… السلالة الجديدة ، و لا سيما أنها تحمل مسماة “A” ، داخل فيروس “B”أو بروتين “س” ، (انظر العنوان بالإنجليزية). و على سطح “سارس-كوف-2” ، يلفه غشاء دهني ، يحتوي على آلاف الشُوَيْكات المتطابقة تحت اسم البروتينات “B”(سبايك). و هذه الأخيرة ، تسمح للفيروس اختراق الخلايا و مُضاعفة جينوم (الفيروس) . عند التعرُّف مع الأنزيما “C” المرتبطة بالوجه الخارجي لأغشية بلازما خلايا الرئتين و الشرايين و القلب و الكليتين و الجهاز الهضمي . جهاز الاستقبال البروتين –س-“B” ، فإذا به يغيّر عدة مرات من الهياكل الثلاثية الأبعاد ، للسماح بإدماج أغشية الخلايا و الفيروسية لتبدأ العدوى .
– ثمَّ أعود و أراني على أثير أمواج “سارس-كوف-2″، مُغامراً عما تسألني نفسي عن هذا الوباء أم الابتلاء ؟
- عندما تتصل أحد مستقبلات الأنزيما “C” بالبروتين-س-“B” الذي يحيط بفيروس “كورونا-فيروس” ، فهذه الأخيرة تغيّر من شكلها . فقد حدَّدَ العلماء عشرة هياكل لها كعشرة أوجه مختلفة لنفس البروتين ، و الذي يسمح للفيروس بعدوى خليتها المضيفة . فيروس “سارس-كوف-2” يستخدم بروتين سكري ، بواسطة بروتين “B”(سبايك) ، لإرفاقها بالخلايا المضيفة و إدخالها . و كجزء من الاستجابة المناعية يتم إنتاجها لمنع هذا التفاعل من الأجسام المضادة ضدّ البروتين “B”(سبايك) . – الأنزيما” C” هو بروتين رئيسي في وظائف “كوفيذ-19” ،و ضروري لدخول فيروس “سارس-كوف-2” في الخلايا المضيفة الرئوية. من هذا التفاعل الأوَّل قد يُنتج عدة آثار ، مع عواقب خاصة على عمل نظام القلب و الأوعية الدموية . – استئناف وباء الجائحة ، سيتمُّ تأجيجه بواسطة متغيرة اسمها “A” ، داخل بروتين “B”(سبايك) ، الذي يبدو انتشاره أسهل ، و يمكن أنْ يكون سبباً لكثرة العدوى بضعف %70 من السلالة السابقة . فالفيروس مثله كمثل الكائنات الحية لديها مادة وراثية – الحمض النووي – و – الحمض الريبي- ، التي قد تخضع للتعديل عندما يتكاثرون (الطفرات) في الخلايا ، حيث ينتشرون أو عن طريق التبادلات بين الفيروسات (إعادة التركيب) . – علماء الأوبئة قلقون من هذه السلالة الجديدة ، وهو أمر مُباين للغاية ، و هذا ما جاء على لسان “البروفسور بيتير أوبانشاو” المتخصص في علم المناعة بالكلية الإمبريالية بلندن . يبدو أنَّ هذا الفيروس أكثر عدوى من السلالة السابقة التي سُجلت في العالم إلى الآن ” ثلاثة مائة ألف و مائة ل “سارس-كوف-2” ، متحولات متواليات. – السلالة الجديدة المتحولة تحمل اسم “A” داخل البروتين “B”(سبيكول أو سبايك) في “كورونا-فيروس” إذ الشوْكة التي توجد على سطحها تسمح لها بالتشبت بالخلايا البشرية لاختراقها .
– هذه الطفرة كانت قد انتشرت بشكل مُتقطع ، و بالأحرى هذه السنة ، وهي تتحوَّلُ في كل وقت (د.جوليان تانك) ، وليس غريبا أنَّ متغيرات ل “سارس-كوف- 2” الجديدة أنْ تظهر ، ليذكر ذلك “البروفسور جوليان هيسكوكس”من جامعة “ليفيربول ” . الأهم هو التعرُّف عن هذا المتحوّل (بكسر الواو) إنْ كانت عنده خصائص التي لها وقع و تأثير على صحة الإنسان ثم التشخيصات و اللقاحات . فالمزيد من إنتاج الفيروسات يؤدي إلى المزيد من الإصابات بالعدْوى. و المزيد من الطفرات العشوائية قد تتردَّد الطفرة لفائدة الفيروس ، وقد أشار إليها “البروفسور” مرة أخرى . مع الأسف هذه السلالة الجديدة خارجة عن السيطرة . و الأسلوب الوحيد لاستعادة السيطرة هو تقييد الاتصالات الاجتماعية . – ألتمس الخطى لدراسات علمية أنجزها علماء ، في علم المناعة تثبت أنَّ الرجال المصابين ب”سارس-كوف-2″ لديهم ثلاثة أضعاف من المخاطر من النساء ، و يتمُّ قبولهم في العناية المركزة أكثر منهنَّ . و كذلك المزيد من خطر الموْت ، حسب الدراسة و التي تدعو أيضاً إلى التشكيك في الاختلافات البيولوجية بين الجنسين . هذه الدراسة تشير بشكل رئيسي من خلال العوامل البيولوجية . الاحتمال من قبل رجل مريض لدخول المستشفى في العناية المركزة ما يقرُب من ثلاثة مرات أكثر ارتفاعاً من المرأة ، و كذا احتمال الوفاة هو أيضاً أكثر أهمية . إنها ظاهرة عالمية بصرف النظر عن بعض الاستثناءات .
– و عُدْتُ أنظر إلى شدَّة الحالات و عبء العمل الاستشفائي الهائل أثناء انتشار الجائحة ، جعل من “أبطال” وحدات العناية المركزة يعانون الأمرَّيْن في العالم أجمع . إذ كان هناك الكثير من المرضى في ضائقة للحصول على الأسرة و أجهزة التنفس للتبديل . في كل مكان التدخلات الطارئة الغير العاجلة تمَّ تخفيضها أو ألغيت للحفاظ على قدُرات العناية المركزة ، و لتكون قادرة أيضاً على تحوُّل الوحدات الاستشفائية و غرف الاستيقاظ ، و غرف العمليات و حتى غرف الطوارئ ، إلى وحدات جديدة للعناية المُركزة . فجائحة “كوفيذ-19” قد كشفتْ ضعف المنظومة و الرعاية الصحية .
– بإضافة المزيد من الأسرة في العناية المركزة بسبب اقتضاض المرضى الذين يعانون من “سارس-كوف-2” ، و لنقص الموظفين المؤهلين ، كلما زاد خطر الوفاة ، في المعدَّل . و أولائك الذين لم يتم شفاؤهم من “كوفيذ-19″ يموتون بعد 13 يوم من قبولهم في المستشفى ، و ذلك عندما تفيض وحدات العناية المركزة ، و القيام بإنشاء أسرة إضافية ل”سارس-كوف-2” ، وقد تتكاثر الموت بين المرضى . و مع انتشار سريع للجائحة الجديدة ، أصبح الأطباء مُرْتبكون لعدد متزايد من المصابين الذين يعانون من قصور حاد في التنفس . و العديد منهم يحتاج إلى الكثير من التهوئة الغازية . في هذه الحالة يرتفع معدَّلُ الوفيات .
– حسب دراسة ، إذا كانت المستشفيات غارقة ، و تمَّ نقل المصابين بمرض خطير إلى وحدات أخرى للعناية المركزة المتخصصة ، عوض إنشاء أسرة جديدة ، و على ضوْء هذه الدراسة ، كان سوف يكون أكثر فائدة للمرضى ، و بعبارة أخرى ، كان بإمكان إنقاذ للعديد منهم . – إنَّ الغد ليتراءى لي خلف ضباب الجائحة ، لولا قوة الإيمان بالله و العلم الذي حثَّ عليه عالم الغيب ، ثمَّ حمداً لا ينقطع مدَدُهُ ، مما يوجبُ مبساطاً للنفس..
عبد المجيد الإدريسي.