المرحوم أحمد بوكماخ يكتب سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم*
جريدة الشمال – عبد اللطيف شهبون ( سيرة الحبيب المصطفى ﷺ )
الجمعة 05 ينــاير 2018 – 12:08:40
والمهتم بسيرة الحبيب المصطفى ينبهر أمام الكم الهائل من التأليف في هذا الموضوع الشريف، بل ترتفع دهشته أمام ما كتب في الموضوع ذاته بلغات أوربية..
لم يخل عصر من العصور من الاهتمام بسيرة الحبيب المصطفى، غير أن شرط كتابة السيرة النبوية الشريفة تفرض في مقام أول توثيق المروي، لكونها مصدر من مصادر الشريعة الإسلامية..
من عيون ما ألفه علماء المغرب وصلحاؤه كتاب ‹‹الشفا بالتعريف بحقوق المصطفى›› للقاضي عياض السبتي وكتاب ‹‹السراج الوهاج في مدح صاحب اللواء والتاج›› لمحمد المعطى الشرقي، وهذا الأخير أكبر موسوعة محمدية..
تعددت مناهج كتابة السيرة النبوية بين آخذ عن علماء السلف، أو معتمد على منهج تاريخي أو مستأنس بتحليل الشخصية المحمدية، أو مستمد من فقه السيرة أو مستلهم من فنون قصصية أو مسرحية أو شعرية، حتى عدت السيرة مادة من مواد الأدب العربي الحديث..
كتب المرحوم أحمد بوكماخ مسودة عن سيرة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم، ولم يكتب لهذه المسودة أن تعرف طريقها إلى الصدور مطبوعة حتى بادرت إلى ذلك أسرته بتعاون مع الصديق عبد العزيز جدير الذي بذل جهدا مشكورا في قراءتها، وحصر متنها في سبعة أبواب تضمنت خمسا وخمسين موضوعة تتعلق بحياة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم منذ مولده حتى هجرته من مكة إلى المدينة، مع إلماع من الصديق عبد العزيز جدير إلى كون هذه السيرة حررت بتقنيات السرد والتخييل والحوار في لغة وظيفية تفي بالقصد.
وقد أثار اهتمام الصديق عبد العزيز جدير توقف المرحوم بوكماخ عند حدث الهجرة الشريفة، وعد ذلك أمرا فريدا.
وفي اعتقادي ‹‹والله أعلم›› أن حدث الهجرة مرتبط بابتلاء مشدود إلى اجتباء فاصطفاء..
وفضلا عن ذلك فإن دستور المدينة لهو سقف حقوقي يستدعي الأمم المتحدة أن تدرجه ضمن أدبياتها..
إن حدث الهجرة قد أصل لدستور إنساني من مشمولاته كما حددت ذلك شقيقتي آسية شهبون في كتابها ‹‹من أحكام الهجرة في الإسلام››:
– المهاجرون والأنصار إخوة متكافئون..
– كل مؤمن نصير أخيه المؤمن..
– من قتل مؤمنا قتل به، إلا أن يرضى ولي المقتول.
اللهم صل على سيدنا محمد الذي ملأت قلبه من جلالك وعينه من جمالك،فأصبح فرحا مؤيدا منصورا، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما، والحمد لله على ذلك.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين…