المشاكلة السياسية ! ؟
الأربعاء 23 نوفمبر 2016 – 11:47:30
…عاشَ العَرب الوَهم و اعتقدوه حقيقة ؟ قلدوا –عميا ، صمّا ، بكما- الغرب في كلّ شيْء ، في أكلهم و ألبستهم ، و انطلتْ عليهم شعاراته البرَّاقة . استبدلوا كتب علماء أسلافهم ( العلم الأكاديمي ) بكتب الفحشاء. استهلكوا تفاهة مسلسلات و أفلام عظمة و أحقية الجنس الأبيض على العبيد . زرعوا الجهل و الأمية في البلاد العربية ، و نصبوا بعض الرؤساء كأرقام في الأنظمة الفاشيستية ؟ مارسوا على الأمة العربية كلَّ أنواع غسل الأدمغة حتى استعبدوها ! ثمَّ فرضوا عليها العوِْلمة …
حقنوا العرب بالبغض و الحسد ، و دسُّوا سُمَّ آل صهيون في عسل الأرض العربية ، لتمزيق مساحة جغرافيتها التي تفوق العشرة ملايين كيلومتر مربع . أشعلوا نار الحرب في المنطقة العربية لتسود إسرائيل ، و ضربوا لأبناء العروبة المخيمات . عشرات الآلاف من الأطفال من الجينة العربية يتضوَّرون جوعا ، ممنْ لم يمتْ تحت ” رحمة ” قنابل الطائرات الروسية التي تحرق حلب و تطفئ حرائق إسرائيل ! كلُّ أنواع الجرائم التي ارتكبتْ و تُرتكبُ في المنطقة العربية بدْءا من فلسطين إلى العراق و اليمن و سوريا و ليبيا و مصر ، من الملة الواحدة للكفر .
الولايات المتحدة الأمريكية رغم ديمقراطيتها، و بعضا من دول الغرب انصهروا في كيمياء مع روسيا و إيران لارتكابهم جرائم حرب ضدَّ الإنسان العربي ، و يزعمون إدراكهم للمأساوية ، وهم الذين أشهروا الحروب في البلاد العربية لاستنزاف ثرواتها …
جُنِّدَ العرب في الحروب العالمية الأجنبية عُنوَةً ،و قتِلوا بمئات الآلاف. جُنِّدوا في الحرب الفيزيقوط-الإسبانية الأهلية ، و في الحرب الكولوا-الفرنسية ، الهند الصينية ، فقضى معظمهم في ” ديان بيان فو ” و قبل ذلك على طول الجغرافية الإيبيرية .
يُقتلُ العرب في بلدانهم من أجل نهب ثروات بحارهم و معادن أراضيهم و أجواء سمائهم . مُنظرو الغرب و الشرق يقذفون بالمصطلحات للاستهلاك العربي . مرَّةً باسم السيْبة لاستعمارهم ، ومرَّةً بالتخلف للاستحواذ على خيراتهم ، و مرَّةً باسم أسلحة الدَّمار الشامل لتدمير بصيرتهم العلمية ، التي أوشكتْ أرض الرافديْن النبوغ فيها . أشعل الغرب اللهيب في الهشيم العراقي- الفارسي، أثمَّ عند صمود العراق أعقبه (الغرب) بحرب أهلية عراقية- كوَيتية ، لاختلاق سببيَة الانقضاض على دولة و شعب عربي من سلالة هارون الرشيد . و مرَّةً باسم الإرهاب ، يخلقون إفكاً لاستشراء الفتنة على طول و عرض الفضاء العربي . و مرَّات أخريات يُقتلُ العربي باسم الديمقراطية ، و تساهم ” فرْية ” النقض لمجلس الأمن أيضا في إبادة الشعب العربي . و لنْ يُفوِّتَ الغرب الفرصة لنسف العنصر العربي باسم السلم .لم يبقَ إلا استصدار قانون بمجلس الأمن لقتل العربي باسم السلام. و تسلمُ جائزة ” نوبل ” –للسلام- لمنْ يبيدُ الجبلة العربية !؟…أصبح العرب كالقطيع يتحكم فيهم الشرق و الغرب !
برصد التحولات الجيو-سياسية بعد ” سايس-بيكو ” أضحى تغيير الحدود الجغرافية لبعض البلدان العربية أمرا واقعا !؟ ( رُبما بقالب إسرائيلي ). تتداخل المصالح الجيو-استراتيجية لدول الحلف الأطلسي ، بعد انهيار حلف “وارصو” ، على الأرض العربية بصفتها كبش فداء ! جزء من بين أزمة روسية و الحلف الأطلسي أنَّ هذا الأخير أمسى على أبوابها و يحيطها من كل الجوانب . مما اضطرَّ الدبّ الروسي أن يبحث له عن مخرج من ” الكمّاشة ” ، فاحتلَّ شبه جزيرة القِرْم . و ” تحتلُّ ” روسيا أيضا ، و بموْطئ قنابل جزء من أرض الشام . و هي التي تحتل جزر ” الكوريل ” اليابانية الغنية بالنفط و الغاز و معادن كثيرة . و اعتمدتها من مصلحتها القومية . على غرار الولايات المتحدة الأمريكية مع إسرائيل ، التي تحتل فلسطين العربية ، رغم كل قرارات مجلس الأمن و الامم المتحدة .
و هل اليابان ليست لها استقلالية القرار ، أم هي تحت عباءة أمريكية ؟ دليل ذلك انضمامها إلى العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا في قضية شبه جزيرة القرْم و كروزني أيضا . و لما لا تفعل ذلك مع روسيا و هي التي تستولي على جزرها ” الكوريل ” ؟ و هناك أيضا جزر متنازع عليها بين اليابان و الصين و كوريا الجنوبية . سرعان ما يطفو على الذاكرة احتلال إيران للجزر في الخليج العربي . و حتى فرنسا ” تحتل” جزرا في المحيط الهادي ؟ و بريطانيا ” تحتل ” – مالفيناس – الأرجنتينية ؟ و إسبانيا الأروبية تحتلُّ الجزر الجعفرية و سبتة و مليلية الأراضي المغربية في القارة الإفريقية ! و كل هذه القضايا المتنازع عليها ، و الحروب في البلاد العربية ، حتى و إنْ أبيدَتْ الشعوب العربية ، ما هي إلا أوراق ضغط بأيد ( ملوثة بالدماء) ، تستغلها روسيا و إيران و الغرب أيضا في “سيناريو ” من مسلسلات مسرحية ، يُعنْوِنونها بمؤتمرات جنيف ….
wanted أين العرب الرواد في العلم و المعرفة : أين ماجد أمهر ملاح عرفه المحيط الهندي .
و أين البيروني و المنهج الاستقرائي في علم المعادن و المتحجرات و الهيدرولوجية . و التيفاشي في الجيولوجيا . و موسوعة في العلم في كتب ابن منظور و القلقشندي و غيرهم كثر .
حتَّى قال عمرو ابن كلثوم :
ملأنا البحرحتّى ضاق بنا ~ و حتى البحر نَملؤه سَفينا
و كما قال الشاعر العربي القديم :
فلو تفلت في البحر و البحر مالح ~ لعاد أجاج البحر من ريقها عذبا