المكتب الوطني للماء يلعب بالنار ويهدد مدينة تطوان بالعطش
الثلاثاء 08 غشت 2017 – 17:05:39
عـادَ شبح العطش ليطل من جديد على سكان مدينة تطوان ومدن الشريط الساحلي بعد تعثر تدشين مشروع تزويد المنطقة بمياه سد طنجة المتوسط عبر قنوات، والذي بدأت الأشغال به مطلع نونبر الماضي وأعلن عن توقع جاهزيته شهر فبراير الماضي. وهاهو شهر يوليوز في أسبوعه الأخيروالمشروع غير جاهز لحد الآن، إذ أكدت مصادر حصرية لـ «المساء» فشل عدة محاولات تجريبية لنقل المياه عبر القنوات نتيجة مشاكل تقنية مختلفة كانت تظهر في كل مرة، جعلت المسؤولين بالمكتب الوطني للماء الصالح للشرب يعلنون تأجيل انطلاق العمل به. وكان هذا المشروع واحدا من بين مشروعين اثنين استندت إليهما لجنة التتبع الإقليمية أواسط شهر دجنبر الماضي عندما قررت تعليق تدبير تقنين تزويد الماء على أحياء تطوان ومدن الشريط الساحلي، حيث تقرر حينها نقل المياه من سد طنجة المتوسط بإقليم الفحص الأنجرة وسد مولاي بوشتة بإقليم شفشاون إلى سدي مولاي الحسن بلمهدي والنخلة، واللذين تقرر الانتهاء من الأشغال بهما في فبراير الماضي بالنسبة للأول ويوليوز الجاري الثاني.
إذن يعرف المشروع الأول تأخرا في تدشينه بلغ خمسة أشهر كاملة بسبب المشاكل التقنية السالفة الذكر. وسبب بروز هذا العدد الكبير من العوائق ذات الطابع التقني، حسب مصادر «المساء» ، هو إهمال المصالح المختصة بالمكتب الوطني للماء الصالح للشرب لواجباتها تجاه هذا المشروع، إذ ظل المسؤولون يرسلون أو امرهم من مكاتبهم بالرباط دون تكليف أنفسهم عناء التنقل إلى مكان الورش وتتبع تقدم الأشغال به ومواجهة المشاكل الطارئة في حينه.
وهذا المعطى تأكدت منه «المساء»عند زيارتها الميدانية لأحد أوراش المشروع، إذ أكد لها بعض العمال عن عدم تلقيهم أية زيارة تفقدية من المسؤولية بالمكتب الوطني للماء الصالح لشرب، ما يؤكد تصريحات مصادر الجريدة بكون هذه المؤسسة لم تتعامل بالجدية اللازمة مع هذا المشروع رغم توفره على جميع الشروط الضرورية ليكون وظيفيا في الآجال المحددة له سلفا.
ووصفت مصادر حقوقية بتطوان عدم تتبع الإدارة المركزية للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب لأشغال مشروع بالغ الأهمية يتوقف عليه سكان أربع مدن يزيد عددهم عن مليون نسمة، بالخطأ الجسيم الذي لا يمكن أن يمر دون محاسبة. الوضع اليوم ينذر بأزمة مائية حادة بالمنطقة في عز الموسم الصيفي، الذي يبلغ فيه استهلاك الماء ذروته، فحقينة سد «الروز» الذي يزود المنطقة حاليا بالماء الصالح للشرب ماضية في النضوب، وكانت التوقعات تعتمد كثيرا على مشروع الربط المائي من سد طنجة المتوسط، الذي كان سيوفر صبيبا مائيا بمعدل 500 لتر في الثانية على طول 25 كيلومتر، وهو صبيب، حسب خبراء في المجال، كاف لتلبية حاجيات مدينة تطوان من هذه المادة الحيوية،في انتظار إتمام الأشغال بمشروع الربط الثاني من سد مولاي بوشتة بشفشاون. وهما حلان مؤقتان اعتمدهما المكتب الوطني للماء الصالح للشرب لإنقاذ المنطقة من العطش، على أمل الانتهاء من أشغال بناء سد واد مرتيل الذي سيحل معضلة الماء بالمنطقة بشكل قاطع.