القيم الكونية القرآنية كمدخل لتجديد الخطاب التربوي في مادة التربية الإسلامية
الجمعة 03 يونيو 2016 – 16:09:39
موضوع المحاضرة الإفتتاحية التي ألقاها رئيس المركز المغربي للدراسات والأبحاث التربوية الأستاذ خالد الصمدي خلال الندوة الوطنية التي تم تنظيمها بقاعة دار الشباب بمدينة وازان يوم الأحد 22 ماي 2016، حول “منظومة القيم لمادة التربية الإسلامية وأهميتها في ترسيخ التسامح ونبذ العنف والتطرف”، حيث ذكر ببعض السياقات التي انعقدت فيها هذه الندوة، مما يعطي تصورا واضحا لمسألة القيم، باعتبارها ليست شأنا متعلقا بمادة التربية الإسلامية، بقد ما هي شأن يهم الجميع، انطلاقا من التحولات التي يشهدها العالم، التي أفرزت العولمة الفكرية، الشيئ الذي يتطلب تجديد الأفكار وتطوير المناهج التربوية، مذكرا بالتوجيهات العامة التي تهم تطوير المناهج التربوية، منها توجهات جلالة الملك لاجتماع المجلس العلمي الأعلى بالعيون، الداعية لمراجعة مناهج التربية الدينية في اتجاه ترسيخ القيم الإسلامية السمحة.
وإصدار المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي للرؤية الإستراتيجية لإصلاح منظومة التربية والتكوين. وسعي المغرب إلى تنويع شركائه وانفتاحه، وتنوع علاقاته ( روسيا ، الصين ، دول إفريقيا، دول الشرق …) ، وهي أبعاد يضيف الصمدي، يجب أخذها بعين الاعتبار في إصلاح المناهج وصياغة المذكرات، حيث أضحى الانفتاح والتعايش والتعارف ضرورة لا يمكن العيش بدونها.
وفي معرض حديثه عن القيم القرآنية تطرق إلى قضية القيم بين الكونبة والخصوصية، معتبرا أن القاعدة التي يجب الأخذ بها، هي كونية القيم، وخصوصية المفاهيم، فالقيم القرآنية هي قيم كونية جاءت للإنسانية جمعاء. و دعا المحاضر إلى ضرورة تطوير وتجديد الخطاب التربوي الذي يروج داخل الأقسام الدراسية، أو المواقع الاجتماعية ، وجعله خطابا كونيا، بدل اعتبار القيم التي جاء بها الوحي خصوصية للمسلمين وحدهم، فقيم الإسلام لكافة الناس أما الأحكام فهي ما تخص المسلمين. معتبرا أن توجهات جلالة الملك للمجلس العلمي الأعلى في هذا الشأن تحدث عن التربية الدينية ولم يتحدث عن التربية الإسلامية، و عن مراجعة مناهج التربية الدينية في التعليمين العمومي والخاص، في اتجاه تعليم وترسيخ القيم الإسلامية.
كما أن التربية الدينية توجد في كثير من المواد، وهذه الأخيرة التي يوجد فيها ما يعزز الثوابت المغربية أو ما يناقضها مما يستوجب تنقيتها، فالأمر يقتضي سبر أغوار المنهاج التعليمي في مختلف مواده التعليمية بما فيها مادة التربية الإسلامية لتتبع ما يعزز القيم الإسلامية فيحافظ عليه، وما يناقض الثوابت يجب أن يحذف، وهذه هي فحوى البلاغ الملكي على حد تعبيره.