تسيير البيجيدي بالأغلبية لمجالس طنجة، يعتبر خصوصية مميزة لهذه المدينة
الخميس 23 فبراير 2017 – 17:04:53
جميل أن يجعل العمدة العبدلاوي من تقاليد ولايته التي مر عليها حوالي سنة ونصف السنة، الاتصال المنتظم مع الصحافة، من أجل اطلاع الرأي العام على المنجزات والإكراهات والطموحات التي لا حدود لها إلا الخيال ! والبشير العبدلاوي محق في هذا الاختيار الصائب، بل ويجمل أن يهنأ عليه، حيث يمكن اعتباره سلوكا يتميز به عن سواه من عمدات البلد، واختيارا جريئا يحتاج إلى الكثير من الثقة في النفس ومن الرضى على القصد والأداء. ودليلا على اقتناع نساء ورجال الإعلام بجدوى مبادرة العمدة، الإقبال الكبير على حضور ندوة الخميس الماضي، وهي الثانية، حسب نص الدعوة، حيث غصت القاعة بالصحافيين الذين حضروا وفي جعبتهم العديد من الأسئلة التي تفرضها أوضاع البلد، كما تفرضها قرارات اتخذها مجلس المدينة واعتبرت مثيرة، بل ومستفزة من طرف الرأي العام، وخلقت جوا مشحونا ومتشنجا، خلال تبادل “العتاب” بين العمدة ونائبه أمحجور، وبين نساء ورجال الإعلام. ما سجله الصحافيون أن العمدة مرتاح وراض عن منجزات مجلسه ومجالس المقاطعات الأربع التي يسيرها ، جميعها، حزب العدالة والتنمية وهي “خصوصية” مميزة لطنجة، حسب وصف البشير العمدة.
“سقطة” علم البراغواي والأوروغواي،أثيرت خلال هذا اللقاء، كما أثير مشروع الربط القاري بين إفريقيا وأمريكا عبر ميناء طنجة المتوسط وبعض المراسي النهرية على نهر “ريو باراغواي” الذي يمر، عموديا بأربع دول أمريكية لا تينية، البرازيل والباراغواي والأرجنتين وبوليفيا ، على امتداد 2.206 كيلومترات، يدخل البراغواي فيها بطول 537 كيلومترا. وتقع عاصمة هذا البلد “أسونسيون” بمينائها النهري الهام، على الضفة اليسارية لنهر ٌRio Paraguay الذي يشكل حدودا طبيعية لهذا البلد مع الأرجنتين. وتعتبر العاصمة أسونسيون مركزا تجاريا وماليا كبيرا ومنصة صناعية هامة خاصة فيما يتعلق بصناعة الأحدية، والنسيج والتبغ. الصحافيون استمعوا بانتباه كبير إلى العمدة وهو يبرر الوضع الحالي لـ “جماعته” ب “البلوكاج” الحكومي “الذي أثر سلبا على سير الأمور بمجلس المدينة” والذي اكتشف بدهاء ملفت ، أنه “يدل على حراك إيجابي” وعلى أنه قطع الطريق على “الإملاءات” ، بفضل البيجيدي، طبعا!… وبنفس الأرب و الدهاء السياسي، اكتشف العمدة أن لطنجة خصوصية مميزة، تنفرد وتستأثر بها، وهي أن حزب العدالة والتنمية يدير شؤونها المحلية بأغلبية “بولشيفية” سواء على مستوى المجلس البلدي أو مجالس المقاطعات الأربع.
وبالتالي فإنه رغم الإكراهات “المالية” بعد أن حجز القضاء من ميزانيتها فوق 26 مليار سنتيم، للأسباب المعروفة، اهتدى المجلس الجماعي إلى مراجعة القرار الجبائي الذي سوف يلزم الأهالي بتسديد حوالي 20 بالمئة من ميزانية المدينة، وهم مكرهون على ذلك لأن لا خيار أمامهم قبل عدة سنوات، كما اهتدى المجلس إلى وضع مشروع تصميم التهيئة الذي اعتبر مشروعا متسرعا والذي اعترض عليه فوق الخمسة آلاف “متضرر”.
ويدخل في إطار منجزات المجلس التي كان من بينها، أيضا، مراجعة عقد أمانديس، وليست مراجعة الفاتورات الملتهبة لهذه الشركة التي تحرق “جيوب”، بل وقلوب المواطنين ، ولا من يرحم ! … ومع ذلك، فالعمدة راض عن منجزات مجالسه، واثق في اختياراته ، مطمئن إلى دعم قيادة مجلسه وحزبه المفاخر بأغلبيته الانتخابية المستحقة، وهو على حق في ذلك، و بلا نقاش. وكما كان متوقعا، فقد حضرت قضية علمي ألباراغواي والأوروغواي، التي التبس أمرهما على العمدة وعلى النابغة أمحجور، وهي قضية قيل فيها الكثير محليا ووطنيا، بل ودوليا حين تعرضت لها واحدة من كبريات وكالات الإعلام الأوروبية، وكالة ُ ُ EFE الاسبانية ذات التأثير الكبير على بلدان أمريكا اللاتينية الناطقة بالاسبانية والبرتغالية.
لكن الملفت في رد العمدة، أنه حمل المسؤولية، كل المسؤولية لموظفي الجماعة الذين صنف تكوين بعضهم بين “المتواضع” و “الضعيف” وهم من تسببوا في هذا الخطأ حين “تشابه عليهم” رسم العلمين الذي كان يسهل الحصول على كل البيانات بشأنهما لدى الشيخ غوغول، وبمجرد نقرة خفيفة على حرف G !….. وزاد العمدة فأكد أن الـ 1484 موظفا بالجماعة يندرج أغلبهم في خانة “التكوين المتواضع والضعيف” وبالتالي، يمكننا أن نطمئن إلى أن أخطاء مماثلة قد تقع، مستقبلا، في انتظار ما سيسفر عنه بحث العمدة، عن “الكفاءات” ، وهو أمر ليس بالسهل، على كل حال، وقد يغادر ومن معه، بعد “السنوات العجاف”، قبل أن “يسقط” على موظف يتوفر على تكوين علمي فوق “المتواضع” والضعيف” !!!…. أما قضية جمعية الـ 240 مليون، فقد حضرت بقوة خلال لقاء الصحافة مع العمدة الذي كان متفها لقلق الصحافيين وانشغالهم، خاصة وعنصر المفاجأة توفر عند الإعلان عن “التأسيس” و عن “الدعم” المثير لهذه الجمعية التي كان الجميع يجهل كل شيء عنها إلا ما تسرب، وكان تافها.
العمدة استغرب لعملية “التضخيم” في التعاطي مع هذا الموضوع، من جانب وسائل الإعلام، وأوضح أن الجمعية تأسست لتدبير المركز الذي يعتبر مكسبا هاما لطنجة وأن أعضاء الجمعية يعتبرون من خيرة مثقفي هذه المدينة وأن الدعم سوف يقدم على ثلاث مراحل سنوية. وانتهى الكلام !