ المنطق بـ«المنطق المشجر». ▪ أصول الفقه بـ«الورقات» لإمام الحرمين بشرح الحطاب. ▪ ومقدمة «جمع الجوامع» بشرح المحلي. ▪ وفي السنوات الأربع التي قضيتها ببلجيكا، أقرأت لمجموعة من الطلبة «النحو الواضح»، ولمجموعة من الأساتذة العاملين في المدارس البلجيكية، أقرأت لهم أصول الفقه. ▪ وفي طنجة درّست «الباعث الحثيث». وأبوابا من «نيل الأوطار». ومنذ سنة، شرعت في قراءة النحو لمجموعة من خيرة الشباب، وكتاب «فيض الغفار» للشنقيطي، و«فقه السنة» للسيد سابق. ▪ ولي صلة بجانب آخر من مجال التعليم، وهو التوجيه الديني المُعَبّر عنه في زماننا بالوعظ والإرشاد. فكما أني اليوم أقوم بمهمة الخطابة وكذلك التدريس في نفس المسجد الذي أخطب فيه، أيضا، فقد كنت أخطب في الزاوية الصديقية بطنجة، وبالزاوية الصديقية بالعرائش. وألقيت دروسا بالجامع الكبير غير ما مرة. وكنت خطيبا بمسجد حي ابن خلدون، فكنت ألقي فيه درسا يوم الجمعة قبل الخطبة. وألقيت دروسا في بعض المساجد بمدينة الدار البيضاء في مناسبات مختلفة. وفي «مسجد السنة النبوية» الذي كان لي الشرف بتأسيسه في العاصمة البلجيكية، كنت أخطب يوم الجمعة، وألقيت فيه دروسا في الفضائل والفقه والتفسير والسيرة النبوية، وغير ذلك. كما كنت أقوم بزيارة بعض المساجد في العاصمة وخارجها، وفي هولندا، فألقي فيها دروسا. ▪ أما المحاضرات، فقد ألقيتها: مرتين بقاعة دار الشباب. ومرتين بالمعهد الإسباني. ومرة بمقر إحدى الجمعيات بمدينة طنجة. كما ألقيت محاضرة بقاعة دار الشباب بمدينة شفشاون.
• ميدان التصنيف، والتأليف :
ولجت هذا الميدان وأنا دون سن العشرين: (1)- فقد بدأت باديء ذي بدء بجمع أحاديث في فضائل القرآن من «الترغيب والترهيب» للمنذري، وجعلت أشرحها واحدا واحدا، ثم لم ألبث أن أتلفت تلك الأوراق بإحراقها بالنار. (2)- ثم صنفت رسالة صغيرة في المولد النبوي الشريف، وهي التي ظلت تقرأ لعدة سنوات في الاحتفالات التي كان الوالد – رحمه الله- يقيمها بالمناسبة. وممن كان يقرأها الأخ محمد الجردي السعيدي. (3)- وجمعت رسالة صغيرة – أيضا- سميتها «سنن الولادة»، طبعت بطنجة سنة [..] وعدد صفحاتها [..]. (4)- ورسالة أخرى بعنوان «زكاة الحلي واجبة في الإسلام»، طبعت بطنجة – أيضا- في سنة [..] وعدد صفحاتها [..] (5)- وبطلب من الوالد – رحمه الله- كتبت رسالة بعنوان «حكم رفع اليدين بالدعاء بعد الصلوات المفروضة»، لكن الوالد نسخها بخط يده، وتصرف في أسلوبها بعض التصرف، ثم طبعها تحت عنوان «الدعاء بعد الصلاة بدعة». طبعت بطنجة سنة [..] وعدد صفحاتها [..] (6)- وبطلب من الوالد – أيضا- كتبت بحثا ناقشت فيه الأدلة التي أوردها الشيخ أحمد ابن الصديق – رحمه الله- في كتاب «نفث الروع»، فلما قرأه الوالد – رحمه الله- أعجب به – كما أعجب بالذي قبله- أيما إعجاب، وسماه: «فتح الضلوع لإبطال ما نفث به الروع، من أن الركعة لا تدرك بالركوع»، ثم كتب عليه بخطه: «اطلع على هذا البحث عبد الله محمد الزمزمي.
فوجده بحثا شافيا في الموضوع، فجزى الله خيرا كاتبه وأعانه على العلم وتحقيقه». وقد طبعت عدة نسخ من هذا البحث على الآلة الكاتبة، في سنة 1396هـ. (7)- «السنة بين اختلاف الدعاة وحيرة الأتباع». طبع سنة 1409هـ بتطوان، عدد الصفحات: 72. (8)- «صوت السنة»، صحيفة كنت أصدرها في طنجة، وكتبت فيها عدة مقالات وفتاوى.
توقفت عن الصدور – لأسباب مادية- بعد ظهور العدد التاسع منها. (9)- «الحضارة الإسلامية وفضلها على الحضارة الغربية». محاضرة نشرت في العدد [..] من «صوت السنة». (10)- «الإسلام رسالة عالمية»، محاضرة نشرت على صفحات العدد [..] من «صوت السنة». (11)- «إقامة البرهان على جواز تعبد الحائض والجنب بتلاوة القرآن». (12)- «الإهلال، بتحريم أغلال». (13)- ردود على أسئلة وردت على الوالد من شفشاون، فأحالها عليّ للإجابة عليها، وقد بعثت إلى أصحابها غُفْلًا من أي توقيع أو اسم ينم عن كاتبها. هذه الثلاثة، ضاعت مني مع أوراق وتقييدات أخرى في محنة تعرضت لها ببلجيكا، قصم الله ظهر من أثارها، وكسر عظم من أخذها. (14)- «قمع الغبي، المفتري على القرآن والنبي»، مخطوط. (15)- «صور من الحياة المعاصرة كما جاءت بها الأحاديث النبوية»، مخطوط. (16)- «خصائص المجتمع النبوي»، مخطوط. (17)- «أصول التمدن والحضارة في السنة النبوية».
••••
نسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا، ويزيدنا علما، وأن يهدينا إلى ما فيه صلاحنا وسعادتنا. بيده الخير وهو على كل شيء قدير، وله الحمد في الأولى والآخرة وهو الحكيم الخبير. وكتبه العبد الفقير إلى عفو ربه صهيب بن محمد الزمزمي ابن الصديق. طنجة، الجمعة [..] صفر 1412هـ. ..