تحيل هذه البنية العنوانية على جملة أهداف ، منها :
- تعزيز ثقافة المواطنة..
- بيان طبيعة ومستويات العلاقة بين المواطنة والأمن الانساني..
- بلورة وعي حقيقي بهذه الثقافة ؛ نشدانا لبسط وأجرأة مضامينها في برامج تربوية بانية للأجيال..
في بلاغة المواطنة..
الحديث عن المواطنة يثير اشكاليات لغوية ومفهومية وفكرية وسياقية وقيمية ، ويرتفع منسوبها في مجالات التربية والتنشئة والتكوين .
والمواطنة لغة مشتقة من الفعل : وطن ، والمصدر: وطن بفتحتين ؛ وكلاهما يفيد الاقامة في المكان أو البلد الذي يعيش فيه الا نسان على سبيل الاستقرار والانتماء الى أهله .
وقديما تغنى الشعراء بالوطن وتعلقهم به ؛ من ذلك قول الشاعرالعباسي ابن الرومي :
ولـــي وطــن آليت ألا أبيـــــعه وألا أرى غيري له الدهر مالكا
ويفيد الفعل ” واطن ” والمصدر” مواطنة ” ـ وكلاهما محدث ـ دلالتي ” وافق ” ” موافقة ” على أمر ؛ وهو في هذا السياق العام الموافقة على العيش في وطن واحد .
عرف مفهوم المواطنة ـ في سياقات تشكله ثم تداوله ـ تطورات عدة ..
في زمن اليونان أحالت ” المواطنة ” على الحق في ادارة الشأن المدني ، وكان هذا الحق مقتصرا على ” الأحرار” من الذكور ذوي الأصل اليوناني ، وابتكر اليونان هذا المفهوم دعما لمفهومي الاندماج والمشاركة وفق منطوق ومفهوم خصوصياتهم الاثنية..
وأما في القرن الثامن عشر الميلادي فاستمد لفظ ” المواطنة ” دلالات مستقاة من فلاسفة الأنوار : مونتيسيكيو ، لوك ، سبينوزا ، روسو ، كانط.. وتم ربط هذه الدلالة بثنائية الحق والواجب في ما سمي بمفاهيم :
” العقد الاجتماعي ”
” الدولة الوطنية ”
” التشارك ”
” التداول ”
وفي القرن التاسع عشر اتخذ مفهوم ” المواطنة ” وجهة تجاوزت الصبغة القانونية لتؤكد على حركة اجتماعية ساعية لتحرير الناس ودفعهم نحو العمل وبناء مجتمع مواطن ضامن للكرامة التي هي جوهر الحقوق..
ثم طور ” مارشال ” مفهوم ” المواطنة ” في كتابه : ” المواطنة والطبقة الاجتماعية ” ( 1950 ) ، مؤلفا بين الموروث الفكري للقرن الثامن عشر وبين المكاسب الاجتماعية الجديدة للقرن التاسع عشر داعيا لمواطنة :
- تقلل من الأبعاد الاثنية والعرقية..
- تعطي الأولوية للرابط المدني..
- تستوعب الاختلاف وتدبره..
- تعزز قيم المساواة والتعاون..
وفي ظل وتائر الطفرات التكنولوجية والمتغيرات المتسارعة والتنافسيات والصراعات والمغامرات التي يعيشها الناس في زمن معولم تم ربط المواطنة بمفردات جديدة من قبيل :
- المواطنة المتعولمة..
- المواطنة النشطة..
- مواطنة مجتمع الشبكات..